5 – باب مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ
5 – Глава: Кто желает встретиться с Аллахом, Аллах желает встречи с ним, а кто не желает встречаться с Аллахом, Он не желает встречи с ним
14 – ( 2683 ) حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ:
« مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ » .
14 (2683) – Передают со слов ‘Убады ибн ас-Самита (да будет доволен им Аллах), что (однажды) Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Аллах желает встречи с тем, кто желает встретиться с Ним, что же касается не желающего встречи с Аллахом, то и Аллах не желает встречи с ним». Этот хадис передал Муслим (2683).
Также этот хадис передали Ахмад (5/316), аль-Бухари (6507), ат-Тирмизи (1066, 2309), ан-Насаи (4/10), ад-Дарими (2756), ‘Абд бин Хумайд (184), Ибн Аби ‘Асым в «аль-Ахад валь-масани» (1863), аль-Байхакъи в «аль-Асмау ва-с-сыфат» (стр. 500). См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (5964).
شرح الحديث
لا شكَّ أنَّ الدُّنيا دارُ فَناءٍ، وأنَّ الآخرةَ هي دارُ البقاءِ، وأنَّنا في الدُّنيا كعابرِ سبيلٍ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَنْ أحبَّ لقاءَ اللهِ أحبَّ اللهُ لقاءَه، ومَن كرِهَ لقاءَ اللهِ كرِهَ اللهُ لِقاءَه»، ومحبَّةُ اللِّقاءِ هي إيثارُ العبدِ الآخرةَ على الدُّنيا، وعدمُ حُبِّ طولِ القيامِ في الدُّنيا، والاستعدادُ لِلارتحالِ عنها، والمرادُ بِاللِّقاءِ: المصيرُ إلى الدَّارِ الآخرةِ وطلَبُ ما عند اللهِ وليس الغرضُ به الموتَ؛ لأنَّ كُلًّا يكرُهه فَمَنْ تركَ الدُّنيا وأبغضَها أحبَّ لقاءَ اللهِ، ومَنْ آثَرَها وركَنَ إليها كَرِهَ لقاءَ اللهِ، وقدِ استشكلتْ أُمُّ المؤمنينَ عائشةُ رضِي اللهُ عنها قولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَنْ أحبَّ لقاءَ اللهِ»؛ لأنَّ الموتَ لا يُحبُّه أحدٌ بِطبيعةِ خِلقةِ النَّاسِ وما جُبِلوا عليه، فبيَّن لها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ المقصودَ ليسَ ذلك، بَلِ المقصودُ أنَّ المؤمنَ إذا جاءَه الموتُ فإنَّه يرَى البُشرى مِنَ اللهِ سبحانه وتعالى لِمَا ينتظرُه عنده مِن حُسنِ الجزاءِ، فلا يكونُ شيءٌ أحبَّ إليه مِن ذلك، فأحبَّ لِقاءَ اللهِ وأحبَّ اللهُ لقاءَه، وأمَّا الكافرُ فإنَّه إذا جاءَه الموتُ يرى ما وعدَه ربُّه مِنَ العذابِ والنَّكالِ حقًّا أمامَ عينَيْه، فلا يكونُ شيءٌ أكرَهَ إليه مِن ذلك، فكرِهَ لقاءَ اللهِ وكرهَ اللهُ لِقاءَه.
وفي الحديثِ: أنَّ المجازاةَ مِن جِنسِ العملِ؛ فإنَّه قابَلَ المحبَّةَ بِالمحبَّةِ والكراهةَ بِالكراهةِ.
شرح الحديث من شرح النووى على مسلم
[ سـ :4977 … بـ :157]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّزِّيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ الْهُجَيْمِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ فَقَالَ لَيْسَ كَذَلِكِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَحَدَّثَنَاه مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ؟ فَكُلُّنَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ ، قَالَ : لَيْسَ كَذَلِكَ ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ ، فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَأَنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ ، وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ) .
هَذَا الْحَدِيثُ يُفَسِّرُ آخِرُهُ أَوَّلَهُ ، وَيُبَيِّنُ الْمُرَادَ بِبَاقِي الْأَحَادِيثِ الْمُطْلَقَةِ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ .
