1336 – وعن سَلَمة بن الأكَوعِ — رضي الله عنه — ، قَالَ :
مَرَّ النَّبيُّ — صلى الله عليه وسلم — عَلَى نَفَرٍ يَنْتَضِلُونَ ، فَقَالَ : (( ارْمُوا بَنِي إسمعِيلَ فَإنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِياً )) رواه البخاري .
1336 – Сообщается, что Салама бин аль-Аква’, да будет доволен им Аллах, сказал: «(Однажды) пророк, да благословит его Аллах и приветствует, проходивший мимо группы людей, соревновавшихся в стрельбе из лука, сказал: “Стреляйте, о сыны Исмаила, ибо, поистине, отец ваш был (хорошим) стрелком!”»
Этот хадис передал аль-Бухари (2899).
شرح الحديث
قال الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60]، فأمَر الله تعالى أن يَستعِدَّ المسلمون لمواجهةِ أعداءِ الله وأعدائِهم بكلِّ قوَّةٍ مُتاحةٍ لديهم، ولَمَّا كان الرَّمْيُ من أهمِّ أسبابِ القُوَّةِ كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَحُثُّ عليه ويُشجِّع المسلمين على تعلُّمِه وإتقانِه، وفي هذ الحديثِ أنَّه لَمَّا مَرَّ على بعضِ الناسِ مِن قَبِيلَةِ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، أي: يَتسابقون في الرَّمْيِ، قال لهم: «ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ؛ فإنَّ أباكم كان رامِيًا»، يعني: ارمُوا يا أبناءَ إِسْمَاعِيلَ عليه السَّلام؛ وذلك لأنَّ إِسْمَاعِيلَ أبو العَرَبِ، وكان رامِيًا مُتقِنًا للرَّمْيِ عليه السَّلام، «ارمُوا وأنا مع بَنِي فُلانٍ»، يعني: وأنا مع أحدِ الفريقَيْن المتسابقَيْن، فلمَّا رَأَوْا ذلك أمسَك الفَريقُ الآخَرُ ولم يَرْمِ، فلمَّا سألهم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن سببِ إمساكِهم وتوقُّفِهم، قالوا: كَيْفَ نَرْمِي وأنتَ معهم؟! وهذا مِن تأدُّبِهم رضِي اللهُ عنهم؛ لأنَّهم خافوا أن يُكمِلُوا فيَسبِقوا، فيكون صلَّى الله عليه وسلَّم مِن الفريقِ الخاسِرِ، أو أنَّهم قالوا: كَيْفَ نُسابِق فريقًا أنت معه تُؤَيِّدُه؟! فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «ارمُوا، فأنا مَعَكُم كُلِّكم»، يعني: أُؤَيِّدُكم جميعًا.
وفي الحديثِ: ما كان عليه المسلِمون مِن تَوْقِيرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم واحتِرامِه.