1491 – وعن أنس — رضي الله عنه — قَالَ : قَالَ رسُولُ الله — صلى الله عليه وسلم — :
(( ألِظُّوا بـ ( يَاذا الجَلاَلِ والإكْرامِ ) )) .
رواه الترمذي ، ورواه النسائي من رواية ربيعة بن عامِرٍ الصحابي ، قَالَ الحاكم : (( حديث صحيح الإسناد )) .
1491 – Передают со слов Анаса, да будет доволен им Аллах, что (однажды) посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Неуклонно и часто обращайтесь к Аллаху (со словами): “О Обладающий величием и щедростью … ”[1] /Йа За—ль—джаляли ва—ль—икрами … /». Этот хадис приводит ат-Тирмизи (3525). Также его приводит ан-Наса`и в «Сунан аль-Кубра» (7716), передавший его со слов сподвижника Раби’и бин ‘Амира, да будет доволен им Аллах. Аль-Хаким (1/498-499) сказал: «Иснад хадиса достоверный».
Также этот хадис передали Ибн Аби Шейба (29969) и аль-Баззар (13/180).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих ат-Тирмизи» (3524), «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (1250), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (1536).
[1] Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, имел в виду, что людям следует почаще обращаться к Аллаху по этому Его имени во время обращений к Нему со своими мольбами, так как это имя относится к числу величайших имён Аллаха.
«يا ذا الجلالِ والإكرامِ»، صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنهُ قال: «ألظُّوا بيا ذا الجلالِ والإكرامِ». أي الزموها، وأكثرُوا منها، وداوموا عليها، ومثلُها وأعظمْ: «يا حيُّ يا قيومْ». وقيل: إنه الاسمُ الأعظمُ لربِّ العالمين الذين إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. فما للعبدِ إلا أنْ يهتف بها وينادي ويستغيث ويدمن عليها، ليرى الفرَجَ والظفرَ والفلاحَ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}.
«ذا الجلال و الإكرام» :قال السعدي في تفسير آية الرحمان:
أي : تعاظم وكثر خيره ، الذي له الجلال الباهر ، والمجد الكامل ، والإكرام لأوليائه.
وقال ابن كثير :» أي هو أهل أن يجل فلا يعصى, وأن يكرم فيعبد, ويشكر فلا يكفر, وأن يذكر فلا ينسى, وقالابن عباس {ذي الجلال والإكرام} ذي العظمة والكبرياء.»
1536 — » ألظوا بـ ( يا ذا الجلال و الإكرام ) » .
قال الألباني في » السلسلة الصحيحة » 4 / 49 :
روي من حديث ربيعة بن عامر و أبي هريرة و أنس بن مالك .
1 — أما حديث ربيعة فيرويه عبد الله بن المبارك أخبرني يحيى بن حسان عن ربيعة
ابن عامر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . أخرجه البخاري في
» التاريخ » ( 2 / 1 / 256 ) و الحاكم ( 1 / 498 — 499 ) و أحمد ( 4 / 177 )
و أبو عبد الله بن منده في » المعرفة » ( ق 13 / 1 ) و في » التوحيد » ( ق 72 /
2 ) و ابن عساكر في » التاريخ » ( 6 / 107 / 1 ) كلهم عن ابن المبارك به .
و قال الحاكم : » صحيح الإسناد » . و وافقه الذهبي ، و هو كما قالا ، و قال ابن
منده في الكتاب الأول : » حديث غريب ، لم نكتبه إلا من هذا الوجه » . و قال في
الكتاب الآخر : » يحيى بن حسان فلسطيني ثقة مشهور » . و قال الإمام أحمد في
روايته هذه عن ابن المبارك : » يحيى بن حسان من أهل بيت المقدس و كان شيخا
كبيرا حسن الفهم » . و وثقه النسائي أيضا و ابن حبان .
2 — أما حديث أبي هريرة فيرويه رشدين بن سعد حدثنا موسى بن حبيب عن سهيل بن أبي
صالح عن أبيه عنه مرفوعا . أخرجه الحاكم ، و رشدين ضعيف .
3 — و أما حديث أنس فيرويه مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن حميد عنه .
أخرجه الترمذي ( 4 / 267 ) و قال : » حديث غريب ، و ليس بمحفوظ ، و إنما يروى
هذا عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
و هذا أصح ، و المؤمل غلط فيه ، فقال : عن حميد عن أنس ، و لا يتابع فيه » .
قلت : و ذكر نحوه ابن أبي حاتم في » العلل » ( 2 / 170 و 192 ) لكن قوله :
» و لا يتابع عليه » فيه نظر ، فقد ذكر ابن أبي حاتم أيضا أن روح بن عبادة رواه
عن حماد عن ثابت و حميد عن أنس به . و أخرجه أبو سعد المظفر بن حسن في » فوائد
منتقاة » ( 136 / 2 ) . ثم قال ابن أبي حاتم : » قال أبي : هذا خطأ حماد يرويه
عن أبان بن أبي عياش عن أنس » .
قلت : و روح بن عبادة ثقة فاضل احتج به الستة ، فلا أدري وجه تخطئته ، بدون حجة
بينة ، مع إمكان القول بصحة ما رواه هو ، و ما رواه غيره من الثقات ، بمعنى أن
حماد بن سلمة كان له عدة أسانيد عن أنس ، فرواه روح عنه عن ثابت و حميد ،
و تابعه المؤمل — و إن كان فيه ضعف — عنه عن حميد . و رواه أبو سلمة قال :
حدثنا حماد عن ثابت و حميد و صالح المعلم عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم
كما في » العلل » ، و لا مانع من مثل هذا الجمع ، فإن له أمثلة كثيرة في الرواة
، و منهم حماد بن سلمة بالخصوص لسعة حفظه . و الله أعلم . و قد وجدت له طريقا
أخرى عن أنس ، فقال ابن أبي شيبة في » المصنف » ( 12 / 17 / 2 ) : حدثنا أبو
معاوية عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عنه مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين ، غير الرقاشي فإنه ضعيف مع زهده ،
فروايته لا بأس بها إن شاء الله في المتابعات . و جملة القول أن الحديث صحيح من
الطريق الأول من حديث ربيعة ، و الطرق الأخرى تزيده قوة على قوة .
الكتاب : السلسلة الصحيحة
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني