312 — وعن أَبي عبد الرحمان عبد الله بن مسعود — رضي الله عنه — ، قَالَ :
سألت النبي — صلى الله عليه وسلم — : أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى ؟ قَالَ : (( الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا )) ، قُلْتُ : ثُمَّ أي ؟ قَالَ : (( بِرُّ الوَالِدَيْنِ )) ، قُلْتُ : ثُمَّ أيٌّ ؟ قَالَ : (( الجِهَادُ في سبيلِ الله )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
312 — Сообщается, что Абу ‘Абд ар-Рахман ‘Абдуллах бин Мас’уд, да будет доволен им Аллах, сказал:
«(Однажды) я спросил пророка, да благословит его Аллах и приветствует: “Какое дело Аллах любит больше всего?” Он сказал: “Совершаемую своевременно молитву”. Я спросил: “А после этого?” Он сказал: “Проявление почтительности к родителям”» Я спросил: “А после этого?” Он сказал: “Борьбу/джихад/ на пути Аллаха”». Этот хадис передали Ахмад (1/409), аль-Бухари в своём «Сахихе» (527) и «аль-Адабуль-муфрад» (1), Муслим (85), ан-Насаи (1/292). См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (164), «Сахих ат-Таргъиб ва-т-тархиб» (2478), «Мишкатуль-масабих» (568).
شرح الحديث
كان الصَّحابَةُ لحِرْصِهم على ما يُقَرِّبُ مِنْ رِضا اللهِ عَزَّ وجلَّ؛ كثيرًا ما يَسألونَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم عن أفضَلِ الأعمالِ، وأكثَرِها قُربةً إلى الله تعالى، فكانتْ إجاباتُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم تَختلِفُ باختلافِ أشخاصِهم وأحوالِهم، وما هو أكثَرُ نفعًا لكُلِّ واحدٍ منهم. وفي هذا الحديثِ يَسْأَلُ عبدُ الله بنُ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فيقول: أيُّ العَمَلِ أحبُّ إلى اللهِ؟ فأجابَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بقولِه: الصَّلاةُ على وَقْتِها، أي: أحبُّ الأعمالِ إلى الله تعالى المَرْضِيَّةِ لديه الصَّلاةُ في أوَّلِ وقتِها، فقال ابنُ مسعودٍ: ثمَّ أيٌّ؟ أيْ: وبَعْدَ الصَّلاةِ، أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللهِ تعالى؟ قال صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: بِرُّ الوالدينِ، أي: بالإحسانِ إليهما، والقيامِ بِخْدِمَتِهما، وتَرْكِ عُقُوقِهما. ولَمَّا كان ابنُ مسعودٍ له أمٌّ؛ احتاج إلى ذِكْرِ بِرِّ والِدَيْه بعدَ الصَّلاةِ؛ لأنَّ الصَّلاةَ حَقُّ اللهِ، وحقُّ الوالدينِ يأتي بعدَ حَقِّ اللهِ عَزَّ وجَلَّ؛ كما قال تعالى: { أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]. قال ابنُ مسعودٍ: ثمَّ أيٌّ؟ قال: الجهادُ في سبيلِ اللهِ؛ أي: الجهادُ لإعلاءِ كلمةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وإظهارِ شَعائِرِ الإسلامِ بالنَّفْسِ والمالِ. والمقصود: أنَّ أفضَلَ الأعمالِ القِيامُ بحُقوقِ الله التي فَرَضَها على عبادِه فَرْضًا، وأفضَلُها: الصَّلاةُ لوَقْتِها، ثمَّ القيامُ بحُقوقِ عِبادِه، وآكَدُها بِرُّ الوالدينِ.