19104 – حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: « سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ » . (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبيد بن الحسن المُزَني من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه مسلم (476) ، وأبو داود (846) ، وابن ماجه (878) وابن حزم في ٍ« المحلى » (4/119) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (522) ، وأبو داود (846) ، وأبو عوانة (2/177)، والطبراني في « الدعاء » (564) و (565) ، والبيهقي في « السنن » (2/94) من طرق عن الأعمش، به. وقال أبو داود: قال سفيان: لقينا الشيخ عبيد أبا الحسن — يعني المزني- بعدُ فلم يقل: بعد الركوع.
وأخرجه الطيالسي (817) ، والطبراني في « الدعاء » (562) من طريق قيس ابن الربيع، والطبراني في « الدعاء » (563) و (566) من طريق بكر بن وائل والعلاء بن صالح، ثلاثتهم عن عبيد بن الحسن، به.
وسيرد بالأرقام (19105) و (19118) و (19119) و (19137) و (19139) و (19401) .
وفي الباب من حديث ابن عباس السالف برقم (2440) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: « ملء السماء » : كناية عن عظمة الحمد وكثرته.
19104 – Сообщается, что ‘Убайд ибн аль-Хасан[1] сказал:
– Я слышал, как (‘Абдуллах) ибн Аби Ауфа (да будет доволен Аллах ими обоими) говорил:
«Обычно, когда Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, поднимал голову с поясного поклона, он говорил: “Да услышит Аллах тех, кто Его восхваляет! О Аллах, Господь наш, хвала Тебе, и пусть (эта хвала) наполнит собой небо, землю и то, что ещё Ты пожелаешь после этого”» /Сами’а-Ллаху ли ман хамидаху. Аллахумма Раббана, лакаль—хамду, мильа—с—самаи, ва мильа—ль—арди, ва мильа ма шиъта мин шайъин ба’ду/. Этот хадис передал Ахмад (4/353).
Также этот хадис передали Ахмад (19105, 18118, 19119, 19137, 19139, 19401), Муслим (476), Абу Дауд (846), Ибн Маджах (878), Абу ‘Авана (2/177), Ибн Аби Шейба (1/167), аль-Байхакъи (2/94), ат-Таялиси (817, 824), Ибн Хазм в «аль-Мухалля» (4/119), ат-Табарани в «ад-Ду’аъ» (562, 563, 564, 565, 566).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих Аби Дауд» (792), «Сахих Ибн Маджах» (725).
Шу’айб аль-Арнаут сказал: «Его иснад достоверный в соответствии с условиями Муслима». 4/353
[1] ‘Убайд ибн аль-Хасан аль-Музани – житель Куфы. Он слышал хадисы от ‘Абдуллы ибн Абу Ауфа. От него передавали хадисы Мансур ибн аль-Му’тамир, аль-А’маш и Шу’ба. Ибн Ма’ин сказал: «Надёжный». Его хадисы приводят Муслим, Абу Дауд и Ибн Маджах. См. «Шарх Сунан Аби Дауд» Б. аль-‘Айни (4/32-33).
شرح الحديث
كان الصَّحابَةُ يتعلَّمون مِن أفعالِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وكانوا يُلاحِظونَه في كلِّ أحوالِه، فيَستَنُّون بهَدْيِه، ويَنقُلون عنه كلَّ التَّفاصيلِ ليُعلِّموا مَن بعدَهم، وكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقولُ أذكارًا أو أَدْعِيَةً في مواضعِ مِن صَلاتِه، وهذا الحديثُ يُبيِّن بعضَ أدعيةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في الصَّلاةِ، فيُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما: أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا رَفَع رأسَه مِن الرُّكوعِ قال: «اللَّهُمَّ ربَّنا لكَ الحمدُ، مِلْءَ السَّمواتِ ومِلْءَ الأرضِ وما بينَهما، ومِلءَ ما شِئتَ مِن شيءٍ بَعْدُ»، أي: لك الحمدُ حمدًا كثيرًا لا إحصاءَ له ولا حَصْرَ.
«أهلَ الثَّناءِ والمَجدِ»، أي: فأنتَ تستحِقُّ الثَّناءَ والذِّكرَ والتمجيدَ والتعظيمَ.
«لا مانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، ولا مُعطِيَ لِمَا مَنَعْتَ»، أي: إذا أردتَ الإعطاءَ والإنعامَ على أحدٍ فلا يستطيعُ أحدٌ مَنْعَ فضلِك عنه، وإذا أردتَ الإمساكَ ومَنْعَ العَطاءِ عن أحدٍ فلا يستطيعُ أحدٌ أن يَمنَعَك، وهذا كما قال اللهُ: {مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: 2].
«ولا يَنفَعُ ذا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ»، والجَدُّ هو الحَظُّ مِن الدُّنيا، مِثل الغِنَى وغيرِه. والمعنَى: أنَّه لا يَنفعُ الغِنى والحظُّ صاحبَه عندَك، وإنَّما تَنفعُه الطاعاتُ والعملُ. وقيل: إنَّ الحظَّ والغِنَى مِنك، فلا يَنفَعُ الحظُّ صاحبَه ولا يُغنِي عنه مِن عذابِ الله شيئًا.
وهذا الدُّعاءُ مِلؤُه الحمدُ والشُّكرُ والتمجيدُ لله، مع التَّسليمِ الكاملِ لله سبحانه وتعالى، والتخلُّصِ مِن الحَوْلِ والقوَّةِ الإنسانيَّةِ إلى حَوْلِ الله وقوَّتِه.
وفي روايةٍ: «إلى قولِه: ومِلْء ما شئتَ مِن شيءٍ بعدُ، ولم يَذكُرْ ما بعدَه»، أي: اقتَصَر على هذا القَدْرِ مِن الدُّعاءِ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ دعاءِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعدَ الرَّفعِ مِن الرُّكوعِِ، واشتِمالِه على الحمدِ والتمجيدِ لله، مع التسليمِ والإنابةِ. .