1208 – وعن ابن عباس — رضي الله عنه — :
أنَّ النبيَّ — صلى الله عليه وسلم — بعث مُعاذاً- رضي الله عنه- إِلَى اليَمَنِ ، فَقَالَ : (( ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وَأنِّي رسول اللهِ ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لِذلِكَ ، فَأعْلِمْهُمْ أن اللهَ تَعَالَى ، افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَواتٍ في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَإنْ هُمْ أطَاعُوا لِذلِكَ ، فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤخَذُ مِنْ أغْنِيَائِهِمْ ، وتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1208 – Передают со слов Ибн ‘Аббаса, да будет доволен Аллах ими обоими, что когда пророк, да благословит его Аллах и приветствует, посылал в Йемен Му’аза[1], да будет доволен им Аллах, он сказал ему:
«Призови их (принести) свидетельство о том, что нет бога, кроме Аллаха, и что я — посланник Аллаха, и если они подчинятся этому, то уведоми их о том, что Аллах вменил им в обязанность (совершение) пяти молитв ежедневно, если же они подчинятся и этому, то уведоми их о том, что Аллах обязал их выплачивать садаку, которую следует брать у богатых и отдавать бедным из их числа». Этот хадис передали аль-Бухари (1395) и Муслим (19).
[1] Му’аз бин Джабаль, да будет доволен им Аллах, был послан в Йемен для распространения ислама, а также в качестве судьи (кади) в 631 или 632 году.
شرح الحديث
هذا الحديثُ أصلٌ عظيمٌ فيما يجبُ على الدَّاعي إلى دِينِ الله تعالى، وفي مُعاملِة الوالي لِلرَّعيَّةِ، فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا بعَثَ معاذًا رضِي اللهُ عنه إلى اليمنِ قال له: «إنَّكَ ستأتي قومًا أهلَ كتابٍ»، وكانوا على النَّصرانيَّةِ حينئذٍ، «فإذا جِئتَهم فادْعُهم إلى: أنْ يَشهَدوا أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ»؛ لأنَّ بها يَدخُل المرءُ في الإسلامِ، وبِدونِها يَظلُّ على الكفرِ، فلا يُخاطَبُ بِغيرِها مِن شرائعِ الإسلامِ، «فإنْ هم أطاعوا لك بِذلك فأخبرْهم أنَّ اللهَ قدْ فَرضَ عليهم خمْسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ»؛ وذلك لأنَّ الصَّلاةَ آكَدُ أركانِ الإسلامِ بعْدَ الشَّهادةِ، وأوَّلُ ما يُحاسبُ عليه المسلِمُ، «فإنْ هم أطاعوا لك بذلك، فَأخبرْهم أنَّ اللهَ قد فرَض عليهم صَدقةً تُؤخذُ مِن أغنيائهم فتردُّ على فُقرائِهم»، يعني: زكاةَ المال؛ فَإنَّها تُؤخذُ مِنَ الغنيِّ وتُعطى للفقيرِ، «فإنْ هم أطاعوا لك بذلك، فإيَّاك وكرائمَ أموالِهم»، أي: إنْ هم وافقوا على دفْعِ الزَّكاةِ فينبغي ألَّا يَأخَذ في الزَّكاةِ نَفائسَ الأموالِ وأفضلَها عندَهم، بل يأخذُ مِن أواسطِ المالِ حتَّى تَطِيبَ نفْسُ المزكِّي لذلك، والنُّكتةُ فيه أنَّ الزَّكاةَ لمواساةِ الفقراءِ؛ فلا يناسبُ ذلك الإجحافُ بمالِ الأغنياءِ إلَّا إنْ رَضُوا بذلك، «واتَّقِ دعوةَ المظلومِ»، أي: تجنَّبِ الظُّلمَ؛ لِئلَّا يدعوَ عليك المظلومُ، وفيه تَنبيهٌ على المنْعِ مِن جميعِ أنواعِ الظُّلمِ، والنُّكتةُ في ذِكرِه عَقِبَ المنْعِ مِنْ أخْذِ الكرائمِ الإشارةُ إلى أنَّ أخذَها ظلْمٌ. «فإنَّه ليس بينَه وبَينَ اللهِ حجابٌ»، أي: إنَّها مسموعةٌ مُستجابةٌ لا تُردُّ.
في الحديثِ: الدُّعاءُ إلى التَّوحيدِ قَبْلَ القِتالِ.
وفيه: التَّدرُّجُ في الدَّعوةِ إلى اللهِ سبحانه وتعالى.
وفيه: تَوصيةُ الإمامِ عاملَه فيما يَحتاجُ إليه مِنَ الأحكامِ وغيرِها .