5020 – « مَا مِنْ مُسْلِمٍ أَوْ إِنْسَانٍ أَوْ عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ : رَضِيتُ باللهِ ربًّا، وِبالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ؛ إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
________________________________
قال الألباني في « السلسلة الضعيفة والموضوعة » 11/ 29 : ضعيف
أخرجه ابن أبي شيبة في « المصنف » (9/ 78 و 10/ 240) ، وفي « المسند » (2/ 10/ 2) ، وعنه ابن ماجه (3870) ، وابن أبي عاصم في « الآحاد » (471) ، وابن عبدالبر في « الاستيعاب » (4/ 1681/ 3010) : أخبرنا محمد بن بشر قال : أخبرنا مسعر قال: حدثني أبو عقيل عن سابق عن أبي سلام خادم النبي صلي الله عليه وسلم عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: … فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان : الجهالة ، والاضطراب :
1 – أما الجهالة ؛ فهي جهالة سابق هذا — وهو ابن ناجية — ؛ قال الذهبي في « الميزان » : « ما روى عنه سوى هاشم بن بلال » .
قلت : وهو أبو عقيل ؛ كما سبق ، فهو مجهول العين ، وقد كنت قلت في تعليقي على « الكلم الطيب » (ص 34 — الطبعة الثانية) : إنه مجهول الحال ؛ فقد رجعت عنه ، ولعل السبب في ذلك أنني اعتمدت يومئذ على قول الحافظ في « التقريب » : إنه مقبول ! ولم أرجع إلى ترجمته في « التهذيب » لأتبين أنه لم يرو عنه سوى هاشم هذا ، فتنبه ! وهاشم بن بلال — هو أبو عقيل — ؛ وهو ثقة ؛ من رجال مسلم .
2- وأما الاضطراب ؛ فهو أن شعبة خالف مسعراً في إسناده فقال : سمعت أبا عقيل يحدث عن سابق بن ناجية عن أبي سلام قال : كنا قعوداً في مسجد حمص ؛ إذ مر رجل فقالوا : هذا خدم رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قال : فنهضت فسألته ، فقلت : حدثنا بما سمعت من من رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يتداوله الرجال فيما بينهم . قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : « ما من مسلم يقول ثلاث مرات حين يمسي أو حين يصبح … » الحديث . أخرجه أحمد (5/ 367) ، وأبو داود (5072) ، والنسائي في « اليوم والليلة » (رقم 4) من طرق عن شعبة به . ثم قال أحمد : حدثنا عفان : حدثنا شعبة به ؛ إلا أنه قال : عن أبي سلام البراء رجل من أهل دمشق قال : كنا قعوداً … إلخ . وأخرجه الحاكم (1/ 518) من طريق أحمد الأولى ، ومن طريق وهب بن جرير : حدثنا شعبة به ؛ إلا أنه قال : سمعت أبا عقيل هاشم بن بلال يحدث عن أبي سلام سابق بن ناجية قال : … فذكره . وقال : « صحيح الإسناد » ! ووافقه الذهبي !
