1318 – وعن سَمُرَة — رضي الله عنه — ، قَالَ : قَالَ رسول الله — صلى الله عليه وسلم — :
(( رَأيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتيَانِي ، فَصَعِدَا بِي الشَّجرةَ فَأدْخَلاَنِي دَاراً هِيَ أحْسَنُ وَأَفضَلُ ، لَمْ أَرَ قَطُّ أحْسَنَ مِنْهَا ، قالا : أمَّا هذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ )) . رواه البخاري ، وَهُوَ بعض من حديث طويل فِيهِ أنواع من العلم سيأتي في باب تحريم الكذب إنْ شاء الله تَعَالَى .
1318 – Передают со слов Самуры, да будет доволен им Аллах, что посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«(Однажды) ночью я увидел (во сне), что ко мне пришли два человека, которые подняли меня на это дерево и ввели меня в ещё более прекрасный и хороший дом, прекраснее которого я никогда не видел. Они сказали: “Что же касается этого дома, то он является домом шахидов”». Этот хадис передал аль-Бухари (2791). Данный хадис является частью длинного хадиса, в котором приводится (много) разных сведений и который, если захочет Аллах, полностью будет приведен в «Главе о запрещении лжи».[1]
[1] См. хадис № 1546.
شرح الحديث
يَحكي سَمُرَةُ بنُ جُنْدُبٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسلَّم كانَ إِذا صَلَّى صَلاةً أقْبَلَ عَلَيْنا بِوَجهِه الكَريمِ وسَألَ: مَن رَأى مِنكم اللَّيلةَ رُؤْيا؟ فَإِن رَأى أحَد رُؤْيا قَصَّها عليه، فَيَقول: ما شاءَ اللهُ، فَسَألَنا يَومًا: هَلْ رَأى أحَدٌ مِنكم رُؤْيا؟ قُلْنا: لا. قالَ: لَكنِّي رَأيتُ اللَّيْلةَ رَجُلَينِ، أي: مَلَكَينِ، أتَياني، فَأخَذَا بيَدي، فَأخرَجاني إلى الأرضِ المُقدَّسةِ، فَإذا رَجُل جالِس ورَجُل قائِم بيَدِه كَلُّوبٌ مِن حَديدٍ، وهو حَديدةٌ مَعطوفةُ الرَّأسِ يُعَلَّقُ عليها اللَّحمُ يُدخِله في «شِدقِهِ»، أي: جانِبِ فَمِ الرَّجُلِ الجالِسِ حَتَّى يَبلُغَ قَفاه، أي: يَقطَعه شَقًّا، ثمَّ يَفعَل بِشِدقِه الآخَرِ مِثلَ ما فَعَلَ بِشِدقِه الأوَّلِ ويَلتَئِم شِدقُه هذا فَيَعود، فَيَصنَع مِثلَه. فَسَألَ صَلَّى الله عليه وسلَّم مَن هذا؟ فَقال المَلَكانِ: انطَلِق. فانطَلَقْنا حَتَّى أتَيْنا عَلى رَجُلٍ مُضطَجِعٍ عَلى قَفاه، ورَجُلٍ قائِمٍ عَلى رَأْسِه «بِفِهْر»، أي: حَجَرٍ مَلْء الكَفِّ، أو صَخرةٍ فَيَشْدَخ بِه رَأسَه، فَإِذا ضَرَبَه «تَدَهْدَه الحَجَرُ»، أي: تَدَحْرَجَ. فانطَلَقَ إليه، أي: إلى الحَجَرِ؛ ليَأخُذَه فَيَصنَع بِه كما صَنَعَ، فَلا يَرجِع إلى هذا الَّذي شَدَخَ رَأْسَه حَتَّى يَلتَئِمَ رَأسُه، أي: يَصِحَّ رَأْسُه وعاد رَأسُه كَما هو، فَعادَ إليه فَضَرَبَه، فَسَألَ صَلَّى الله عليه وسلَّم: مَن هذا؟ فَقالا: انْطَلِق. فانطَلَقْنا إلى ثقْبٍ مِثلِ «التَّنُّورِ»، وهو ما يُخْبَزُ فيه أعْلاه ضَيِّق، وأسفَله واسِع، يَتَوَقَّد تَحتَه نارًا، فَإِذا اقتَرَبَ ارتَفَعوا حَتَّى كادَ أن يَخرُجوا، فَإِذا «خَمَدَت»، أي: سَكَنَ لَهيبُها ولَم يُطْفَأْ حَرُّها رَجَعوا فيها، وفيها رِجال ونِساء عُراة، فَسَألتُ: مَن هذا؟ فَقالا: انْطَلِق. فانْطَلَقْنا حَتَّى أتَيْنا عَلى نَهْرٍ مِن دَمٍ فيه رَجُل، وقائِمٌ عَلى وسَطِ النَّهرِ رَجُل بَينَ يَدَيْه حِجارة، فَأقبَلَ الرَّجُل الَّذي في النَّهْرِ، فَإِذا أرادَ أن يَخرُجَ مِنه رَمى الرَّجُلُ الَّذي بَينَ يَدَيْه الحِجارةُ بِحَجَرٍ في «فيهِ»، أي: في فَمِه فَرَدَّه حيثُ كانَ مِن النَّهرِ، فَجَعَل كُلَّما جاءَ ليَخرُجَ مِن النَّهرِ رَمى في فيه بِحَجَر، فَيَرجِع كَما كانَ فيهِ. فَسَألتُ: ما هذا؟ فَقالا: انْطَلِق. فانْطَلَقْنا حَتَّى انتَهَيْنا إلى رَوْضةٍ خَضراءَ، فيها شَجَرة عَظيمة، وفي أصْلِها شَيْخ وصِبيان وإذا رَجُل قَريب مِن الشَّجَرةِ بَينَ يَدَيْه نارٌ يُوقِدها، فَصَعِدا بي في الشَّجَرةِ الَّتي هيَ، في الرَّوضةِ الخَضراءِ، وأدْخَلاني دارًا لَم أرَ قَطُّ أحسَنَ منها، فيها رِجال شُيوخ وشَباب ونِساء وصِبيان، ثمَّ أخْرَجاني منها، أي: مِن الدَّارِ، فَصَعِدا بي الشَّجَرةَ فَأدْخَلاني دارًا هيَ أحسَنُ وأفضَلُ مِن الأولى، فيها شُيوخ وشَباب، فَقُلْتُ: طوَّفتُماني اللَّيلةَ. فَأخْبَراني عَمَّا رَأيتُ؟ قالا: نَعَم نُخبِرك، أمَّا الَّذي رَأيتَه يَشُقُّ شِدْقَه فَكَذَّاب يُحَدِّث بالكِذبةِ فَتُحْمَل عَنه حَتَّى يَبلُغَ الآفاقَ فَيُصنَع بِه ما رَأيتَ؛ لِما يَنْشَأ عَن تلك الكِذْبةِ مِن المَفاسِدِ. وأمَّا الَّذي رَأيتَه يَشْدَخ رَأْسَه فَرَجُلٌ علَّمَه اللهُ القُرآنَ، فَنامَ عَنه باللَّيلِ، أي: أعْرَضَ عَن تِلاوتِه ولَم يَعمَل فيه بالنَّهارِ، يُفعَل به ما رأيتَ، وَأمَّا الَّذي رَأيتَه في الثُّقبِ فَهم الزُّناة. والَّذي رَأيتَه في النَّهرِ آكِلو الرِّبا. والشَّيْخُ الكائِنُ في أصلِ الشَّجَرةِ إبراهيمُ الخَليلُ عليه السَّلام. وأمَّا الصِّبيانُ حَولَه، أي: فَأولادُ النَّاسِ. والَّذي يوقِد النَّارَ: مالِكٌ خازِنُ النَّارِ، والدَّار الأولى الَّتي دَخَلتَ فيها دارُ عامَّةِ المُؤمِنينَ، وأمَّا هذه الدَّارُ فَدار الشُّهَداءِ، وأنا جِبْريلُ، وهذا مِيكائِيلُ، فارفَعْ رَأْسَك. فَرَفَعتُ رَأْسي فَإِذا فَوقي مِثلُ السَّحابِ، قالا: ذاكَ مَنزِلك، قُلتُ: «دَعاني»، أي: اتْرُكاني أَدخُل مَنزِلي، فَقالا: إِنَّه بَقيَ لك عُمُرٌ، لَم تَستَكمِلْه، فلو اسْتَكمَلتَ عُمُرَك أتَيتَ مَنزِلَك