1287 – وعن أَبي ذرّ — رضي الله عنه — ، قَالَ :
قُلْتُ : يَا رسول الله ، أيُّ العَمَلِ أفْضلُ ؟ قَالَ : (( الإيمَانُ بِاللهِ ، وَالجِهَادُ في سَبِيلهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1287 – Сообщается, что Абу Зарр, да будет доволен им Аллах, сказал:
«(Однажды) я спросил: “О посланник Аллаха, какое дело является наилучшим?”, – (на что пророк, да благословит его Аллах и приветствует,) сказал: “Вера в Аллаха и борьба на Его пути”». (Аль-Бухари; Муслим)[1]
[1] См. хадис № 117.
شرح الحديث
حرصًا على الخيرِ وفِعلِه سأَل أبو ذرٍّ رضي الله عنه: أيُّ الأعمالِ أفضلُ وأكثرُها ثوابًا وأنفَعُها لفاعلِها؟! فدلَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أساسِ العمَلِ الصَّالحِ، ألَا وهو الإيمانُ باللهِ، ثمَّ الجِهادُ في سبيلِ الله، وإنَّما قرَن الجهادَ بالإيمانِ؛ لأنَّه كان عليهم أنْ يُجاهِدوا في سبيلِ الله حتَّى تكونَ كلمةُ اللهِ هي العُليا، وكان الجهادُ في ذلك الوقتِ أفضلَ الأعمال.
ثمَّ سأَله عن عتقِ المماليك: أيُّها أفضلُ؟ فبيَّن له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ أكثرَها نفعًا للمُعتِق أغلاها قيمةً، وأَنفَسُها عند أهلِها، أي: أرفَعُها وأجودُها وأرغبَهُا عند أهلِها، فقال أبو ذرٍّ رضي الله عنه: فإن لم أفعَلْ؟ أي: فإن لم أقدِرْ على العِتقِ، فهل هناك طريقٌ آخَرُ لتحصيلِ الأجرِ؟ فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: تُعِين صانعًا، أي تُساعِد مَن يعمَلُ في عمَلِه، أو تصنَعُ لأخرَقَ، والأخرَقُ هو: مُسيءُ التَّدبيرِ، الَّذي لا يُتقِنُ ما يُحاولُ فِعلَه.
فأعاد أبو ذرٍّ رضي الله عنه قولَه: فإنْ لم أفعَلْ؟ أي: فإنْ لم أقدِرْ على هذا؟ فدلَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ما لا يعجِزُ عنه أحَدٌ، فقال: تَدَعُ النَّاسَ مِن الشَّرِّ، أي: تكُفُّ عنهم شرَّك، وهذا أدنى ما يكونُ؛ أن يكُفَّ الإنسانُ شرَّه عن غيرِه، فيسلَمَ النَّاسُ منه.
وفي الحديثِ: تنوُّعُ أبوابِ الخيرِ.
وفيه: خيرُ الأعمالِ هو صحَّةُ الإيمانِ بالله.
وفيه: أجرُ الفعلِ يتعلَّقُ بنَفعِه