قلت : وهذا وهم من وجهين : الأول : أنه أوهم أن رواية أحمد بهذا الإسناد ؛ وليس كذلك كما رأيت ، والظاهر أنه ساقه بلفظ رواية وهب بن جرير ، ولم يتنبه أن رواية أحمد مخالفة لها ؛ وبيانه في الوجه التالي :
والآخر : أنه أسقط من الإسناد سابقاً شيخ أبي عقيل ، وسمى أبا سلام سابق ابن ناجية ، وإنما هو شيخ أبي عقيل ، كما في رواية محمد بن جعفر وحفص بن عمر عن شعبة . وتابعه عليها مسعر ، وإن خالفه في جعل أبي سلام خادم النبي صلي الله عليه وسلم ، وإنما هو عن أبي سلام عن خادم النبي صلي الله عليه وسلم . وتابعه في ذلك كله هشيم عن هاشم بن بلال به . أخرجه ابن السني في « عمل اليوم والليلة » (رقم 24) ، والنسائي أيضاً (ولعله في « الكبرى ») ، والبغوي ؛ كما في
« الإصابة » للحافظ رحمه الله ؛ وقال : « وعلى هذا ؛ فأبو سلام رواه عن الخادم ، والخادم مبهم ، وقد أخرج أبو داود في « العلم » من طريق شعبة حديثاً آخر قال فيه : عن شعبة بهذا السند عن أبي سلام عن رجل خدم النبي صلي الله عليه وسلم . وقد وقع في هذا السند خطأ آخر بينته في ترجمة (سابق) من حرف السين من القسم الأخير . وحديث شعبة في هذا هو المحفوظ . وأبو سلام المذكور هو ممطور الحبشي ، وهو تابعي» .
قلت : الجزم بأنه ممطور ، يدفعه رواية عفان المتقدمة عن شعبة ، ففيها أنه أبو سلام البراء ، فلعل الحافظ لم يقف عليها ، أو على الأقل لم يستحضرها عند تحريره لهذا البحث ، ثم إنني لم أجد له ترجمة في المصادر التي بين يدي الآن ، فهي علة أخرى في هذا الإسناد .
وأما قوله : « وحديث شعبة هو المحفوظ» ؛ فمما لا شك فيه ، خلافاً لابن عبدالبر ؛ فإنه صوب رواية مسعر المتقدمة ، وقد علمت أنها جعلت أبا سلام خادم النبي صلي الله عليه وسلم ! وهو واهم في ذلك ، ومما يدلك عليه قوله عقب التصويب المذكور : « وكذلك رواه هشيم وشعبة عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام » . فإن رواية هشيم هي مثل رواية شعبة عن أبي سلام عن خادم النبي صلي الله عليه وسلم ؛ كما تقدم . ثم قال ابن عبدالبر : « ورواه وكيع عن مسعر فأخطأ في إسناده ، فجعله عن مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلامة ، فقد أخطأ أيضاً » . وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة ؛ لجهالة سابق بن ناجية ، وشيخه أبي سلام ، واضطراب الرواة في إسناده على أبي عقيل على الوجوه المتقدمة ، وإن كان الراجح منها رواية شعبة ؛ ففيها الجهالة في الموضعين المذكورين . والله أعلم . وقد رواه سعيد بن المرزبان عن أبي سلمة عن ثوبان مرفوعاً بلفظ : « من قال حين يسمي : رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً ؛ كان حقاً على الله أن يرضيه » . رواه الترمذي (3386) ؛ وقال : « حسن غريب » ! لكن ابن المرزبان هذا مدلس ، بل ضعفه البخاري وغيره تضعيفاً شديداً وتركوه ، ومن المحتمل أنه تلقاه عن سابق بن ناجية المجهول ثم دلسه ، وقال — وهماً منه أو قصداً وتدليساً -: « عن أبي سلمة » ، بدل: (أبي سلام) ، و: « عن ثوبان » بدل : « عن خادم النبي عليه الصلاة والسلام » . ولذلك ؛ لم أذهب في تعليقي على « الكلم الطيب » إلى تقوية الحديث بمجموع الطريقين ، مع ما بين متنيهما من الاختلاف في اللفظ كما هو ظاهر بأدنى تأمل . وقد جاء ذكره في « صحيح الكلم الطيب » برقم (23) سهواً مني ، أرجو الله أن يغفره لي ، فيرجى حذفه .
