6570 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ — رضى الله عنه — أَنَّهُ قَالَ:
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَقَالَ: « لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لاَ يَسْأَلَنِى عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ . خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ » .
طرفه 99 — تحفة 13001
6570 – Сообщается, что Абу Хурайра, да будет доволен им Аллах, сказал:
«(Однажды) я спросил: “О Посланник Аллаха, кто из людей обретёт наивысшее счастье благодаря твоему заступничеству в День воскрешения?” (В ответ Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “О Абу Хурайра, я так и думал, что никто не спросит об этом хадисе раньше тебя, поскольку я видел, как ты стремишься слушать (мои) слова! В День воскрешения счастливейшим из людей благодаря моему заступничеству станет тот, кто скажет: “Нет божества, достойного поклонения, кроме Аллаха/Ля иляха илля-Ллах/”, будучи искренним в душе своей”». См. также хадис № 99. Этот хадис передал аль-Бухари (6570).
Также этот хадис передали Ахмад (2/373), ан-Насаи в «Сунан аль-Кубра» (5842), Ибн Хузайма в «ат-Таухид» (2/699), Ибн Аби ‘Асым в «Китабу-с-Сунна» (825).
См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (967), «Тахридж Китабу-с-Сунна» (825).
شرح الحديث
يخبِرُنا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ أسعدَ النَّاسِ بشفاعتِه يومَ القيامة هو مَن نطَق بالشَّهادتينِ معتقِدًا معناهما، عاملًا بمقتضاهما إجمالًا.
في الحديثِ: الحرصُ على العِلمِ والخيرِ؛ فإنَّ الحريصَ يبلُغُ بحرصِه إلى البحثِ عن الغوامضِ، ودقيقِ المعاني، فيكونُ ذلك سببًا للفائدةِ، ويترتَّبُ عليه أجرُها، وأجرُ مَن عمِل بها إلى يومِ القيامةِ.
وفيه: تفرُّسُ العالِمِ في متعلِّمِه، وتنبيهُه على ذلك؛ ليكونَ أبعَثَ على اجتهادِه.
وفيه: سكوتُ العالِمِ عن العلمِ إذا لم يُسأَلْ حتَّى يُسأَلَ، ولا يكونُ ذلك كَتْمًا؛ لأنَّ على الطَّالبِ السُّؤالَ، اللَّهمَّ إلَّا إذا تعيَّنَ عليه، فليس له السُّكوتُ.
وفيه: أنَّ الشَّفاعةَ إنَّما تكونُ في أهلِ التَّوحيدِ.
وفيه: ثبوتُ الشَّفاعةِ.
وفيه: فضيلةُ أبي هُريرةَ رضِي اللهُ عنه، وحرصُه على الحديثِ.
[6570] قَوْله عَن عَمْرو هُوَ بن أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ وَقَدْ وَقَعَ لَنَا هَذَا الْحَدِيثَ فِي نُسْخَةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ عَنِ اسْمَاعِيلَ وَكَذَا تَقَدَّمَ فِي الْعِلْمِ مِنْ رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ اسْمَ أَبِي عَمْرٍو وَالِدِ عَمْرٍو
مَيْسَرَةُ قَوْلُهُ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ لَعَلَّ أَبَا هُرَيْرَةَ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ عِنْدَ تَحْدِيثِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ وَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْآخِرَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ سِيَاقُهُ وَبَيَانُ أَلْفَاظِهِ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الدَّعَوَاتِ وَمَنْ طُرُقِهِ شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي وَتَقَدَّمَ شَرْحُ حَدِيثِ الْبَابِ فِي بَابُ الْحِرْصِ عَلَى الْحَدِيثِ مِنْ كِتَابِ الْعِلْمِ وَقَوْلُهُ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ قَالَ ذَلِكَ بِاخْتِيَارِهِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ احْمَد وَصَححهُ بن حِبَّانَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ وَفِيهِ لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ مِنْ أُمَّتِي وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ وَالْمُرَادُ بِهَذِهِ الشَّفَاعَةِ الْمَسْئُولُ عَنْهَا هُنَا بَعْضُ أَنْوَاعِ الشَّفَاعَةِ وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيُقَالُ لَهُ أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ كَذَا مِنَ الْإِيمَانِ فَأَسْعَدُ النَّاسِ بِهَذِهِ الشَّفَاعَةِ مَنْ يَكُونُ إِيمَانُهُ أَكْمَلَ مِمَّنْ دُونَهُ وَأَمَّا الشَّفَاعَةُ الْعُظْمَى فِي الْإِرَاحَةِ مِنْ كَرْبِ الْمَوْقِفِ فَأَسْعَدُ النَّاسِ بِهَا مَنْ يَسْبِقُ إِلَى الْجَنَّةِ وَهُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ وَهُوَ مَنْ يَدْخُلُهَا بِغَيْرِ عَذَابٍ بَعْدَ أَنْ يُحَاسَبَ وَيَسْتَحِقَّ الْعَذَابَ ثُمَّ مَنْ يُصِيبُهُ لَفْحٌ مِنَ النَّارِ وَلَا يَسْقُطُ وَالْحَاصِلُ أَنَّ فِي قَوْلِهِ أَسْعَدُ إِشَارَةً إِلَى اخْتِلَافِ مَرَاتِبِهِمْ فِي السَّبَقِ إِلَى الدُّخُولِ بِاخْتِلَافِ مَرَاتِبِهِمْ فِي الْإِخْلَاصِ وَلِذَلِكَ أَكَّدَهُ بِقَوْلِهِ مِنْ قَلْبِهِ مَعَ أَنَّ الْإِخْلَاصَ مَحَلُّهُ الْقَلْبُ لَكِنَّ إِسْنَادَ الْفِعْلِ إِلَى الْجَارِحَةِ أَبْلَغُ فِي التَّأْكِيدِ وَبِهَذَا التَّقْرِيرِ يَظْهَرُ مَوْقِعُ قَوْلِهِ أَسْعَدُ وَأَنَّهَا عَلَى بَابِهَا مِنَ التَّفْضِيلِ وَلَا حَاجَةَ إِلَى قَوْلِ بَعْضِ الشُّرَّاحِ الْأَسْعَدُ هُنَا بِمَعْنَى السَّعِيدُ لِكَوْنِ الْكُلِّ يَشْتَرِكُونَ فِي شَرْطِيَّةِ الْإِخْلَاصِ لِأَنَّا نَقُولُ يَشْتَرِكُونَ فِيهِ لَكِنَّ مَرَاتِبَهُمْ فِيهِ مُتَفَاوِتَةٌ وَقَالَ الْبَيْضَاوِيُّ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مَنْ لَيْسَ لَهُ عَمَلٌ يَسْتَحِقُّ بِهِ الرَّحْمَةَ وَالْخَلَاصَ لِأَنَّ احْتِيَاجَهُ إِلَى الشَّفَاعَةِ أَكْثَرُ وَانْتِفَاعَهُ بِهَا أَوْفَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