1512 – وعن أَبي موسى — رضي الله عنه — قَالَ :
قُلْتُ : يَا رسولَ اللهِ أَيُّ المُسْلمِينَ أفْضَلُ ؟ قَالَ : (( مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ )) متفق عَلَيْهِ .
1512 – Сообщается, что Абу Муса, да будет доволен им Аллах, сказал:
«(Однажды) я спросил: “О посланник Аллаха, кто из мусульман является достойнейшим?” (Пророк, да благословит его Аллах и приветствует,) ответил: “Тот, кто не причиняет (другим) мусульманам вреда своим языком и своими руками”».[1] Этот хадис передали аль-Бухари (11) и Муслим (42).
[1] Дословно: Тот (человек), от языка и рук которого мусульмане находятся в безопасности.
شرح الحديث
التخريج : أخرجه أحمد (12583) واللفظ له، والبزار (7432)، وأبو يعلى (4187)
يُرشِدُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى التَّحَلِّي بالآدابِ والأخْلاقِ الإسلامِيَّةِ، الَّتي تَزيدُ الأُلفةَ والمَودَّةَ بيْن المُسلِمينَ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «المُؤمِنُ مَن أمِنَه النَّاسُ»، أي: المُؤمنُ الحقُّ الَّذي تحقَّقَت فيه صِفَةُ الإيمانِ، وظهَرَت عليه علاماتُه هو مَن يأْمَنُه النَّاسُ، ولا يَخافونَه على أنفُسِهم وأرواحِهم وأموالِهم؛ فلا يَقتُلُ، ولا يَسرِقُ، ولا يَنهَبُ، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ المُرادُ بذلك الإشارةَ إلى الحَثِّ على حُسْنِ مُعامَلةِ العبْدِ مع رَبِّه؛ لأنَّه إذا أحسَنَ مُعامَلةَ إخوانِه، فأوْلى أنْ يُحسِنَ مُعامَلةَ رَبِّه، مِن بابِ التَّنبيهِ بالأَدْنَى على الأعْلَى، «والمُسلِمُ مَن سلِمَ المُسلِمون مِن لِسانِه ويَدِه»، أي: إنَّ المُسلِمَ الكامِلَ الجامِعَ لخِصالِ الإسلامِ: هو مَن لم يُؤْذِ مُسلِمًا بقولٍ ولا فِعلٍ، وخَصَّ اللِّسانَ واليدَ؛ لكَثرةِ أخطائِهما وأضرارِهما؛ فإنَّ مُعظمَ الشُّرورِ تَصدُرُ عنهما؛ فاللِّسانُ يَكذِبُ، ويَغتابُ، ويسُبُّ، ويَشهَدُ بالزُّورِ، واليدُ تَضرِبُ وتَقتُلُ، وتَسرِقُ، إلى غيرِ ذلك، وقدَّمَ اللِّسانَ؛ لأنَّ الإيذاءَ به أكثرُ وأسهَلُ، وأشدُّ نِكايةً، ويعُمُّ الأحياءَ والأمواتَ جَميعًا، «والمُهاجِرُ مَن هجَرَ السُّوءَ»، أي: المُهاجرُ الكامِلُ هو مَن هجَرَ ما نَهى اللهُ عنه؛ فالمُهاجرُ المَمدوحُ: هو الَّذي جمَعَ إلى هِجرانِ وطَنِه وعَشيرتِه هِجرانَ ما حرَّمَ اللهُ تعالى عليه، فمُجرَّدُ هِجرةِ بلَدِ الشِّركِ مع الإصرارِ على المعاصي ليستْ بهِجرةٍ تامَّةٍ كاملةٍ؛ فالمُهاجرُ بحَقٍّ هو الَّذي لم يَقِفْ عندَ الهِجرةِ الظَّاهرةِ؛ مِن تَرْكِ دارِ الحَربِ إلى دارِ الأمْنِ، بل هُو مَن هجَرَ كلَّ ما نَهَى اللهُ عنه، «والَّذي نفْسي بيَدِه، لا يَدخُلُ الجنَّةَ عبْدٌ لا يأْمَنُ جارُه بَوائِقَه»، البوائقُ: جمْعُ بائِقةٍ، وهي الغائِلةُ، والدَّاهيةُ، والفَتْكُ والشُّرورُ، والمُرادُ: أنَّ المُسلِمَ يَمنَعَ أذاهُ وضَررَهُ عن جارِه.
وفي الحَديثِ: بَيانُ أنَّ المسلمَ الحَقَّ لا يتَّصِفُ بالسُّوءِ والشَّرِّ، ولا يُوصِّلُه لأحدٍ مِن النَّاسِ.