وقد يشتبه بحديث آخر مختصر جداً عن أبي سعيد الخدري ؛ مخرج في « الصحيحة » (334) ؛ كما وقع لبعض الطلبة ، فليتنبه له . وقد جاء هذا الورد في حديث آخر مقيداً بالصباح فقط ، وبأجر آخر ، وهو في « الصحيحة » (2686) ، ولعل هذا الحديث الصحيح — والذي قبله — هو الذي حمل الحافظ العسقلاني على قوله في حديث الترجمة: « حديث حسن » ! ثم قلده من قلده من المعاصرين ؛ كالشيخ عبدالقادر أرناؤوط في تعليقه على « الوابل الصيب » (ص 57) !! ومن تخريجنا لهذا الحديث ؛ تعلم خطأ قول النووي في « الأذكار » — بعد أن ضعف ابن المرزبان المتقدم ، وذكر تحسين الترمذي لحديثه — : « فلعله صح عنده من طريق آخر ، وقد رواه أبو داود والنسائي بأسانيد جيدة عن رجل خدم النبي صلي الله عليه وسلم عن النبي صلي الله عليه وسلم بلفظه ، فثبت أصل الحديث ، ولله الحمد» !!
قلت : ووجه الخطأ من وجوه :
الأول : أنه ليس للحديث بلفظ ابن المرزبان طريق آخر ؛ إلا طريق خادم النبي صلي الله عليه وسلم ، ولفظه يختلف عن هذا بعض الشيء ؛ كما ترى .
الثاني : أن هذه الطريق ضعيفة أيضاً ؛ لما فيها من الجهالة والاضطراب .
الثالث : أن قوله : «بأسانيد جيدة» ؛ لا يصح من ناحيتين :
الأولى : أن مدار تلك الأسانيد على سابق بن ناجية .
والأخرى : أنه مجهول ، واضطرب عليه كما سبق ؛ فإنى لإسناده الجودة ؟! ثم وقفت على وجه آخر من الاضطراب : فرواه ابن قانع في « معجم الصحابة » في ترجمة « سابق خادم النبي صلي الله عليه وسلم » من طريق مصعب بن المقدام : أخبرنا مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلام عن سابق خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : … فذكره موقوفاً عليه لم يرفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم . وقلبه أيضاً فجعل سابقاً شيخ أبي سلام ؛ وإنما هو شيخ أبي عقيل كما تقدم في رواية ابن بشر وغيره عن مسعر . ولعل هذه الرواية عمدة خليفة بن خياط في إيراده (سابقاً) هذا في « الصحابة » ، وهو وهم ! كما صرح بذلك الحافظ في القسم الرابع من « الإصابة » .
قلت : ولعل الوهم من مصعب هذا ؛ فإنه كثير الخطأ ؛ كما في « التقريب » . والله أعلم . ثم رأيت الحديث في « معجم الشيوخ » لابن جميع (296) رواه من طريق علي بن حرب الطائي : حدثنا عبدالرحمن الزجاج عن أبي سعد — هو البقال — عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن ثوبان مولى رسول الله صلي الله عليه وسلم به ، وزاد : « وهو ثان رجليه قبل أن يكلم أحداً : رضيت … » .
قلت : وأبو سعد البقال : هو سعيد بن المرزبان ، وهو متروك ؛ كما تقدم . وهذه الزيادة منكرة جداً ؛ لم يذكر في شيء من الروايات المتقدمة ، وكأن الراوي اختلط عليه هذا الحديث بحديث آخر فيه هذه الزيادة ، لكن بعد صلاة الفجر يقول : « لا إله إلا الله … » ؛ جاء ذلك من حديث أبي ذر وأبي أمامة ، فانظر « الترغيب » (1/ 166/ 1 و 168/ 6 — الطبعة المنيرية) . ولعل ذلك من عبدالرحمن الزجاج — وهو ابن الحسن أبو مسعود الموصلي الزجاج — ؛ فقد قال الذهبي في « المغني » : « قال أبو حاتم : لا يحتج به » .
