6846 – حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِى لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ . فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِىَّ — صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ:
« أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ، لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّى » .
طرفه 7416 — تحفة 11538
6846 – Сообщается, что аль-Мугъира (ибн Шу’ба, да будет доволен им Аллах,) сказал:
«(Однажды) Са’д ибн ‘Убада (да будет доволен им Аллах) сказал: “Если бы я увидел мужчину со своей женой, то ударил бы его мечом не плашмя, (а острием)!” Когда это дошло до Пророка, да благословит его Аллах и приветствует, он сказал (своим сподвижникам): “Вас удивляет ревность Са’да? Однако, я ещё более ревнив, чем он, а Аллах более ревнив, чем я!”» См. также хадис № 7416. Этот хадис передал аль-Бухари (6846).
Также этот хадис передали Ахмад (4/248), Муслим (1499), Ибн Хиббан (5773).
شرح الحديث
يقول سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ رَضِيَ الله عَنْه لِشِدَّةِ غَيْرَتِه: إنَّه لو رَأَى رجلًا مع امرأتِه لضَرَبه بالسَّيفِ غيرَ مُصَفِّحٍ، أي: غيرَ ضارِبٍ بِصَفْحِ السَّيفِ وهو جانِبُه، بل يَضرِبه بِحَدِّه، ومُرادُه: أنَّه لن يَنتظِرَ إلى حينِ حُضورِ شُهودٍ يُقام بهم الحَدُّ، فبَلَغ ذلك رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: «تَعْجَبُونَ» وفي رواية: أَتَعْجَبُونَ «مِن غَيْرَةِ سَعْدٍ، واللهِ لَأنا أَغيَرُ منه، واللهُ أغيَرُ منِّي»، فبيَّن صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ عِقابَه لِمَنْ قَذَف زوجتَه بغيرِ شُهودٍ- وذلك قَبلَ نُزولِ آيةِ اللِّعَانِ- وبيَّن أنَّ اللهَ تعالى الَّذِي شَرَع هذا الحُكم هو أشدُّ غَيْرَةً على مَحارِمِه من النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ومِن سَعْدٍ، ولكنَّ الله أعلَمُ بما فيه خيرٌ للعِباد، «ومِن أجلِ غَيْرَةِ الله حرَّم الفواحِشَ»، وهي كلُّ خَصْلَةٍ قَبِيحةٍ من الأقوال والأفعال «ما ظَهَر منها وما بَطَن، ولا أَحَدَ أحبُّ إليه العُذْرُ»، أي: الحُجَّةُ والإِعْذَار، وقِيلَ: التَّوْبةُ والإنابةُ «مِن الله؛ ومِن أجلِ ذلك بَعَث المبشِّرين والمُنذِرِينَ» كما في قولِه تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165]، «ولا أَحَدَ أحبُّ إليه المِدْحَةُ»، أي: المَدْحُ وهو الثَّناءُ بذِكر أوصافِ الكَمالِ والإفضالِ «مِنَ الله؛ ومن أجلِ ذلك وَعَد اللهُ الجنَّةَ» عِبادَه إنْ هم أطاعوه وأَثْنَوْا عليه بما هو أهلُه ونزَّهوه عمَّا لا يَلِيقُ به سبحانه.
وفي الحديثِ: أنَّ الغَيْرَةَ وغيرَها مِن الصِّفاتِ المحمودةِ: مَحكومةٌ ومقيَّدةٌ بحُكمِ الشَّرعِ.