1384 – وعنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله — صلى الله عليه وسلم — يقول :
(( الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا ، إِلاَّ ذِكْرَ الله تَعَالَى ، وَمَا وَالاهُ ، وَعَالِماً ، أَوْ مُتَعَلِّماً )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
1384 – Сообщается, что Абу Хурайра, да будет доволен им Аллах, сказал:
«Я слышал, как посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “Проклят мир этот и проклято всё, что в нём есть, кроме поминания Аллаха Всевышнего, и того, что Ему угодно,[1] и знающего и обучающегося”». Этот хадис приводит ат-Тирмизи (2322), который сказал: «Хороший хадис».[2]
[1] Под “угодным Аллаху” подразумеваются проявления покорности Ему.
[2] См. хадис № 478 и примечания к нему.
الحكم على حديث: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها …) وشرحه
السؤال: هذه الرسالة وردت إلينا من جمهورية اليمن العربية من السائل: حيدر علي أحمد القحوي يقول فيها: لقد سمعت حديثاً في خطبة الجمعة عن رسول الله ﷺ يقول: الدنيا ملعونة ملعون من فيها إلا عالماً أو متعلم أو ذكر الله وما والاه المطلوب من فضيلتكم شرح هذا الحديث شرحاً موجزاً، وهل جميع ما خلقه الله تعالى في هذه الدنيا ملعون أم كيف ذلك؟
الجواب: الحديث لا بأس بإسناده ولفظه: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها -ما هو: بـ (من) ملعون ما فيها- إلا ذكر الله وما والاه أو عالماً أو متعلماً والمعنى: باللعن: الذم، يعني: مذمومة (الدنيا)، اللعن: الذم، ومنه قوله : وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ [الإسراء:60]، يعني: المذمومة؛ لأن الله قال فيها: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ [الدخان:43-46]، فذمها، فاللعن هنا بمعنى: الذم، يعني: مذمومة الدنيا؛ لأن أكثر من فيها اشتغلوا بها عن الآخرة، وصدتهم عن الآخرة بزخرفها وشهواتها، فهي مذمومة مذموم ما فيها، إلا ذكر الله سبحانه وتعالى بقراءة القرآن، بالتسبيح والتهليل، بما في القلوب من ذكر الله وتعظيمه، وما والى ذلك من طاعة الله وترك معاصيه، هذا ممدوح ليس بمذموم.
وهكذا المؤمنون والمؤمنات فإنهم مما يلي ذكر الله؛ لأنهم أهل ذكر الله، والقائمون بذكر الله، وهكذا العلماء والمتعلمون هم خواص المؤمنين، فالمؤمنون والمسلمون والعلماء الشرعيون والمتعلمون للشرع، كلهم خارجون من هذا الذم.
فالدنيا مذمومة، مذموم ما فيها مما يصد عن الله والدار الآخرة، أما ما كان يتعلق بذكر الله، والدار الآخرة من طاعة الله ورسوله وترك معاصي الله، وهكذا من فيها من المؤمنين والمؤمنات فإن هؤلاء هم عباد الله وهم الصلحاء من عباده، وهم الأخيار من عباده، وهم الذين يلون ذكر الله، يقومون به يعملون به، فهم غير داخلين في الذم.
وكذلك العلماء الذين يعلمون الشرع ويدعون إلى الله، ويبصرون الناس بالحق.
وهكذا المتعلمون طلاب العلم الشرعي، هؤلاء كلهم غير داخلين في الذم وهم من خواص أهل الإيمان أهل ذكر الله سبحانه وتعالى.
فاتضح بهذا أن ذكر الله من صلاة وصيام وكلام طيب كالتسبيح والتهليل وقراءة القرآن ونحو ذلك، كل هذا غير داخل في الذم، وهكذا ما والى ذلك من أداء العباد طاعة ربهم، وتركهم معاصيه سبحانه وتعالى فهم غير داخلين في هذا الذم؛ لأنهم أهل طاعة الله وأهل الإيمان به، هم الموالون لذكر الله ، وهكذا ما يتعلق بالعلم والعمل، فالعلماء والمتعلمون لشرع الله عز وجل والدعاة إليه، كلهم من خواص المؤمنين غير داخلين في الذم والله ولي التوفيق.
