6082 – « يا عَلِيُّ ! أَنْتَ سَيِّدٌ فِي الدُّنْيَا ، سَيِّدٌ فِي الآخِرَةِ، حَبِيْبُكَ حَبِيْبِي ، وَحَبِيْبِي حَبِيْبُ اللهِ ، وَعَدُوُّكَ عَدُوِّي ، وَعَدُوِّي عَدُوُّ اللهِ ، فَالوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ بَعْدِي » (*) . موضوع .
(*) سبق تخريجه برقم (4894) . (الناشر) .
_________________________________
أخرجه الحاكم (3/127 — 128) ، وابن عدي في « الكامل » (1/195 و5/1948 — 1949) ، والخطيب في « التاريخ » (4/ 41) ، ومن طريقه ابن الجوزي في « العلل المتناهية » (1/218) ، والمزي في « تهذيب الكمال » (1/259 — 265) من طرق عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر قال : ثنا عبدالرزاق : أنبأ معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قال : نظر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى علي ، فقال : … فذكره . وقال الحاكم : « صحيح على شرط الشيخين ، وأبو الأزهر بإجماعهم ثقة ، وإذا انفرد الثقة بحديث ؛ فهو — على أصلهم — صحيح ».
قلت : ظاهر إسناده الصحة ، وأما كونه على شرط الشيخين ؛ فليس كذلك ، بل ولا هو على أصل الحاكم ؛ لأن أبا الأزهر ليس من شيوخ البخاري ، وإن كان في نفسه صدوقاً دون خلاف معروف . ومع ذلك فقد رأيت أئمة الحديث متفقين على إنكار هذا الحديث ، إلا أنهم اختلفوا في تحديد العلة الخفية فيه على رأيين :
الأول : أنه من وهم أبي الأزهر هذا : فروى الحاكم عن أحمد بن يحيى الحُلْواني قال : « لما ورد أبو الأزهر من صنعاء ، وذاكر أهل بغداد بهذا الحديث ؛ أنكره يحيى ابن معين . فلما كان يوم مجلسه ؛ قال في أخر المجلس : أين هَذَا الكَذَّابُ النَّيْسَابُوْرِيُّ الَّذِي يذكر عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ هَذَا الحديث ؟! فَقَامَ أَبُو الأَزْهَرِ، فَقَالَ : هُوَ ذَا أَنَا « .فضحك يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ من قوله وقيامه في المجلس وأدناه ، ثم قَالَ له : كيف حدثك عبدالرزاق بهذا ولم يحدث به غيرك ؛ فقال : اعلم يا أبا زكريا أني قدمت صنعاء وعبدالرزاق غائب في قرية له بعيدة ، فخرجت إليه وأنا عليل ، فلما وصلت إليه ؛ سألني عن أمر خراسان؟ فحدثته بها ، وكتبت عنه ، وانصرفت معه إلى صنعاء ، فلما ودعته ؛ قال لي : قد وجب عليَّ حَقُّك ، فأنا أحدثك بحديث لم يسمعه مني غيرك . فحدثني — والله! — بهذا الحديث لفظاً . فصدقه يحيى ابن معين ، واعتذر إليه « . ورواه ابن عدي أيضاً والخطيب وزاد : « وتعجب من سلامته وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث » . وأيد الخطيب هذا بقوله : « قلت : وقد رواه محمد بن حَمْدُون النيسابوري عن محمد بن علي بن سفيان النجار عن عبدالرزاق . فَبَرِئَ أبو الأزهر من عهدته ؛ إذ قد توبع على روايته » . وأقره المزي في « التهذيب » والذهبي في « الميزان » . ومال الذهبي في « التلخيص » و « الميزان » إلى تبرئته ؛ فقال عقب تصحيح الحاكم المتقدم : (هذا — وإن كان ! رواته ثقاتاً ، فهو — منكر ليس ببعيد من الوضع ، وإلا ؛ لأي شيء حدثه به عبدالرزاق سراً ، ولم يَجْسُرْ أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه ؟! وأبو الأزهر ثقة » . « وفيه إشارة إلى أنه يَحُطُّ فيه على عبدالرزاق نفسه ، وقد أكّد ذلك في ترجمته من « الميزان » فقال : « قلت : أوهى ما أتى به حديث أحمد بن الأزهر — وهو ثقة — أن عبدالرزاق حدثه خلوة من حفظه : أخبرنا معمر … » فذكر الحديث ، ثم قال : « قلت : مع كونه ليس بصحيح ؛ فمعناه صحيح سوى آخره ، ففي النفس منها شيء ، وما اكتفى بها حتى