—
قَرَأَ النَّبِىُّ — صلى الله عليه وسلم — فِيمَا أُمِرَ ، وَسَكَتَ فِيمَا أُمِرَ ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .
تحفة 6004

Также этот хадис передал имам Ахмад (1/334, 360).
[1] То есть читал Коран про себя.
[2] «Марйам», 19:64.
[3] «аль-Ахзаб», 33:21.
—
شرح الحديث
الطَّريقُ إلى معرفةِ شرعِ اللهِ سبحانه وتعالى هو القرآنُ والسُّنَّةُ، فبيَّن اللهُ سبحانه وتعالى في القرآنِ ما شاء بيانَه، وترَك ما أراد ليُبيِّنَه على لسانِ رسولِه صلَّى الله عليه وسلَّمَ في سنَّتِه، والصَّلاةُ مِن جملةِ الشَّرائعِ الَّتي ورَد بيانُ مُجمَلِها في السُّنَّةِ النَّبويَّةِ، وهذا الأصلُ هو ما فَهِمَه عبدُ الله بن عبَّاسٍ رضي الله عنهما، وأكَّد عليه في هذا الحديثِ، فبيَّن أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّمَ قرَأ فيما أُمِر، أي: جهَر بالقراءةِ في الصَّلاةِ فيما أمَره اللهُ تعالى بالجهرِ به، وسكَت فيما أُمِر، أي: أسَرَّ بالقراءةِ فيما أمَره اللهُ تعالى بالإسرارِ فيه، وما كان ذلك لنسيانٍ مِن اللهِ تعالى، حاشاه عن ذلك وتقدَّسَ، وإنَّما لأنَّه تعالى شاء أن يترُكَ بيانَ مُجمَلِ الصَّلاةِ ليُبيِّنَه على لسانِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، المشروعِ اتِّباعُه صلَّى الله عليه وسلَّمَ فيما جهَر مِن القراءةِ وما أسَرَّ منها؛ لأنَّ فيه القدوةَ الحسنةَ الَّتي أمَر اللهُ باتِّباعِها وعدمِ مُخالَفتِها.