Шейх аль-Албани в «ас-Сильсиля ад-да’ифа валь-мауду’а» (11/29) сказал:
– Слабый (хадис). Его передали Ибн Абу Шейба в «аль-Мусаннаф» (9/78, 10/240) и «аль-Муснад» 2/10/2), а от него – Ибн Маджах (3870), Ибн Абу ‘Асым в «аль-Ахад» (471) и Ибн ‘Абдуль-Барр в «аль-Исти’аб» (4/1681/3010):
– Сообщил нам Мухаммад ибн Бишр, который сказал:
– Сообщил нам Мис’ар, который сказал:
– Рассказал мне Абу ‘Акъиль от Сабикъа, передавшего от Абу Саляма – слуги Пророка, да благословит его Аллах и приветствует, передавшего, что Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: «…», и он привёл этот хадис.
Я (аль-Албани) говорю:
– Этот иснад слабый и у него два недостатка: неизвестность передатчика и запутанность.
1 – Что касается неизвестности передатчика, то это неизвестность этого Сабикъа, а он – Ибн Наджия, относительно которого аз-Захаби в «аль-Мизан» сказал: «Не передавал от него (хадисы) никто, кроме Хашима ибн Биляля.
Я (аль-Албани) говорю:
– Это – Ибн ‘Акъиль, как было сказано ранее, и он относится к числу передатчиков, чьи имена известны, но от которого передавал хадисы только один передатчик/маджуль аль-‘айн/. В своих примечаниях к «аль-Калим ат-таййиб» (стр. 34 – второе издание) я говорил, что он относится к числу передатчиков, чьё положение неизвестно, но теперь я отказался от этого. Возможно, что причиной этого было то, что я опирался на слова хафиза (Ибн Хаджара) в в «ат-Такъриб», что он приемлемый (передатчик). …
2 – Что касается путаницы, то это то, что Шу’ба противоречил Мис’ару в его иснаде … Этот хадис передали Ахмад 5/367, Абу Дауд 5072, ан-Насаи в «‘Амаль аль-йаум ва-л-лейля» №4) по пути Шу’бы.
Также его передал аль-Хаким (1/518) по первому пути Ахмада и по пути Вахба ибн Джарира … и сказал: «Иснад (хадиса) достоверный», и с ним согласился аз-Захаби.
Я (аль-Албани) говорю:
– Это ошибка с двух сторон! (И далее шейх разъяснил ошибочность этого суждения).
Потом шейх аль-Албани, да помилует его Аллах, сказал:
– Также его передал Са’ид ибн аль-Марзубан от Абу Салямы, передавшего от Саубана, да будет доволен им Аллах, с текстом:
«Аллах непременно проявит Своё благоволение по отношению к тому, кто по вечерам станет говорить: “Доволен я Аллахом как Господом, Исламом − как религией и Мухаммадом − как пророком /Радыйту биЛляхи Раббан, ва биль-ислами динан, ва би-Мухаммадин набиййан/”».
Этот хадис передал ат-Тирмизи (3386) и сказал: «Хороший редкий хадис». Однако, этот Ибн аль-Марзубан был подтасовщиком хадисов/мудаллис/, а более того, аль-Бухари и другие назвали его очень слабым передатчиком и оставили его. Возможно, что он принял его от неизвестно передатчика Сабикъа ибн Наджии и подтасовал его. Он сказал то ли ошибаясь, то ли подтасовывая его: «От Абу Салямы» вместо «Абу Салям», а также «От Саубана» вместо «От слуги Пророка, да благословит его Аллах и приветствует». По этой причине в своих примечаниях к «аль-Калим ат-таййиб» я не склонился к мнению об усилении его в сумме путей передач этого хадиса, вместе с тем, что между их текстами есть разница, как это явно видно. Этот хадис был упомянут в «Сахих аль-Калим ат-таййиб» (№ 23) по моей невнимательности, и я надеюсь, что Аллах простит мне это, и это следует убрать оттуда.
Далее шейх, да помилует его Аллах, указал на два достоверных хадиса, в которых приводятся эти слова. См. «ас-Сильсиля ас-сахиха» 334, 2686.