1319 – وعن أنس — رضي الله عنه — :
أنَّ أمَّ الرُّبيعِ بنتَ البَرَاءِ وهي أُمُّ حَارِثة بن سُرَاقَةَ ، أتَتِ النبي — صلى الله عليه وسلم — ، فَقَالَتْ : يَا رسولَ اللهِ ، ألاَ تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ — وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ — فَإنْ كَانَ في الجَنَّةِ صَبَرْتُ ، وَإنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ في البُكَاءِ ، فَقَالَ : (( يَا أُمَّ حَارِثَةَ إنَّهَا جِنَانٌ في الجَنَّةِ ، وَإنَّ ابْنَكِ أصابَ الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى )) رواه البخاري .
1319 – Сообщается, что Анас бин Малик, да будет доволен им Аллах, сказал:
«(В своё время) Умм ар-Рубаййи’ бинт аль-Бара, да будет доволен ею Аллах, которая была матерью Харисы бин Сураки, да будет доволен им Аллах, пришла к пророку, да благословит его Аллах и приветствует, и сказала: “О посланник Аллаха, не расскажешь ли ты мне о Харисе?”, – а он был убит в день (битвы при) Бадре – “Если он находится в раю, то я буду (проявлять) терпение, а если нет, то я буду непрестанно оплакивать его!” (В ответ ей пророк, да благословит его Аллах и приветствует,) сказал: “О Умм Хариса, поистине, в раю есть (множество) садов и, поистине, твоему сыну досталась (высшая часть) аль-Фирдауса!”»[1] Этот хадис передал аль-Бухари (2809).
[1] Иначе говоря, лучшее место в раю.
شرح الحديث
لَمَّا كان الجهادُ في سبيلِ اللهِ مِن أفضلِ الأعمالِ، كانتِ الشَّهادةُ في سَبيلِ اللهِ مِن أكثرِ الأعمالِ الَّتي يُثابُ عليها المرءُ، وفي هذا الحديثِ أنَّ أُمَّ حارثةَ رضِي اللهُ عنها أتتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندما استُشْهِدَ حارثةُ رضِي اللهُ عنه بِسهمٍ غَرْبٍ، أي: سَهْمٍ لم يُعرفْ مصدُرُه، فقالتْ أمُّه رضِي اللهُ عنها لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا رسولَ اللهِ قد عَلِمتَ مَوقعَ حارثةَ في قلبي، فإنْ كانَ في الجنَّةِ لم أَبْكِ عليه، وإلَّا سوف تَرى ما أصنعُ، فقالَ لها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «هُبِلْتِ!»؛ يعني: فَقدْتِ عقْلَكِ، وهو استِنْكارٌ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِسُؤالِها، وقال لها موضِّحًا: «أَجَنَّةٌ واحدةٌ هي؟ إنَّها جِنانٌ كثيرةٌ»، يعني: أنَّه ليس له جَنَّةٌ واحدةٌ، بل جِنانٌ كثيرةٌ، «وإنَّه لَفي الفِردَوسِ الأعلى»، وهي أعْلى درجاتِ الجنَّةِ، ثُمَّ بيَّنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْرَ الجهادِ في سبيلِ الله، فقالَ: «غَدْوةٌ في سَبيلِ اللهِ أو رَوحةٌ خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها»، والغَدْوةُ هي السَّيرُ أوَّلَ النَّهارِ إلى الزَّوالِ، والرَّوحةُ السَّيرُ مِنَ الزَّوالِ إلى آخرِ النَّهارِ، يعني: أنَّ المشيَ في سبيلِ اللهِ في الغزْوِ في وقتِ الصَّباحِ أو وقتِ المساءِ خَيرٌ مِنَ الدُّنيا جميعًا، «ولَقابُ قَوسِ أحدِكم، أو مُوضعُ قَدمٍ مِنَ الجنَّةِ خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها»، أي: قدْرُ قَوسِ أحدِكم أو مُوضعُ قَدمِه في الجنَّة خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها، «ولو أنَّ امرأةً مِن نساءِ أهلِ الجنَّةِ اطَّلعتْ إلى الأرضِ لَأضاءتْ ما بينهما، ولمَلأتْ ما بينهما رِيحًا»؛ لِحسنهنَّ ونُورهنَّ، «ولَنَصيفُها- يعني الخمارَ- خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها».