عن سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يتعوّذ دُبُرَ الصلاة بهؤلاء الكلمات:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، ، وأعُوذُ بِكَ منْ عَذَابِ القَبْرِ».
«О Аллах, поистине, я прибегаю к Твоей защите от малодушия и я прибегаю к Твоей защите от мучений могилы! /Аллахумма, инни а‘узу би-кя мина-ль-джубни ва а‘узу би-кя мин ‘азаби-ль-кабр!/»[1]
_________________________________________________________
[1] Этот хадис приводят аль-Бухари (2822, 6374), ат-Тирмизи (3567), ан-Насаи в «аль-Муджтаба» (8/266) и «‘Амаль аль-йаум ва-л-лейля» (131, 132).
شرح الحديث
كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يُعلِّم الصحابةَ هذا الدُّعاءَ كما تُعَلَّمُ الكِتابةُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بك مِن البُخل، أي: مَنْعِ ما يَجِب بذلُه. ويتعوذ من الجُبْن، وهو المَهابَة للأشياء، والتأخُّر عن فِعلها، وهو ضِدُّ الشَّجاعَةِ. ومِن أَرْذَلِ العُمُرِ، أي: الهَرَمِ، وهو كِبَرُ السِّنِّ المؤدِّي إلى ضَعْفِ القُوَى، وسببُ استعاذةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم منه: ما فيه مِن الخَرَفِ واختلالِ العَقلِ والحَوَاسِّ والضَّبطِ والفَهمِ، وتشويهِ بعضِ المَناظِر، والعَجزِ عن كثيرٍ مِن الطاعاتِ والتَّساهُلِ في بعضِها. ومِن فِتنةِ الدنيا والفِتنةُ: هي الاختِبارُ والامتِحان، وهي أن يبيع الآخرة بما يتعجله فى الدنيا من حال أو مال وقيل فتنة الدنيا هي الدجال لأن فِتنة المسيحِ الدَّجَّالِ مِن أعظمِ الفِتَنِ وأخطَرِها؛ ولذلك حذَّرت الأنبياءُ جميعًا أُمَمَها مِن شرِّه وفِتنته؛ ولذلك كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَستعِيذ مِن فِتنتِه في كلِّ صلاةٍ، وبيَّن أنَّ فِتنتَه مِن أكبرِ الفِتَن مُنذ خَلَق اللهُ آدَمَ عليه السلام إلى قيامِ الساعة، وسُمِّيَ مَسِيحًا لأنَّه مَمْسوحُ العَيْنِ مَطْموسُها؛ فهو أَعْوَرُ، وسُمِّي الدَّجَّالَ تَمْيِيزًا له عن المَسِيحِ عِيسَى بنِ مَرْيَمَ عليه السَّلام، مِنَ التَّدْجِيلِ بمعنىَ التَّغطِيَةِ؛ لأنَّه كَذَّابٌ يُغَطِّي الحقَّ ويَستُره، ويُظهِر الباطِلَ. ويتعوذ من عذاب القبر
وفي الحديثِ: إثباتُ عذابِ القَبرِ وفِتنتِه. .