27 (6) (صحيح لغيره) وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
« مَنْ قَامَ مَقَامَ رِيَاءٍ رَاءَى اللهُ بِهِ ، وَمَنْ قَامَ مَقَامَ سُمْعَةٍ سَمَّعَ اللهُ بِهِ » .
رواه الطبراني (في المعجم الكبير 18/56) بإسناد حسن .
27 – Сообщается, что ‘Ауф ибн Малик аль-Ашджа’и, да будет доволен им Аллах, сказал:
«Я слышал, как Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, говорил: “Того, кто станет совершать что-либо ради того, чтобы его увидели, разоблачит Аллах, а того, кто станет совершать что-либо ради того, чтобы его услышали, Аллах опорочит!”» Этот хадис передал ат-Табарани в «аль-Му’джам аль-Кабир» (18/56) с хорошим иснадом.
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным в силу существования других подкрепляющих его хадисов. См. «Сахих ат-Таргъиб ва-т-тархиб» (27).
—
شرح الحديث
الجَزَاءُ مِن جِنْس العَمَلِ، وقد أُمِرْنَا بإخلاصِ الأعمالِ للهِ والبُعْدِ بها عَن الرِّياءِ والسُّمْعَةِ، وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن يُسَمِّع»، أي: مَن أعلَن عيوبَ النَّاسِ وفضَحَهم ولم يَستُر عليهم بما أمرَه الله عَزَّ وجلَّ، «يُسَمِّع الله به»، أي: يفضَحُه اللهُ عزَّ وجلَّ، ويكشفُ سِتْرَه في الدُّنيا ويومَ القيامَةِ أمامَ الخَلائِق، ويُظهِر ما كان يُخفِيه عنهم، و»السُّمْعَةُ»: طلَبُ شهرةِ أمرٍ ما بين النَّاسِ، سواءٌ إظهارُ عمَلٍ صالحٍ لنفسه، فيطلُب مدْحَ النَّاسِ، أو بكشْفِ سِتْرِ غيرِه فيَطْلُب ذمَّ النَّاسِ لمن كشَف عنه سِتْرَه. «ومَن يُرَائِي»، أي: ومَن طلَب بعمَلِه غيرَ الإخلاصِ، وليتَحدَّثَ النَّاسُ به طلبًا للثَّنَاءِ والمدحِ، «يُرَائي اللهُ به»، و»الرِّياءُ»: تَرْكُ الإخلاصِ في الأقوالِ والأعمالِ؛ بأنْ يقولَ قولًا أو يعمَل عملًا لا يُريدُ به وجهَ اللهِ عزَّ وجلَّ، والمعنى: أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَجعَل ثَوابَ المرائِي وعَملَه للنَّاسِ ولا يُجازيه عليه.
وقيل: إنَّ السُّمْعَةَ والرِّياءَ متشابِهانِ، والفَرْقُ بينهما أنَّ السُّمْعَة تَتعلَّقُ بحاسَّةِ السَّمْعِ، والرِّياءُ يتعلَّقُ بحاسَّةِ البَصَرِ.
وهذا الجزاءُ المذكورُ هنا لِمَن سَمَّع أو رَاءَى مِن جِنْس عَملِه، حيثُ يُظهِرُ اللهُ سَرِيرَته وفَسادَ نيِّتَه أمامَ النَّاسِ في الدُّنيا أو في الآخِرَة، وربما يكونُ المرادُ أنَّ اللهَ يُشَهِّر عملَه في الدُّنيا ويُعرِّفه للنَّاس ثُم يُؤاخِذُه عليه في الآخِرة، كما قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: 20]
وفي الحَديث: التَّحذِيرُ مِن طلَبِ الرِّياءِ والسُّمْعَةِ في الأعمالِ، مع التوجِيهِ إلى إخْلاصِ النِّيَّةِ لله وحْدَه.( )