« يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ». فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ: « بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ». فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ ؟ قَالَ: « حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ».
قال الشيخ الألباني : صحيح
رواه أحمد (5/278) ، وأبو داود (4297) ، وابن أبي الدنيا في « العقوبات » (1/62) ، ومحمد بن محمد بن مخلد البزار في « حديث ابن السماك » (182-183) ، و أبو نعيم في « الحلية » (1/182) ، والروياني في « مسنده » (25/134/2) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (8/97/2) .
قال الشيخ الألباني في « السلسلة الصحيحة » 958 : صحيح بمجموع الطريقين
قال الشيخ الألباني في « صحيح الجامع الصغير » 8183 : صحيح
قال الشيخ الألباني في « تخريج مشكاة المصابيح » 5298 : صحيح
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (8183), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (958), «Тахридж Мишкатуль-масабих» (5298).
Также достоверность этого хадиса подтвердили шейх Ибн Баз и Шу’айб аль-Арнаут. См. «Маджму’ аль-фатава Ибн Баз» (5/106), «Тахридж аль-Муснад» (22397).
—
شرح الحديث
فقالَ قائلٌ: «ومِن قلَّةٍ نحنُ يومئذٍ؟»، أي: هلْ يكونُ طَمعُهم واجتماعُهم على المسلمينَ لِقلَّةِ عدَدهِم؟ قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: «بلْ أنتمْ يومَئذٍ كَثيرٌ، ولكنَّكمْ غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ»، أي: يكونُ مَطمعُهم في المسلمينَ ليسَ لِقلَّةِ العَددِ- فإنَّ العددَ يكونُ كثيرًا ولكنْ لا نفعَ فيهِ ولا فائدةَ- ولكنْ لقِلَّةِ شَجاعتِهم وشدَّةِ تفرُّقِهم، وغُثاء السَّيلِ: ما يَطفو على ماءِ السَّيلِ مِن زَبدٍ وأوْساخٍ وفَقاقِيعَ.
قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «ولَينزِعَنَّ اللهُ مِن صُدورِ عدُوِّكم المَهابةَ مِنكم»، أي: الخوفَ، «ولَيقْذِفنَّ اللهُ في قلوبِكم الوَهَنَ، فقالَ قائلٌ: يا رَسولَ اللهِ، وما الوَهنُ؟ قالَ: حبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ»، أي: الحِرصُ علَيها والتطلُّع فيها وتركُ العَملِ للآخرةِ، وهذا يَجعَلُهم يخافونَ الموتَ ويحِبُّونَ الحياةَ ومتعَ الدُّنيا، فيَتركونَ الجهادَ في سَبيلِ اللهِ.