المقدم: أثابكم الله.
https://binbaz.org.sa/fatwas/8038
سؤالي عن الحديث التالي: الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله، أو معلما، أو متعلما. ما المقصود بالحديث؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلفظ هذا الحديث في سنن الترمذي عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالم أو متعلم. والمقصود من الحديث أنها مبعدة عن الله والدار الآخرة لذلك ذمت.
قال في جامع العلوم والحكم: فالدنيا وكل ما فيها ملعونة، أي مبعدة عن الله؛ لأنها تشغل عنه، إلا العلم النافع الدال على الله وعلى معرفته، وطلب قربه ورضاه، وذكر الله وما والاه، مما يقرب من الله. فهذا هو المقصود من الدنيا؛ فإن الله إنما أمر عباده بأن يتقوه ويطيعوه، ولازم ذلك دوام ذكره كما قال ابن مسعود: تقوى الله حق تقواه: أن يذكر فلا ينسى، وإنما شرع الله إقام الصلاة لذكره، وكذلك الحج والطواف، وأفضل أهل العبادات أكثرهم لله ذكرا فيها. فهذا كله ليس من الدنيا المذمومة، وهو المقصود من إيجاد الدنيا وأهلها؛ كما قال تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون.
وقال في فيض القدير: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عز وجل. يمكن أن يكون المراد بلعنها ملاذ شهواتها، وجمع حطامها، وما زين من حب النساء والبنين، وقناطير الذهب والفضة، وحب البقاء بها. فيكون قوله: ملعونة متروكة مبعدة، متروك ما فيها، واللعن الترك، وقد يراد أنها متروكة للأنبياء والأصفياء. كما في خبر: لهم الدنيا، ولنا الآخرة. (حل والضياء) المقدسي عن جابر بن عبد الله رمز المصنف لحسنه …….
الدنيا ملعونة لأنها غرت النفوس بزهرتها ولذاتها، وإمالتها عن العبودية إلى الهوى حتى سلكت غير طريق الهدى. ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه. أي ما يحبه الله في الدنيا، والموالاة المحبة بين اثنين، وقد تكون من واحد وهو المراد هنا. يعني ملعون ما في الدنيا إلا ذكر الله وما أحبه الله مما يجري في الدنيا، وما سواه ملعون. وقال الأشرفي: المراد بما يوالي ذكر الله: طاعته واتباع أمره، وتجنب نهيه؛ لأن ذكر الله يقتضي ذلك، وعالما أو متعلما أي هي وما فيها مبعد عن الله تعالى إلا العلم النافع الدال على الله. فهذا هو المقصود منها. قوله: عالما أو متعلما بالنصب عطفا على ذكر الله ….. كأنه قيل: الدنيا مذمومة لا يحمد مما فيها إلا ذكر الله، وعالم ومتعلم، وكان حق الظاهر أن يكتفي بقوله: وما والاه؛ لاحتوائه على جميع الخيرات والفاضلات، ومستحسنات الشرع، لكنه خصص بعد التعميم دلالة على فضل العالم والمتعلم، وتفخيما لشأنهما صريحا، وإيذانا بأن جميع الناس سواهما همج. وتنبيها على أن المعنى بالعالم والمتعلم العلماء بالله، الجامعون بين العلم والعمل فيخرج الجهلاء، وعالم لم يعمل بعلمه، ومن يعمل عمل الفضول وما لا يتعلق بالدين. وفيه أن ذكر الله أفضل الأعمال، ورأس كل عبادة. والحديث من كنوز الحكم وجوامع الكلم، لدلالته بالمنطوق على جميع الخلال الحميدة، وبالمفهوم على رذائلها القبيحة.
والله أعلم.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=193991