770 — عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِىِّ قَالَ:
كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّى وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: « سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ». قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « مَنِ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا آنِفًا ». فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: « لَقَدْ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلَ ».
قال الشيخ الألباني : صحيح
770 — Сообщается, что Рифа’а ибн Рáфи’ аз-Зуракъи (да будет доволен им Аллах) сказал:
«Однажды днём мы совершали молитву, (находясь) позади Посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, и когда он, поднимая голову после поясного поклона, сказал: “Да услышит Аллах тех, кто воздал Ему хвалу”/Сами’а-Ллаху ли ман хамидаху/, один человек, находившийся позади Посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “О Аллах, Господь наш, хвала Тебе, хвала многая, благая и благословенная! /Аллахумма, Раббана, ва лака-ль-хамд, хамдан касиран, таййибан, мубаракaн фийхи!/” Закончив молитву, Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, спросил: “Кто только что произнёс эти (слова)?” (Тот человек) ответил: “Я, о Посланник Аллаха!” (Тогда) Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “Я видел более тридцати ангелов, каждый из которых старался записать эти слова первым”». Этот хадис передал Абу Дауд (773).[1]
Шейх аль-Албани сказал: «Достоверный хадис/сахих/».[2]
Иснад этого хадиса достоверный, в соответствии с условиями аль-Бухари, который привёл его в своём «Сахихе». Аль-Хаким сказал: «Хадис достоверный, но они (аль-Бухари и Муслим) не привели его (в своих “Сахихах”)», и с ним согласился аз-Захаби. Но они ошиблись, добавив его к аль-Бухари, так как он привёл его (в своём «Сахихе»). См. «Сахих Аби Дауд» (3/357).
[1] Также этот хадис передали Малик в «аль-Муваттаъ» (1/212), Ахмад (4/340), аль-Бухари (799), ан-Насаи (2/196), аль-Хаким (1/225), аль-Байхакъи (2/95), Ибн Хиббан (1910).
[2] См. «Сахих Аби Дауд» (744/1).
شرح الحديث
في هذا الحديثِ يَروي رِفاعةُ بنُ رافعٍ رضي الله عنه: أنَّه كان يُصلِّي مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ فقال بعدما رفَع مِن الرُّكوعِ: ربَّنا ولك الحمَدُ، حَمْدًا كثيرًا طيِّبًا مُبارَكًا فيه، فسأَل النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ بعدَ انتهاءِ الصَّلاةِ عن قائلِ تلك الجملةِ، فقال له رِفاعةُ رضي الله عنه: أنا، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «رأَيْتُ بِضعةً وثلاثينَ ملَكًا يَبْتدرونها، أيُّهم يكتُبُها أوَّلُ» والبِضعةُ: ما بين الثَّلاثِ والتِّسعِ، ومعناه: أنَّه رأى مجموعةً مِن الملائكةِ يُسارِعون إليها، كلٌّ منهم يُريدُ أن يكتُبَ هذه الكلماتِ قبل الآخَرِ.
وفي الحديثِ: بيانُ فضلِ التَّحميدِ، فبه يُملَأُ ميزانُ العبدِ، كما قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «الحمدُ للهِ تملَأُ الميزانَ»؛ لِمَا في الحمدِ مِن تفويضِ النِّعمةِ إلى اللهِ تعالى، وبيانِ افتقارِ العبدِ إليه سبحانه وتعالى.
حديث مبادرة الملائكة لكتابة الذكر عند الاعتدال من الركوع حديث صحيح
الحمد لله
أولا :
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضيلة هذا الذكر بعد الاعتدال من الركوع حديث عظيم ، وهو ما جاء عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِىِّ قَالَ :
( كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ . قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ : رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ . فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : مَنِ الْمُتَكَلِّمُ ؟ قَالَ : أَنَا . قَالَ : رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا ، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُُ )
رواه البخاري (799) .
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله :
» قوله : ( أول ) روي على وجهين : بضم اللام وفتحها . فالضم على أنه صفة لأي .
و ( البِضع ) : ما بين الثلاث إلى التسع ، في الأشهر ، وقال أبو عبيدة : ما بين الثلاث إلى الخمس . وقيل غير ذلك …
وقد دل الحديث على فضل هذا الذكر في الصلاة ، وأن المأموم يشرع له الزيادة على التحميد بالثناء على الله عز وجل ، كما هو قول الشافعي وأحمد — في رواية — .
وأن مثل هذا الذكر حسنٌ في الاعتدال من الركوع في الصلوات المفروضات ؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم إنما كانوا يصلون وراء النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات المفروضة غالباً ، وإنما كانوا يصلون وراءه التطوع قليلا .
وفيه — أيضاً — : دليل على أن جهر المأموم أحيانا وراء الإمام بشيء من الذكر غير مكروه ، كما أن جهر الإمام أحياناً ببعض القراءة في صلاة النهار غير مكروه » انتهى.
» فتح الباري » لابن رجب (5/80-81)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
» قوله : ( مباركا فيه ) زاد رفاعة بن يحيى : ( مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى )، فأما قوله : ( مباركا عليه ) فيحتمل أن يكون تأكيدا ، وهو الظاهر ، وقيل الأول بمعنى الزيادة والثاني بمعنى البقاء …
وأما قوله : ( كما يحب ربنا ويرضى ) ففيه من حسن التفويض إلى الله تعالى ما هو الغاية في القصد .
والظاهر أن هؤلاء الملائكة غير الحفظة ، ويؤيده ما في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا : (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ) الحديث .
واستدل به على أن بعض الطاعات قد يكتبها غير الحفظة ، والحكمة في سؤاله صلى الله عليه وسلم له عمن قال ، أن يتعلم السامعون كلامه فيقولوا مثله . » انتهى.
» فتح الباري » (2/286-287))
ثانيا :
أما لفظ ( ربنا لك الحمد والشكر ) فلم يثبت في أي من روايات الحديث السابقة ، وإن كانت زيادتها من غير اعتيادها مع عدم نسبتها للشرع جائزة ، ولكن الأولى الاقتصار على الوارد .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال الآتي :
» رجل عندما يرفع من الركوع يقول : ربنا ولك الحمد والشكر ، وهل كلمة الشكر صحيحة ؟ فأجاب :
لم تَرِد ، لكن لا يضر قولها : الحمد والشكر لله وحده سبحانه وتعالى ، ولكن هو من باب عطف المعنى ، وإن الحمد معناه الشكر والثناء ، فالأفضل أن يقول ربنا ولك الحمد ، ويكفي ولا يزيد والشكر ، ويقول : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، ملء السماوات والأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد ، وإن زاد الشكر لا يضره ، ويعلم أنه غير مشروع » انتهى.
» مجموع فتاوى ابن باز » (29/286)
والله أعلم .
https://islamqa.info/ar/answers/125885/