—
أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم — ثَائِرَ الرَّأْسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِى مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَىَّ مِنَ الصَّلاَةِ فَقَالَ: « الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ ، إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا » . فَقَالَ: أَخْبِرْنِى مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَىَّ مِنَ الصِّيَامِ فَقَالَ: « شَهْرَ رَمَضَانَ ، إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا » . فَقَالَ: أَخْبِرْنِى بِمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَىَّ مِنَ الزَّكَاةِ فَقَالَ: فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم — شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ . قَالَ: وَالَّذِى أَكْرَمَكَ لاَ أَتَطَوَّعُ شَيْئًا ، وَلاَ أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَىَّ شَيْئًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم: « أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ ، أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ » .
أطرافه 46 ، 2678 ، 6956 -تحفة 5009 — 31/3
(Тальха) сказал: «А затем Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, рассказал ему о законоположениях Ислама». (Тогда этот человек) сказал: «Клянусь Тем, Кто почтил тебя, я ничего не буду делать дополнительно (к этому) и ничего не стану убавлять из того, что предписал мне Аллах!» И тогда Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “Он преуспеет, если говорит искренне[1]! (или он сказал: Он войдёт в Рай, если говорит искренне!”» См. также хадисы №№ 46, 2678 и 6956. Этот хадис передал аль-Бухари (1891).
Также этот хадис передали имам Малик (423), имам Ахмад (1/162), Муслим (11), Абу ‘Авана в своём «Сахихе» (1/310-311, 2/417), Абу Дауд (391), ан-Насаи (1/226, 4/120, 8/118), Ибн аль-Джаруд в «аль-Мунтакъа» (стр. 75), аль-Байхакъи (2/466).
[1] Другими словами, если он сделает то, о чём говорит.
—
شرح الحديث
التخريج : أخرجه البخاري (46) واللفظ له، ومسلم (11)
جاء رجُلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أهلِ نَجدٍ، وهو: ضِمامُ بنُ ثعلبةَ، ثائرُ الرَّأسِ، أي: منتفِشٌ شعَرُ رأسِه مِن أثَرِ السَّفرِ، وله صوتٌ عالٍ لا يُفهَمُ منه شيءٌ، حتَّى اقتَرَب مِن رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإذا هو يسأَلُه عن شرائعِ الإسلامِ، فأجابه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّ أوَّلَ ما يجِبُ عليه مِن أعمالِ الإسلامِ هو الصَّلواتُ الخَمسُ في كلِّ يومٍ وليلةٍ، فقال: هل يجبُ علَيَّ مِن الصَّلاةِ غيرُ هذه الصَّلواتِ الخَمسِ؟ فأجابه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه لا يجبُ عليك مِن الصَّلواتِ غيرُها، إلَّا أن تطَّوَّعَ، أي: تأتيَ بزيادةٍ عليها، فتكونَ مِن النَّوافلِ؛ فإنَّه مستحَبٌّ تُثابُ عليه، ثمَّ ذكَر له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصِّيامَ، وأنَّه يجبُ عليه صيامُ رمضانَ، فقال: هل عليَّ غيرُه؟ قال: لا يجبُ عليك غيرُه، إلَّا أن تطَّوَّعَ، أي: تأتيَ بزيادةٍ عليه، فتكونَ مِن النَّوافلِ؛ فإنَّه مُستحَبٌّ تثابُ عليه، ثمَّ ذكر له الزَّكاةَ، قال: هل عليَّ غيرها؟ قال: لا، إلَّا أن تطَّوَّعَ، أي: إن تصدَّقْتَ بغيرِها فهو تطوُّعٌ تثابُ عليه، لا واجبٌ تأثَمُ بتركِه، فأدبَر الرَّجلُ وهو يقولُ: واللهِ لا أَزيدُ على هذا ولا أنقُصُ، أي: لا أَزيدُ على هذه الفرائضِ بفعلِ شيءٍ مِن النَّوافلِ، ولا أترُكُ شيئًا منها، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أفلَح الرَّجلُ إن صدَق، أي: إذا صدَق في قولِه هذا، فأدَّى هذه الأركانَ؛ فقد فاز بالجنَّةِ، ونجا مِن النَّارِ، ولو لم يأتِ مِن النَّوافلِ شيئًا.
وفيه: أنَّ الإنسانَ إذا اقتصَر على الواجِبِ في الشَّرعِ فإنَّه مُفلِحٌ، ولكن لا يعني هذا أنَّه لا يُسَنُّ أن يأتيَ بالتَّطوُّعِ؛ لأنَّ التَّطوُّعَ تُكمَّلُ به الفرائضُ يومَ القيامةِ.