كان المُشَبَّهونَ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَمسةً، وهمْ: جَعفَرُ بنُ أبي طالِبٍ، والحَسنُ بنُ عَليٍّ، وقُثَمُ بنُ العبَّاسِ، وأبو سُفيانَ بنُ الحارِثِ، والسَّائبُ بنُ عُبَيدٍ، رَضيَ اللهُ تعالَى عنهم.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عُقبةُ بنُ الحارِثِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ أبا بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه كان يُصلِّي العَصرَ، ثُمَّ خرَجَ يَمْشي، وكان ذلك بعْدَ وَفاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوجَدَ الحسَنَ بنَ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنهما، وابنَ فاطمةَ بنتِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَلعَبُ معَ الصِّبيانِ فحمَلَه على عاتِقِه -وهو ما كان مِنَ المَنكِبِ وأوَّلِ العُنُقِ- وداعَبَه، فقال: «بأبي»، يَعْني: أفْدِيه بأبي، «شَبِيهٌ بالنَّبيِّ، لا شَبيهٌ بعَليٍّ»، يَعْني: أنَّ الحسَنَ يُشبِهُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا يُشبِهُ أباهُ عَليَّ بنَ أبي طالِبٍ، وعَلِيٌّ يَضحَكُ مُوافِقًا له على ما يَقولُ.
وفي الحَديثِ: ما كان عليه الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم مِنَ الحُبِّ والأُلْفةِ بيْنهم، ومَعرفةِ بَعضِهم فَضلَ بَعضٍ.
وفيه: حُبُّ أبي بَكرٍ لآلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: أنَّ الإمامَ لا يَنقُصُ مِن قَدرِه مُلاعَبةُ الأطفالِ والتَّودُّدُ إليهم.