8154 – وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: سَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، قَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللهِ، وَكَذَّبْتُ عَيْنِي ».
تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح
«(Как-то раз) ‘Иса, сын Марьям, мир ему, увидел, как один человек совершает кражу, и ‘Иса сказал ему: “Ты украл?” Тот сказал: “Нет, клянусь Тем, помимо Кого нет иного божества!” Тогда ‘Иса сказал: “Я верю Аллаху[1], а своему глазу не верю![2]”» Этот хадис передали Ахмад (2/314, 383), Исхакъ ибн Рахавайх (485), аль-Бухари (3444), Муслим (2368), ан-Насаи (8/249), Ибн Маджах (2102), Ибн Хиббан (4336), аль-Байхакъи (10/157), аль-Багъави (3520).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (3450).
Шу’айб аль-Арнаут сказал: «Достоверный хадис». 2/314
[1] То есть: я верю тому, кто поклялся Аллахом.
[2] Возможно, этот человек взял то, что принадлежало ему по праву, или взял это с позволения хозяина. См. «Мухтасар Сахих Муслим» (1636).
شرح الحديث
التخريج : أخرجه البخاري (3444)، ومسلم (2368)
شَأنُ الحلِفِ باللهِ عزَّ وجلَّ عَظيمٌ، ولا يَعرِفُ قِيمتَه إلَّا مُؤمنٌ عارفٌ برَبِّه، ولا يَتَهاوَنُ به إلَّا ضَعيفُ الإيمانِ، جاهلٌ بقَدْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ وقُدْرَتِهِ.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَعظيمَ نَبيِّ اللهِ عِيسى عليه السَّلامُ للحلِفِ باللهِ تعالَى؛ فإنَّ عِيسى عليه السَّلامُ لَمَّا رَأى رجُلًا يَسرِقُ، سَأَله مُنكِرًا عليه: أسرَقْتَ؟ فحلَفَ الرَّجُلُ أنَّه لم يَسرِقْ، فقال عِيسى عليه السَّلام: آمَنْتُ باللهِ، وكذَّبْتُ عيني، وهذا مِن المبالَغةِ في تَصديقِ الحالفِ، ولم تَكذِبْ عَينُه حقيقةً، ومعناه: صدَّقْتُ مَن حلَفَ باللهِ، وكذَّبْتُ ما ظَهَر مِن ظاهرِ السَّرقةِ، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ الرَّجلُ أخَذ ما له فيه حقٌّ، أو يكونَ صاحبُ الشَّيءِ المسروقِ قدْ أذِنَ له في أخْذِه، أو أنَّه رآهُ مَدَّ يَدَه إلى الشَّيءِ فظَنَّ أنَّه سَرَقه، فلمَّا حَلَف له رَجَع عن ظنِّه.
قوله: « فقال: آمنت بالله » قال السندي: أي: فلا أردُّ من توسل به عن مطلوبه تعظيماً وإجلالاً له، فلا بدَّ أن أصدقك وأكذب عيني.
وقوله: « وكذبت عَيْني » قال الحافظ في « الفتح » (6/489): بالتشديد على التثنية (يعني في عيني) ، ولبعضهم بالإِفراد، وفي رواية المستملي: « كذبت » بالتخفيف وفتح الموحدة و « عيني » بالإِفراد في محل رفع. وقال السندي: « كذبت عيني » أي: آمنت بأنه أجل وأعظم من أن يحلف به كاذباً فصدقت الحالف به، وكذبت نفسي.