1206 – وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله — صلى الله عليه وسلم — ، قَالَ :
(( بُنِيَ الإسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَإقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحَجِّ البَيْتِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1206 – Передают со слов Ибн ‘Умара, да будет доволен Аллах ими обоими, что посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Ислам основывается на пяти (столпах): свидетельстве о том, что нет бога, кроме Аллаха, и что Мухаммад – посланник Аллаха, совершении молитвы, выплате закята, совершении хаджжа к Дому (Аллаха) и (соблюдении) поста в рамадане».[1] Этот хадис передали аль-Бухари (8) и Муслим (16).
[1] См. примечания к хадису № 1075.
شرح الحديث
التخريج : أخرجه البخاري (8) واللفظ له، ومسلم (16).
شبَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الإسلامَ ببناءٍ محكَمٍ، وشبَّه أركانَه الخَمْسَةَ بقواعدَ ثابتةٍ محكَمةٍ حاملةٍ لذلك البُنيانِ، فلا يثبُتُ البنيانُ بدونها، وبقيَّةُ خِصالِ الإسلامِ كتتمَّةِ البنيانِ، وأوَّلُ هذه الأركانِ: الشَّهادتانِ، وهُما ركنٌ واحد؛ لكونِهما متلازمتَينِ لا تنفَكُّ إحداهما عن الأخرى.
ومعنى الشَّهادتين: أنْ ينطِقَ العبدُ بهما معترفًا بوحدانيَّةِ اللهِ، ورسالةِ محمَّدِ بنِ عبد الله، مصدِّقًا بقلبِه بهما، مُعتقدًا لمعناهما، عاملًا بمقتضاهما؛ هذه هي الشَّهادةُ الَّتي تنفعُ صاحبَها في الدَّارِ الآخِرة، فيفوزُ بالجنَّةِ، وينجو مِن النَّارِ.
والرُّكنُ الثَّاني: هو إقامةُ الصَّلاةِ، ويعني المحافظةَ على أداء الصَّلواتِ الخَمسِ في أوقاتِها، بشروطِها وأركانِها وواجباتِها.
والرُّكنُ الثَّالث: إيتاءُ الزَّكاةِ، أي: إخراجُ الزَّكاةِ المفروضةِ، وصرفُها لمستحقِّيها.
والرُّكنُ الرَّابع: الحجُّ، أي: قصدُ المشاعرِ المقدَّسةِ لإقامةِ المناسكِ، تعبُّدًا لله عزَّ وجلَّ، مرَّةً واحدةً في العُمُر، على مَن استطاع إليه سبيلًا.
والرُّكنُ الخامس- وهو آخرُ الأركانِ-: صومُ رمضانَ: وهو عبادةٌ بدنيَّةٌ ليست متعدِّيةً، والصِّيامُ يعني: الإمساكَ، بنيَّةِ التعبُّدِ، عن الأكلِ والشُّربِ وغِشيانِ النِّساءِ، وسائرِ المُفطِّراتِ، مِن طلوعِ الفجرِ إلى غروب الشَّمس.
والحديثُ فيه دلالةٌ على أنَّ أركانَ الإسلام تنقسمُ إلى أربعة أقسامٍ، منها: ما هو عمَلٌ لسانيٌّ قلبيٌّ، وهو الشَّهادتانِ؛ إذ لا بدَّ فيهما مِن نُطقِ اللِّسانِ، وتصديقِ الجَنانِ، ومنها: ما هو عملٌ بدَنيٌّ، وهو الصَّلاةُ والصَّومُ، ومنها: ما هو ماليٌّ محضٌ، وهو الزَّكاةُ، ومنها: ما هو عملٌ بدَنيٌّ ماليٌّ، وهو الحجُّ.