3254 – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ هِلاَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى عَمْرَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ — رضى الله عنه — عَنِ النَّبِىِّ — صلى الله عليه وسلم:
« أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّىٍّ فِى السَّمَاءِ إِضَاءَةً ، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، لاَ تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَحَاسُدَ ، لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ » .
أطرافه 3245 ، 3246 ، 3327 تحفة 13612 — 145/4
3254 – Передают со слов Абу Хурайры, да будет доволен им Аллах, что Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Своим обликом те, кто войдёт в Рай в первой группе, будут подобны луне в ночь полнолуния. Те, которые (войдут туда) вслед за ними, будут подобны самой красивой и ярчайшей планете на небе, излучающей свет. Сердца их будут подобны сердцу одного человека, не будет меж ними[1] ни ненависти, ни зависти. У каждого человека (из них) будет по две жены из числа гурий, костный мозг (каждой из которых) будет виден сквозь кости и плоть их голеней (из-за их красоты)». См. также хадисы №№ 3245, 3246 и 3327.
Этот хадис передал аль-Бухари (3254). См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (2565).
[1] То есть между обитателями Рая.
شرح الحديث
يَصِفُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أهلَ الجنَّةِ جميعًا بالحُسنِ والجمال، وأنَّهم يَتفاوَتونَ في ذلك حسَبَ درجاتِهم وأعمالهم؛ فأوَّلُ طائفةٍ تدخُلُ الجنَّةَ كالقمرِ ليلةَ البدر، وهي ليلةُ الرَّابعَ عشرَ حين تكمُل استدارتُه، ويَتِمُّ نورُه، فيكون أكثرَ إشراقًا، وأعظَمَ حُسنًا وبهاءً. أمَّا الطَّائفةُ الثَّانية، فإنَّها تُشبِهُ في صورتِها أقْوى الكواكبِ نورًا وضياءً. أمَّا صِفاتُهم النَّفسيَّة والخُلقيَّةُ، فهم كما وصَفَهم صلَّى الله عليه وسلَّم: على قَلْبِ رجُلٍ واحد، أي: في غايةِ الاجتماعِ والاتِّفاق، حتَّى كأنَّ قلوبَهم جميعًا قلبٌ واحد، لا اختِلافَ بينهم ولا تباغُضَ، أي: إنَّ نفوسَهم صافيةٌ نقيَّة خاليةٌ مِن العداوة والبَغضاء، عامرةٌ بالحبِّ والمودَّة. لكلِّ امرئٍ منهم زوجتانِ، أي: لكلِّ واحدٍ منهم زَوجتانِ، يُرى مُخُّ ساقِها مِن وراءِ اللَّحمِ مِن الحُسن؛ فهي- لِصفاء جسدِها، ورقَّة بَشَرَتِها- جِسمٌ شفَّاف ِيَكشِفُ عمَّا بداخِلِه، فيَرى النَّاظرُ إليها مُخَّ عظامِ ساقِها مِن وراءِ لحمِها. يُسبِّحونَ اللهَ بُكرةً وعشيًّا، أي: في أوَّل النَّهار وآخِرِه، والمراد أنَّهم يُسبِّحونَ في وقتهما، وإلَّا فلا بُكرةَ ثمَّةَ ولا عشيَّةَ. أمَّا هذا التَّسبيحُ، فإنَّه ليس عن تكليف؛ وإنَّما يُلهَمونَه كما يُلهَمونَ النَّفَسَ. لا يَسقَمونَ، أي: لا يَمرَضونَ فيها، ولا يَمْتخِطونَ ولا يَبصُقونَ؛ لأنَّ اللهَ طهَّرَ أهلَ الجنَّةِ مِن هذه الأقذارِ، آنيتُهم الذَّهبُ والفِضَّة، أي: بعضُ أوانيهم فضِّيَّةٌ، وبعضُها ذهبيَّةٌ، وأمشاطُهم الذَّهبُ، أي: مِن الذَّهب الخالِص، وَقُودُ مَجَامِرِهم الأَلُوَّةُ؛ يعني أنَّ بَخُورَهم الذي تتَّقدُ به مجامرُهم هو العُودُ الهنديُّ، الذي هو مِن أطيبِ الطِّيبِ وأَزكى البَخور.
— حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ هِلاَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لاَ تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَحَاسُدَ، لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ».
وبه قال: ( حدّثنا إبراهيم بن المنذر) بن إسحاق الحزامي قال: ( حدّثنا محمد بن فليح) قال: ( حدّثنا أبي) فليح بن سليمان ( عن هلال) هو ابن هلال العامري ( عن عبد الرحمن بن أبي عمرة) الأنصاري ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( أول زمرة) جماعة ( تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر) في الحسن والإضاءة ( والذين) يدخلونها ( على آثارهم كأحسن كوكب دريّ في السماء إضاءة) بضم الدال وتشديد الراء والتحتية مضيء متلالئ كالزهرة في صفاته وزهرته منسوب إلى الدر أو فعيل كمرّيق من الدرء بالهمزة فإنه يدفع الظلام بضوئه ( قلوبهم على قلب رجل واحد لا تباغض بينهم ولا تحاسد) لطهارة قلوبهم عن الأخلاق الذميمة ( لكل امرئ) زاد في السابقة منهم ( زوجتان من الحور العين) سبق قريبًا من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة بلفظ: ولكل واحد منهم زوجتان ولم يقل فيه من الحور العين، وفسر بأنهما من نساء الدنيا لحديث أبي هريرة مرفوعًا في صفة أدنى أهل الجنة: وإن له من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا فلينظر ما في ذلك.
وعند عبد الله بن أبي أوفى مرفوعًا: إن الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء وأربعة آلاف بكر وثمانية آلاف ثيب يعانق كل واحدة منهم مقدار عمره في الدنيا.
رواه البيهقي وفي إسناده راو لم يسم.
( يرى مخ) بضم الياء مبنيًّا للمفعول.
ولأبي ذر: يرى أي المرء مخ ( سوقهن) أي ما في داخل العظم ( من وراء العظم واللحم) من الصفاء.
وفي حديث أبي هريرة مرفوعًا من طريق محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عند أبي يعلى والبيهقي: وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت كبده لها مرآة وكبدها له مرآة.
الحديث.
— حدَّثنا إبْرَاهِيمُ بنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ فُلَيْحٍ قَالَ حدَّثنا أبي عنْ هِلاَلٍ عنْ عَبْدِ الرَّحْمانِ بنِ أبِي عَمْرَةَ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلى صورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ والَّذِينَ علَى آثَارِهِمْ كأحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً قُلُوبُهُمْ علَى قَلْبٍ رَجُلٍ واحِدٍ لاَ تَباغُضَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَحاسُدَ لِكُلِّ امْرِىءٍ زَوْجَتَانِ مِنَ الحُورِ العِين يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ العَظْمِ واللَّحْمِ.
هَذَا أحد الطّرق الثَّلَاثَة فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمَذْكُورَة فِي هَذَا الْبابُُ.
الأول: رَوَاهُ عَن مُحَمَّد بن مقَاتل.
وَالثَّانِي: رَوَاهُ عَن أبي الْيَمَان، وَهَذَا هُوَ الثَّالِث: رَوَاهُ عَن إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر أبي إِسْحَاق الْحزَامِي عَن مُحَمَّد بن فليح عَن أَبِيه فليح بن سُلَيْمَان ابْن أبي الْمُغيرَة عَن هِلَال بن عَليّ.
قَوْله: ( درى) ، فِيهِ لُغَات: ضم الدَّال وَتَشْديد الرَّاء وبالياء آخر الْحُرُوف بِلَا همز، وَالثَّانيَِة بِالْهَمْز، وَالثَّالِثَة بِكَسْر الدَّال مهموزاً أَيْضا.
وَهُوَ: الْكَوْكَب الْعَظِيم الْبراق، وَسمي بِهِ لبياضه كالدر، وَقيل: لضوئه، وَقيل: لشبهه بالدر فِي كَونه أرفع النُّجُوم كَمَا أَن الدّرّ أرفع الْجَوَاهِر.