وَمَعْنَى الْحَدِيثِ : أَنَّ الْكَرَاهَةَ الْمُعْتَبَرَةَ هِيَ الَّتِي تَكُونُ عِنْدَ النَّزْعِ فِي حَالَةٍ لَا تُقْبَلُ تَوْبَتُهُ وَلَا غَيْرُهَا ، فَحِينَئِذٍ يُبَشَّرُ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ ، وَمَا أُعِدَّ لَهُ ، وَيُكْشَفُ لَهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَأَهْلُ السَّعَادَةِ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ وَلِقَاءَ اللَّهِ ، لِيَنْتَقِلُوا إِلَى مَا أُعِدَّ لَهُمْ ، وَيُحِبُّ اللَّهُ لِقَاءَهُمْ ، أَيْ : فَيُجْزِلُ لَهُمُ الْعَطَاءَ وَالْكَرَامَةَ ، وَأَهْلُ الشَّقَاوَةِ يَكْرَهُونَ لِقَاءَهُ لِمَا عَلِمُوا مِنْ سُوءٍ مَا يَنْتَقِلُونَ إِلَيْهِ ، وَيَكْرَهُ اللَّهُ لِقَاءَهُمْ ، أَيْ يُبْعِدُهُمْ عَنْ رَحْمَتِهِ وَكَرَامَتِهِ ، وَلَا يُرِيدُ ذَلِكَ بِهِمْ ، وَهَذَا مَعْنَى كَرَاهَتِهِ سُبْحَانَهُ لِقَاءَهُمْ .
وَلَيْسَ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ سَبَبَ كَرَاهَةِ اللَّهِ تَعَالَى لِقَاءَهُمْ كَرَاهَتُهُمْ ذَلِكَ ، وَلَا أَنَّ حُبَّهُ لِقَاءَ الْآخَرِينَ حُبُّهُمْ ذَلِكَ ، بَلْ هُوَ صِفَةٌ لَهُمْ .
شرح الحديث من فـــتح المــــنعم
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا نكره الموت فقال ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه.
المعنى العام
الدنيا سجن المؤمن جعلها الله مزرعة الآخرة فمن يعمل فيها مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل فيها مثقال ذرة شرا يره والموت هو باب الخروج من السجن إلى الدار الأخرى لكن قد تكون الدار التي بعد السجن دار عذاب وشقاء وجحيم وقد تكون دار سعادة وهناء ونعيم نتيجة لما زرع الزارع في سجنه وما عمل العامل في دنياه فمن زرع حصد ومن زرع قمحا حصد قمحا ومن زرع شوكا ومرا لم يحصد إلا شوكا ومرا والشقي يلهو في دنياه ناسيا أخراه ينعم بما يأكل ويشرب ويتمتع كما تأكل الأنعام ويغتر بطول الليالي والأيام لا يعرف حقيقتها وأنها ساعة النهاية تكون كفيلم شاهده مرت أحداثه في دقائق من ليل أو نهار عند النهاية { { فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون } } ولا تملكون له شيئا { { ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين } } [الواقعة 83- 87] هل يستطيع أحد منكم مهما بلغ من الطب أن يرجعها إلى الجسد إذا بلغت الحلقوم وهل يستطيع المحتضر أن يخبركم بما يرى إنه يرى مقعده من الجنة أو مقعده من النار لكنه قد ختم على لسانه وعلى قلبه فلا ينطق ولا يشير إنه إن كان شقيا كره المصير وكره الدار الآخرة وقال أخروني أخروني إلى أين أذهب لا أحب أن أذهب لا أحب أن أذهب إلى قبري إنه حفرة من حفر النار وأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم يراها في انتظاره فيحب لقاء الله ويحب التقدم للآخرة ويقول لمن حوله وإن كانوا لا يسمعون أسرعوا بي أسرعوا بي أسرعوا بي إلى قبري إلى روضة من رياض الجنة ويقول كما قال صلى الله عليه وسلم اللهم الرفيق الأعلى
في هذه الساعة الحرجة وفي هذه اللحظات الدقيقة من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه وفتح له أبواب رحمته ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه وأعد له جزاء ما قدمت يداه جعلنا الله ممن يحبون لقاءه ويحب لقاءهم
المباحث العربية
( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) لقاء الله يطلق ويراد به معان مختلفة فيطلق ويراد به البعث ومنه قوله تعالى { { الذين كذبوا بلقاء الله } } [يونس 45] ويطلق ويراد به الموت ومنه قوله تعالى { { من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت } } [العنكبوت 5] وقوله { { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم } } [الجمعة 8] وليسا مرادين هنا ولكن المراد منه هنا المصير إلى الدار الآخرة وطلب ما عند الله وليس الغرض منه الموت فعائشة تقول في روايتنا الثالثة والموت قبل لقاء الله أي إن الموت غير اللقاء ولكنه معترض دون الغرض المطلوب فيجب أن يصير عليه ويحتمل مشاقه حتى يصل إلى الفوز باللقاء