زاد : « وحبيبك حبيب الله ، وبغيضك بغيضة الله ، والويل لمن أبغضك » . فالويل لمن أبغضه ، هذا لا ريب فيه ؛ بل الويل لمن بغَّض منه ، أو غض من رتبته ، ولم يحبه كحب نظرائه أهل الشورى رضي الله عنهم أجمعين » . وقال في ترجمة أحمد بن الأزهر بعد أن حكى توثيقه عن غير واحد : « ولم يتكلموا فيه إلا لروايته عن عبدالرزاق عن معمر حديثاً في فضل علي ؛ يشهد القلب أنه باطل » . هذا هو الرأي الأول : أنه من أبي الأزهر ؛ ولكنه رُدَّ بالمتابعة التي سبق ذكرها . والرأي الآخر : أنه من ابن أخٍ رافضيًّ لمعمر ؛ فروى الخطيب من طريق ابن نعيم — يعني : الحاكم صاحب «المستدرك » — قال : « وَسَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الحَافِظَ يقول : سَمِعْتُ أَبَا حَامِدٍ الشَّرْقِيِّ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيْثِ أَبِي الأَزْهَرِ — يعني : هذا — فَقَالَ أبو حامد ؛ هَذَا حديثٌ بَاطِلٌ ، وَالسَّبَبُ فِيْهِ أَنَّ مَعْمَراً كَانَ لَهُ ابْنُ أَخٍ رَافِضِيٌّ، وَكَانَ مَعْمَرٌ يُمَكِّنُهُ مِنْ كُتُبِهِ ، فَأَدخَلَ عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيْثَ، وَكَانَ مَعْمَرٌ رجلاً مَهِيْباً ، لاَ يَقْدِرُ عليه أَحَدٌ في السؤال والمراجعة ؛ فَسَمِعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي كِتَابِ ابْنِ أَخِي مَعْمَرٍ » .
قلت : ولم ينشرح القلب لهذا السبب ؛ لأنه يستلزم الشك في كتب معمر – كما هو ظاهر — ، ولعله لذلك لم يذكر في ترجمة معمر في « التهذيب » و « الميزان » وغيرهما ، مع أنهم لما نقلوه عن أبي حامد الشرقي ؛ أقروه ، ومنهم ابن الجوزي ، فقال عقب الحديث : « لا يصح ، ومعناه صحيح ؛ فالويل لمن تكلف وضعه ، إذ لا فائدة في ذلك ». ثم روى عن الخطيب كلمة أبي حامد المذكورة . وأقره السيوطي في « ذيل اللآلي » (ص 61/384) ، وتبعه ابن عراق في « تنزيه الشريعة » (398/1) ، وأورده في « الفصل الثالث » منه .
Выдуманный хадис. Его передали аль-Хаким (3/127-128), Ибн ‘Ади в «аль-Камиль» (1/195, 5/1948-1949) и аль-Хатыб в «ат-Тарих» (4/41). По его пути его передали Ибн аль-Джаузи в «аль-‘Иляль аль-Мутанахия» (1/218) и аль-Миззи в «Тахзиб аль-Камаль» (1/259-265) по пути от Абуль-Азхара Ахмада ибн аль-Азхара, который сказал:
– Рассказал нам ‘Абду-р-Раззакъ:
– Поведал нам Ма’мар от аз-Зухри, передавший от ‘Убайдуллы ибн ‘Абдуллах, передавшего от Ибн ‘Аббаса, да будет доволен ими обоими Аллах, который сказал: «Однажды Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, взглянул на ‘Али и сказал: “…”», и он привёл этот хадис.
Аль-Хаким сказал: «Достоверный хадис, соответствующий условиям обоих шейхов (аль-Бухари и Муслима). Абуль-Азхар по их единогласному мнению является заслуживающим доверия. И когда заслуживающий доверия передаёт хадис в одиночку, то в соответствии с их основами он является достоверным».
Я (аль-Албани) говорю:
– Внешне его иснад достоверный, но что касается соответствия условиям обоих шейхов, то это не так, а более того, он не соответствует основам аль-Хакима, так как Абуль-Азхар не относится к шейхам (учителям) аль-Бухари, даже если он был сам по себе правдивым без известных разногласий. Вместе с этим, я увидел, что имамы в области хадисов были единогласны в отвергании этого хадиса … Подробнее см. далее по этому источнику.
—