Отвергаемый хадис/мункар/. Он передаётся в хадисе ‘Абдуллаха ибн ‘Амра, ‘Абду-р-Рахмана ибн ‘Ауфа и от одного человека из числа мухаджиров (сподвижников).
Хадис от ‘Абдуллаха ибн ‘Амра (да будет доволен Аллах ими обоими) приводит ат-Табарани в «аль-Му’джам аль-Аусат» (3/29/2047), «аль-Му’джам ас-Сагъир» (стр. 13 – индийское издание) и «ад-Ду’аъ» (3/1737/2094). В его иснаде присутствует ‘Али ибн Хаджар аль-Ахвази положение которого неизвестно, и никто не называл его надёжным передатчиком.
Хадис ‘Абду-р-Рахмана ибн ‘Ауфа приводят аль-Баззар (2/125/1355) и ат-Табарани в «ад-Ду’аъ» (3/1739/2098). В его иснаде присутствует передатчик по имени аль-Хасан ибн ‘Усман, который является неизвестным. Хафиз аль-Хайсами в «Маджма’у-з-заваид» (4/199) сказал: «Его приводит аль-Баззар и в его иснаде тот, кого я не знаю», а аль-Мунзири (3/143/2) промолчал о нём.
Что касается хадиса мухаджира (сподвижника), то его приводит Ахмад ибн Мани’ в своём «Муснаде». В его иснаде присутствует ‘Умар ибн Мухаммад ибн Хальф ат-Тальхи, который является неизвестным. Хафиз Ибн Хаджар привёл его в «аль-Маталиб аль-‘алия» (2/76) и «аль-Муджаррада» (2/249/2132) и промолчал о нём, а его примеру последовал аль-Бусыри, как на это указал аль-А’зами. Причиной этого послужило то, что этот ат-Тальхи является неизвестным.
В силу того, что шейх аль-Албани не нашёл хадиса, который усилил бы данный хадис, он привёл его в числе слабых хадисов. См. «ас-Сильсиля ад-да’ифа валь-мауду’а» (14/855-859).
__________________________________
См. также «Да’иф аль-Джами’ ас-сагъир» (3146), «Да’иф ат-Таргъиб ва-т-тархиб» (1341).
6869 — (الراشي والمرتشي في النار). منكر.
روي من حديث عبد الله بن عمرو، وعبد الرحمن بن عوف، ورجل من المهاجرين.
1 – أما حديث ابن عمرو: فيرويه علي بن بحر بن بري: ثنا هشام بن يوسف الصنعاني: ثنا ابن جريج عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن بن ذباب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه مرفوعاً به. أخرجه الطبراني في
« المعجم الأوسط » (3/ 29/ 47 20) وفي « المعجم الصغير » (ص 3 1 — هند) و « الدعاء » (3/ 737 1/ 2094) بإسناد واحد قال: ثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي: ثنا علي بن بحر… الخ. وقال: « لم يروه عن ابن جريج إلا هشام بن يوسف، تفرد به علي بن بحر ».
قلت: وهو ثقة، وكذلك من فوقه ؛ فإنهم من رجال مسلم، على كلام يسير في (ابن ذباب) لا يضر ؛ ولذلك قال المنذري (3/ 143/ 2)، وتبعه الهيثمي (4/ 199): «… ورجاله ثقات ».
قلت: وفي هذا الإطلاق نظر ؛ لأنه يشمل شيخ الطبراني (الأهوازي)، ولم يوثقه أحد، وليس هو من شيوخه المشهورين، والذين يكثر عنهم الطبراني ؛ فإنه لم يرو عنه في « المعجم الأوسط » إلا ثلاثة أحاديث هذا أحدها، وله عنه رابع في
________________________________________
) الكتاب : سلسلة الأحاديث الضعيفة — المجلد 14 — كامل
856
« الدعاء » (3/ 1812/ 2247). وقد ذكره الحافظ في « اللسان » (1/ 184)، وساق له حديثاً آخر، واستنكره الحافظ، وهو من رواية ابن قانع عنه، وسبق تخريجه في الذي قبله، وقد ذكرت كلام الحافظ هناك، قال: « وهو من شيوخ الطبراني، وقد أورد له في « معجمه الصغير» حديثاً واحداً غريباً جداً — يشير إلى هذا -، وله في « غرائب
مالك » عن عبد العزيز بن يحيى عن مالك حديث غريب جداً ».
قلت: عبد العزيز — هو: المدني، وهو -: متهم، كذبه إبراهيم بن المنذر، وقال ا لبخاري: « يضع الحديث » — كما في « الميزان » -. فهو الآفة ؛ فلا ينبغي أن يغمز به من دونه. فتأمل. وعلى كل حال ؛ فـ (الأهوازي) هذا: مجهول الحال، لم يوثق، فالقول في إسناده: « رجاله ثقات » — هكذا على الإطلاق… فيه تساهل ظاهر ؛ ولذلك كان قول الحافظ ابن حجر في « التلخيص » — بعدما عزاه للطبراني — هو الصواب: « وليس في سنده من ينظر في أمره سوى شيخه، والحارث بن عبد الرحمن — شيخ ابن أبي ذئب -، وقد قواه النسائي ».
قلت: ولعل استغراب الحافظ في قوله المتقدم: « غريب جدا »، وجهه أنه رواه جمع من الثقات منهم الطيالسي قال: حدثنا ابن أبي ذئب بلفظ: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي. وكذلك رواه جمع عن ابن أبي ذئب، وصححه الترمذي والحاكم والذهبي،
________________________________________
857
وهو مخرج في « الإرواء » (8/ 243 — 245)، فهذا اللفظ هو المحفوظ عن ابن أبي ذئب.
2 – وأما حديث عبد الرحمن بن عوف: فيرويه عمر بن حفص المدني: ثنا الحسن بن عثمان بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال… فذكره مرفوعاً. أخرجه البزار (2/ 5 2 1/ 5 35 1)، والطبراني في
« الدعاء » (3/ 739 1/ 2098) ولفظه: أن أبا سلمة بن عبد الرحمن وفد في وفد، فجلسوا بباب أمير المؤمنين، فخرج الإذن، فرشى قوم فدخلوا، وبقي أبو سلمة وحده، فمر رجل فقال: يا أبا سلمة! ما لي أراك جالساً وحدك وقد دخل أصحابك؟ فقال: رشى القوم فدخلوا! قال: فهلا رشوت مثل ما رشوا؟ فقال: إني سمعت أبي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:… فذكره. وقال البزار: « لا نعلمه عن عبد الرحمن بن عوف إلا بهذا الإسناد، وقال فيه: عمر بن
أبي سلمة: (عن أبيه عن أبي هريرة)، وقال ابن أبي ذئب: (عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو) ».
قلت: يشير البزار إلى مخالفة (الحسن بن عثمان) لعمر والحارث في الإسناد ؛ فجعله هو عن أبي سلمة عن أبيه عبد الرحمن، وهما قالا: عنه عن ابن عمرو. وهذا بلا شك أرجح — كما هو ظاهر — ولأن (الحسن بن عثمان) مجهول لم يذكروا له راوياً ؛ غير حفيده (سعيد بن يحيى بن الحسن)، وكذلك أورده ابن حبان في « الثقات » (4/ 23 1)، ولعله الذي عناه الهيثمي بقوله في « المجمع » (4/ 99 1):
________________________________________
858
« رواه البزار، وفيه من لم أعرفه ». وسكت عنه المنذري (3/ 143/ 2). وقد روى عنه أيضاً (عمر بن حفص المدني) — كما ترى في الإسناد — فهو مما يستدرك ويستفاد، وقد روى عن هذا ثلاثة من الثقات، وقد أورده فيهم ابن حبان (7/ 169)، وهو من رجال « التهذيب »، فما أظن أنه عناه الهيثمي. يضاف إلى تلك المخالفة في الإسناد مخالفة في المتن ؛ فإن لفظه عند المذكورين: « لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي في الحكم ». أخرجه الترمذي وقال: « حديث أبي هريرة حديث حسن. وقد روي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروي عن أبي سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح. وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن [ هو: الدارمي ] يقول: حديث أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أحسن شيء في هذا الباب وأصح ». وكذلك رواه ابن حبان وغيره، وهو مخرج في « الإرواء » أيضاً، وهذا كله مما
يؤكد أن حديث الترجمة منكر غير معروف، وأن المحفوظ إنما هو بلفظ: (اللعن). بقي أن ننظر في الرواية التالية:
3 – وأما حديث المهاجري: فيرويه عمر بن محمد بن خلف الطلحي عن رجل من المهاجرين قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلمة يقول:… فذكره. أخرجه أحمد بن منيع في « مسنده »: حدثنا عباد بن العوام عن عبد الملك
ابن معن المجاشعي عنه. ذكره الحافظ في « المطالب العالية » المسندة (ق 76/ 2)،
________________________________________
859
وفي المجردة أيضاً (2/ 249/ 2132)، وسكت عنه فيهما، وتبعه البوصيري ؛ فقال الشيخ الأعظمي في تعليقه على المجردة: « سكت عليه البوصيري ».
قلت: والسبب أن (الطلحي) هذا غير معروف ؛ فلم يترجمه أحد فيما علمت، ولم يذكره السمعاني في هذه النسبة من كتابه، وذلك مما يدل على جهالته. والله سبحانه وتعالى أعلم.
وسائر رجاله ثقات ؛ إن كان (عبد الملك بن معن المجاشعي) هو: (عبد الملك ابن معن النهشلي) الذي وثقه ابن معين، والمترجم في (ابن أبي حاتم) (2/ 2/368/1724)، وابن حبان (8/ 385). وإن كان غيره ؛ فلم أعرفه.
وهناك ثقة أخر شاركه في اسمه واسم أبيه، وفارقه في نسبته وبلده، وهو عبد الملك بن معن المسعودي.. فهذا: كوفي، وذاك: بصري. ومن الغرائب أن ابن حبان لم يترجم لهذا المسعودي الكوفي، وهو أشهر من البصري، ولم ينتبه لهذا
المعلق على « تهذيب المزي » ؛ فإنه لما ذكر مصادر ترجمة المسعودي في الحاشية (18/417) — على عادته الجارية، وهي مفيدة بلا شك جزاه الله خيراً ؛ قال فيها: «… وثقات ابن حبان: 8/ 385 »!
وهذا رقم ترجمة البصري — كما تقدم -.
وخلاصة هذا التخريج والتحقيق: أنني لم أجد في هذه الروايات ما يمكن أن نقوي به حديث الترجمة ؛ فأودعته في هذه
« السلسلة ». والله سبحانه وتعالى هو الموفق.
________________________________________
860
تنبيهان:
أحدهما: سبق في رواية الطبراني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قوله: « سمعت أبي… »، وقد صرح الأئمة النقاد أنه لم يسمع من أبيه — كما هو معروف من ترجمة (أبي سلمة) في « التهذيب » وغيره -.
والآخر: أن الحافظ في « التلخيص » (4/ 189) عزا حديثه هذا عن أبيه للحاكم. ولم أره في « مستدركه » إلا من حديثه عن ابن عمرو، وعن أبي هريرة. والله أعلم.