—
[1] В данном случае под “верой” подразумевается молитва. Имеется в виду, что награда за очищение будет равна половине награды за молитву, поскольку молитва без соответствующего очищения недействительна.
[2] Передатчик этого хадиса был не уверен, в каком числе – двойственном или единственном – в данном хадисе стоит глагол «наполнят» (тамля`ани – тамля`у). Если здесь необходимо единственное число, то слова пророка, да благословит его Аллах и приветствует, следует понимать как указание на то, что каждое из этих слов может заполнить собой пространство между небом и землёй, а если двойственное, это значит, что они могут заполнить собой это пространство в сочетании друг с другом.
[3] См. хадис № 25 и примечания к нему.
—
شرح الحديث
هذا حديثٌ عظيمٌ، وأصْلٌ مِن أصولِ الإسلامِ، يَذْكُرُ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كُلَّ ما يُهِمُّ المسلمَ في حَياتِهِ وآخِرتِهِ؛ ففيه يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ «الطُّهورَ»، أي: الوُضوءَ، والطَّهارةُ أصْلُها النَّظافةُ والتَّنَزُّهُ. «شَطْرُ الإِيمانِ»، أي: نِصْفُهُ، والمرادُ أنَّ الأجْرَ في الوُضوءِ يَنتهي إلى نِصْفِ أجْرِ الإيمانِ؛ لِمَا في الإيمانِ مِن نظافةِ النَّفسِ والقَلْبِ، ولِمَا في الطَّهارةِ مِن نَظافةِ الجَسَدِ، «والحمدُ للهِ تَملَآنِ الميزانَ»، أي: إنَّهما يُوزنانِ ويَملآنِ الميزانَ بالأجرِ والثوابِ، فترجَجُ كِفَّتُهما، «وسُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تَمْلَآنِ ما بَيْنَ السَّمَواتِ والأرضِ»، أي: إنَّ أجْرَ ذِكرَهُما يَمْلَأُ ما بَيْنَ السَّمواتِ والأرضِ؛ لاشْتمالِهِمَا على تنزيهِ اللهِ تعالى في قوله: «سُبحانَ اللهِ»، والتَّفْويضِ والافْتِقارِ إلى اللهِ في قوله: «الحَمْدُ للهِ»، «والصَّلاةُ نورٌ»، أي: يُهْتدى بها إلى الطَّريقِ يومَ القِيامةِ كما يُهْتدى بالنُّورِ في الدُّنيا، «والصَّدَقةُ بُرهانٌ»، أي: دَليلٌ على إيمانِ المؤْمِنينَ واخْتلافِهِمْ عَنِ المنافِقِينَ، «والصَّبْرُ ضِياءٌ»، أي: الصبرُ على طاعةِ اللهِ تعالى والصبرُ عن معصيتِه والصبرُ أيضًا على النائباتِ وأنواعِ المكارهِ في الدُّنيا؛ كلُّ هذا ضِياءٌ لصاحبِه، و»الصبر»: الوُقوفُ مع البلاءِ بِحُسْنِ الأدبِ، «والقُرْآنُ حُجَّةٌ لكَ أو علَيْكَ»، أي: بتِلاوتِه والعملِ به يُصبحُ حُجَّةً مع صاحبِه يومَ القيامةِ، وبِتَرْكِه دونَ عملٍ أو تلاوةٍ يُصبحُ حُجَّةً وخُسْرانًا على صاحبِه، «كلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَه فَمُعْتِقُها أَوْ مُوبِقُها»، أي: كلُّ إنسانٍ يَسعى بنفسِه إلى طاعةِ اللهِ فيكونُ مُنقِذًا لها مِنَ النَّار، أو يَسعَى بنفسِه إلى طاعةِ الشَّيطانِ وهَواه فُيوبِقُها، أي: يُهلِكها بدُخولها النارَ.
وفي الحديثِ: فضلُ الوُضوءِ والطَّهارةِ وبيانُ ما لهما مِن الأَجْرِ.
وفيه: بيانُ بعضِ الأقوالِ والأعمالِ الإيمانيَّةِ التي تُعتِقُ صاحبَها من النَّارِ.
وفيه: تنبيهٌ على أنَّ الإنسانَ يُؤخَذُ بجريرةِ عملِه؛ فليعملْ لنَفْسِه ما أرادَ..