1288 – وعن أنس — رضي الله عنه — : أنَّ رسول الله — صلى الله عليه وسلم — ، قَالَ :
(( لَغَدْوَةٌ في سَبيلِ اللهِ ، أَوْ رَوْحَةٌ ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1288 – Передают со слов Анаса, да будет доволен им Аллах, что посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Поистине, (борьба) на пути Аллаха, утром или вечером, лучше мира этого со всем тем, что в нём есть!» Этот хадис передали аль-Бухари (2792) и Муслим (1880).
شرح الحديث
لَمَّا كان الجهادُ في سبيلِ اللهِ مِن أفضلِ الأعمالِ، كانتِ الشَّهادةُ في سَبيلِ اللهِ مِن أكثرِ الأعمالِ الَّتي يُثابُ عليها المرءُ، وفي هذا الحديثِ أنَّ أُمَّ حارثةَ رضِي اللهُ عنها أتتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندما استُشْهِدَ حارثةُ رضِي اللهُ عنه بِسهمٍ غَرْبٍ، أي: سَهْمٍ لم يُعرفْ مصدُرُه، فقالتْ أمُّه رضِي اللهُ عنها لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا رسولَ اللهِ قد عَلِمتَ مَوقعَ حارثةَ في قلبي، فإنْ كانَ في الجنَّةِ لم أَبْكِ عليه، وإلَّا سوف تَرى ما أصنعُ، فقالَ لها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «هُبِلْتِ!»؛ يعني: فَقدْتِ عقْلَكِ، وهو استِنْكارٌ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِسُؤالِها، وقال لها موضِّحًا: «أَجَنَّةٌ واحدةٌ هي؟ إنَّها جِنانٌ كثيرةٌ»، يعني: أنَّه ليس له جَنَّةٌ واحدةٌ، بل جِنانٌ كثيرةٌ، «وإنَّه لَفي الفِردَوسِ الأعلى»، وهي أعْلى درجاتِ الجنَّةِ، ثُمَّ بيَّنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْرَ الجهادِ في سبيلِ الله، فقالَ: «غَدْوةٌ في سَبيلِ اللهِ أو رَوحةٌ خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها»، والغَدْوةُ هي السَّيرُ أوَّلَ النَّهارِ إلى الزَّوالِ، والرَّوحةُ السَّيرُ مِنَ الزَّوالِ إلى آخرِ النَّهارِ، يعني: أنَّ المشيَ في سبيلِ اللهِ في الغزْوِ في وقتِ الصَّباحِ أو وقتِ المساءِ خَيرٌ مِنَ الدُّنيا جميعًا، «ولَقابُ قَوسِ أحدِكم، أو مُوضعُ قَدمٍ مِنَ الجنَّةِ خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها»، أي: قدْرُ قَوسِ أحدِكم أو مُوضعُ قَدمِه في الجنَّة خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها، «ولو أنَّ امرأةً مِن نساءِ أهلِ الجنَّةِ اطَّلعتْ إلى الأرضِ لَأضاءتْ ما بينهما، ولمَلأتْ ما بينهما رِيحًا»؛ لِحسنهنَّ ونُورهنَّ، «ولَنَصيفُها- يعني الخمارَ- خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها».