1439 – وعن جابر — رضي الله عنه — ، عن النبي — صلى الله عليه وسلم — ، قَالَ :
(( من قَالَ : سُبْحان الله وبِحمدِهِ ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ في الجَنَّةِ )) . رواه الترمذي، وقال : (( حديث حسن )).
1439 – Передают со слов Джабира, да будет доволен им Аллах, что пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Для того, кто скажет: “Слава Аллаху и хвала Ему” /Субхана-Ллахи ва би-хамдихи/, – в раю будет посажена пальма». Этот хадис приводит ат-Тирмизи (3464 и 3465), который сказал: «Хороший хадис».
Также этот хадис передали Ибн Аби Шейба (30029), Ибн Хиббан (826) и аль-Хаким (1/501 и 502).
Аль-Хаким об одном иснаде этого хадиса сказал: «Соответствует условиям Муслима», а о другом: «Соответствует условиям аль-Бухари», и с ним в этом согласился аз-Захаби.
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (6429), «Сахих ат-Таргъиб ва-т-тархиб» (1540), «Тахридж Мишкатуль-масабих» (2244), «Шарх ат-Тахавиййа» (423), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (64).
Также достоверность этого хадиса подтвердили хафиз ‘Абдуль-Хаккъ аль-Ишбили и хафиз Ибн Хаджар. См. «аль-Ахкаму-с-сугъра» (891), «Натаидж аль-афкар» (1/104).
شرح الحديث
التخريج : أخرجه الترمذي (3464) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10663) باختلاف يسير
للذِّكرِ فَضائلُ كثيرةٌ في الدُّنيا والآخِرَةِ؛ فبَعضُه يكونُ سَببًا لغُفرانِ الذُّنوبِ، وبعضُه يكون سببًا للزِّيادةِ في نعيمِ الجنَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «مَن قال»، أي: مَن ذَكَر بلِسانِه مع اليَقينِ في قلبِه، وقال الجملةَ التَّاليةَ: «سُبحانَ اللهِ العظيمِ وبِحَمدِه»، أي: أُنزِّهُ اللهَ العظيمَ عن كلِّ نَقصٍ تَنزيهًا مقرونًا بِحَمدِه عزَّ وجلَّ مُعْتَقِدًا بِقلْبي ومُقرًّا بِأركاني وجَوارحي وذاكرًا بِلسانِي، «غُرِسَت له نَخلةٌ في الجنَّةِ»، أي: زُرِعَت ونُصِبَت نخلةٌ فيما أعطاه اللهُ مِن الجنَّةِ، وقيل: خُصَّتْ النَّخلةُ دونَ غيرِها مِن الأشجارِ؛ لِكَثرةِ مَنافعِها وطِيبِ ثَمرَتِها؛ ولذلك ضرَب اللهُ تعالى مَثَلَ المؤمِنِ وإيمانِه بها وثَمرَتِها في قولِه تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً} [إبراهيم: 24]، وهي كَلمةُ التَّوحيدِ (كشَجرةٍ طيِّبةٍ) وهي النَّخلةُ، ووقَع في روايةٍ أخرى «شجَرةٌ» بدَلَ «نَخلةٌ»؛ فيُحمَلُ المُطلَقُ على المقيَّدِ؛ فيَكونُ المغروسُ هنا في الجنَّةِ هو النَّخلةَ، وهذه النَّخلةُ لِمَن قالها مرَّةً واحدةً؛ فإنْ قالها أكثَرَ فله بكلِّ مرَّةٍ نخلةٌ، ومِن الحِكْمةِ في هذا الغَرْسِ أنَّه يَرى ثَمرَةَ عمَلِه فيُسَرُّ به ويَفرَحُ ويتَمتَّعُ بهذا المنظَرِ الجميلِ، وفي الصَّحيحينِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «كَلِمتانِ خَفيفتانِ على اللِّسانِ، ثَقيلتانِ في الميزانِ، حَبيبتانِ إلى الرَّحمنِ؛ سُبحانَ اللهِ وبِحَمدِه سبحانَ اللهِ العظيمِ»؛ فهذه كلماتٌ قليلةٌ وخفيفةٌ على اللِّسانِ، ولكنَّ فضْلَها عظيمٌ وكبيرٌ، وهذا الفضلُ مِن اللهِ وهو جزءٌ مِن النَّعيمِ لِمَن كان مِن أهلِ الجنَّةِ مِن المسلِمين الذَّاكِرين للهِ تعالى، وهذا جَزاءُ التَّسْبيحِ والحمْدِ معَ التَّنزيهِ للهِ سبحانه.
وفي الحديثِ: بيانُ فضْلِ الذِّكْرِ للهِ بالتَّسبيحِ والحمدِ معَ الاعتقادِ بالقلبِ.
وفيه: أنَّ التَّمْرةَ مِن ثِمارِ الجنَّةِ، والنَّخْلَ مِن شجَرِها، كما قال تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [الرحمن: 68].