1285 – عن أَبي هريرة — رضي الله عنه — ، قَالَ :
سُئِلَ رسول الله — صلى الله عليه وسلم — : أيُّ العَمل أفْضَلُ ؟ قَالَ : (( إيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ )) قيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : (( الجهادُ في سَبيلِ اللهِ )) قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : (( حَجٌّ مَبْرُورٌ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1285 – Сообщается, что Абу Хурайра, да будет доволен им Аллах, сказал:
«(Однажды) посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, спросили: “Какое дело является наилучшим?” Он ответил: “Вера в Аллаха и Его посланника”. (Его) спросили: “А после этого?” Он ответил: “Борьба на пути Аллаха”. (Его снова) спросили: “А после этого?” Он ответил: “Безупречный хаджж”». (Аль-Бухари; Муслим)[1]
[1] См. хадис № 1273.
شرح الحديث
كان الصَّحابةُ رضي الله عنهم- لحرصِهم على الطَّاعاتِ وما يُقرِّبُ مِن رِضا اللهِ عزَّ وجلَّ- كثيرًا ما يسأَلون النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن أفضلِ الأعمالِ، وأكثرِها قُربةً إلى الله تعالى، فكانت إجاباتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تختلِفُ باختلافِ أشخاصِهم وأحوالهم، وما هو أكثرُ نفعًا لكلِّ واحدٍ منهم، وفي هذا الحديثِ يذكُرُ أبو هُرَيرةَ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا سُئِل: أيُّ العملِ أفضلُ؟ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إيمانٌ باللهِ ورسولِه، أي: الإيمانُ باللهِ وبما جاء به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أفضلُ الأعمالِ على الإطلاقِ، وأعظَمُها عند اللهِ أجرًا وثوابًا؛ لأنَّه شرطٌ في صحَّةِ جميعِ العباداتِ الشَّرعيَّةِ؛ مِن صلاةٍ، وزكاةٍ، وصومٍ، وغيرِها.
ثمَّ سُئِل عن أفضلِ الأعمالِ بعد الإيمانِ؟ فأجاب: الجهادُ في سبيلِ الله، وهو القتالُ لإعلاءِ كلمةِ الله، لا لأيِّ غرَضٍ مِن الأغراض الأخرى، وإنَّما كان الجهادُ أفضلَ بعد الإيمانِ باللهِ ورسولِه مِن غيرِه؛ لأنَّه بذلٌ للنَّفسِ في سبيلِ اللهِ.
ثمَّ سُئِل عنِ العمَلِ الَّذي يأتي بعد الجهادِ في الأفضليَّةِ؟ فقال: الحجُّ المبرورُ، وهو الحجُّ الخالصُ لوجهِ الله تعالى، المقبولُ عنده؛ لخُلوصِه مِن الرِّياءِ والسُّمعةِ والمالِ الحرامِ.
وظاهرُ الحديثِ يَقتضي أنَّ الجهادَ أفضلُ مِن الحجِّ، وهو محمولٌ على حجِّ النَّافلةِ، وأمَّا حَجَّةُ الإسلامِ؛ فإنَّها أفضلُ مِن الجهادِ، هذا إذا كان الجهادُ فرْضَ كِفايةٍ، أمَّا إذا كان فرضَ عينٍ فإنَّه مُقدَّمٌ على حَجَّةِ الإسلامِ قطعًا؛ لوجوبِ فِعلِه على الفَورِ.