وتنفي عائشة أن المراد بلقاء الله الموت فتقول في الرواية الرابعة لمن قال لها ليس منا أحد إلا وهو يكره الموت تقول ليس بالذي تذهب إليه ولكن إذا شخص البصر بفتح الشين والخاء أي فتح المحتضر عينيه إلى فوق فلم يطرف وحشرج الصدر بفتح الحاء وسكون الشين وفتح الراء أي ترددت الروح في الصدر وعلا وانخفض واضطرب الشهيق والزفير واقشعر الجلد أي قام شعره وتشنجت الأصابع بفتح التاء والنون المشددة بينهما شين أي تقبضت وهذه الأمور هي حالة المحتضر وهذه الزيادة من كلام عائشة ذكرتها استنباطا فكراهة الموت وشدته ليس المراد بلقاء الله فإن هذا لا يكاد يخلو عنه أحد ولكن المذموم من ذلك إيثار الدنيا والركون إليها وكراهية أن يصير إلى الله والدار الآخرة وقد عاب الله قوما بحب الحياة فقال { { إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها } } [يونس 7] وقال النووي معنى الحديث أن المحبة والكراهة التي تعتبر شرعا هي التي تقع عند النزع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة حيث ينكشف الحال للمحتضر ويظهر له ما هو صائر إليه اهـ
وفي البخاري قالت عائشة أو بعض أزواجه إنا لنكره الموت قال صلى الله عليه وسلم ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله وكره الله لقاءه فهذا حديث آخر غير أحاديثنا وقصة أخرى حضرها عبادة بن الصامت وبعض أمهات المؤمنين وبعض الصحابة
ولما كان الشرط سببا في الجواب غالبا ذهب بعضهم إلى أن من في قوله من أحب لقاء الله موصولة وليست شرطية والمعنى عليها الذي يحب لقاء الله يحب الله لقاءه قال الكرماني ليس الشرط هنا سببا للجزاء بل الأمر بالعكس ولكنه على تأويل الخبر أي من أحب لقاء الله أخبره الله بأنه يحب لقاءه كذا الكراهة وقال ابن عبد البر من هنا خبرية وليست شرطية فليس معناه أن سبب حب الله لقاء العبد حب العبد لقاء الله ولا الكراهة ولكنه صفة حال الطائفتين في أنفسهم عند ربهم والتقدير من أحب لقاء الله فهو الذي أحب الله لقاءه وكذا الكراهة
قال الحافظ ابن حجر ولا حاجة إلى دعوى نفي الشرطية فسيأتي في التوحيد من حديث أبي هريرة رفعه قال الله عز وجل إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه الحديث فتعين أن من في حديث الباب شرطية وتأويلها كما سبق في قول الكرماني أي التأويل في خبر من وليس في من وفي العدول عن الضمير إلى الظاهر في قوله أحب الله لقاءه ولم يقل أحب لقاءه تفخيم وتعظيم ودفع لتوهم عود الضمير على الموصول لئلا يتحد في الصورة المبتدأ والخبر ففيه إصلاح اللفظ لتصحيح المعنى وأيضا فعود الضمير على المضاف إليه قليل
فقه الحديث
ويؤخذ من الحديث فوق ما تقدم
1- البداءة بأهل الخير في الذكر لشرفهم وإن كان أهل الشر أكثر
2- وأن المجازاة من جنس العمل فإنه قابل المحبة بالمحبة والكراهة بالكراهة
3- وأن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة على أن المراد من اللقاء الرؤية وهو غير لازم فاللقاء أعم من الرؤية
4- وفيه أن المحتضر إذا ظهرت عليه علامات السرور كان ذلك دليلا على أنه بشر بالخير وكذا بالعكس
5- وفيه أن محبة لقاء الله لا تدخل في النهي عن تمني الموت السابق حديثه لأنها ممكنة مع عدم تمني الموت كأن تكون المحبة حاصلة لا يفترق حاله فيها بحصول الموت ولا بتأخره قاله الحافظ ابن حجر
6- وأن النهي عن تمني الموت محمول على حالة الحياة المستمرة وأما عند الاحتضار والمعاينة فلا تدخل تحت النهي بل هي مستحبة
7- وفيه أن في كراهة الموت في حال الصحة تفصيلا فمن كرهه إيثارا للحياة على ما بعد الموت من نعيم الآخرة كان مذموما ومن كرهه خشية أن يفضي إلى المؤاخذة كأن يكون مقصرا في العمل لم يستعد له بالأهبة بأن يتخلص من التبعات ويقوم بأمر الله كما يجب فهو معذور لكن ينبغي لمن وجد ذلك أن يبادر إلى أخذ الأهبة حتى إذا حضره الموت لا يكرهه بل يحبه لما يرجو بعده من لقاء الله تعالى
والله أعلم.