1303 ( صحيح )
اللهمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْباسِ اشْفِ أنْتَ الشَّافِي لا شافِيَ إلاّ أنْتَ اشْفِ شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَماً
( حم خ 3 ) عن أنس .
1303 — Сообщается, что посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, говорил:
«О Аллах, Господь людей, удаляющий болезнь, исцели, Ты − целитель и нет целителя, кроме Тебя, исцели же (так, чтобы после этого) не осталось болезни!»/Аллахумма, Рабба-н-наси, музхибаль-баъси,-шфи Анта-ш-шафи, ля шафийа илля Анта, ишфи, шифаан ля йугъадиру сакъаман!/ Этот хадис передали Ахмад (3/151), аль-Бухари (5742), Абу Дауд (3890), ат-Тирмизи (973) и ан-Насаи в «Сунан аль-Кубра» (10861) со слов Анаса, да будет доволен им Аллах.
Хадис достоверный. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (1303).
___________________________________________________________
В версии этого хадиса, которую приводит имам аль-Бухари, сообщается, что (как-то раз) Анас, да будет доволен им Аллах, спросил Сабита[1], да помилует его Аллах: «Не прочитать ли над тобой заговор, (который читал над больными) Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует?» (Сабит) сказал: «Конечно!» − и (тогда Анас, да будет доволен им Аллах,) сказал: «О Аллах, Господь людей, удаляющий болезнь, …».
[1] Имеется в виду один из выдающихся последователей Сабит аль-Бунани.
شرح الحديث
يَشتمل هذا الحديثُ على الدُّعاءِ المأثورِ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عند عِيادة المَرْضَى، فكان صلَّى الله عليه وسلَّم عندما يَزُورُ مريضًا أو إذا أُتِيَ إليه بمريضٍ، يدْعو له فيقول: أَذْهِبِ البأسَ؛ أي: أذهِبِ المرضَ والشِّدَّة، واشْفِ أنت الشَّافي، لا شفاءَ إلَّا شفاؤك، فالشِّفاء الحقيقيُّ من عندِ اللهِ سبحانه وتعالى، وتدبيرُ الطَّبيب ونفعُ الدَّواءِ لا يُؤثِّرُ في المريضِ إذا لم يُقدِّرِ اللهُ تعالى الشِّفاءَ، شفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا؛ أي: شفاءً مطلقًا لا يَترُكُ أيَّ مرضٍ أو أثرٍ له.
أَيِ الَّتِي كَانَ يَرْقِي بِهَا ذَكَرَ فِيهِ ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ الْأَوَّلُ حَدِيثُ أَنَسٍ[ قــ :5434 … غــ :5742] . قَوْلُهُ عبد الْوَارِث هُوَ بن سعيد وَعبد الْعَزِيز هُوَ بن صُهَيْبٍ وَالْإِسْنَادُ بَصْرِيُّونَ .
قَوْلُهُ فَقَالَ ثَابِتٌ هُوَ الْبُنَانِيُّ يَا أَبَا حَمْزَةَ هِيَ كُنْيَةُ أَنَسٍ .
قَوْلُهُ اشْتَكَيْتُ بِضَمِّ التَّاءِ أَيْ مَرِضْتُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ إِنِّي اشْتَكَيْتُ قَوْله أَلا بتَخْفِيف اللَّام للعرض وأرقيك بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ .
قَوْلُهُ مُذْهِبُ الْبَاسِ بِغَيْرِ هَمْزٍ لِلْمُؤَاخَاةِ فَإِنَّ أَصْلَهُ الْهَمْزَةُ .
قَوْلُهُ أَنْتَ الشَّافِي يُؤْخَذُ مِنْهُ جَوَازُ تَسْمِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى بِمَا لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ بِشَرْطَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنْ لَا يَكُونَ فِي ذَلِكَ مَا يُوهِمُ نَقْصًا وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ لَهُ أَصْلٌ فِي الْقُرْآنِ وَهَذَا مِنْ ذَاكَ فَإِنَّ فِي الْقُرْآنِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يشفين .
قَوْلُهُ لَا شَافِي إِلَّا أَنْتَ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ كُلَّ مَا يَقَعُ مِنَ الدَّوَاءِ وَالتَّدَاوِي إِنْ لَمْ يُصَادِفْ تَقْدِيرَ اللَّهِ تَعَالَى وَإِلَّا فَلَا يَنْجَعُ .
قَوْلُهُ شِفَاءً مَصْدَرٌ مَنْصُوبٌ بِقَوْلِهِ اشْفِ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ أَيْ هُوَ .
قَوْلُهُ لَا يُغَادِرُ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ لَا يَتْرُكُ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ وَالْحِكْمَةُ فِيهِ فِي أَوَاخِرِ كِتَابِ الْمَرْضَى وَقَولُهُ سُقْمًا بِضَمٍّ ثُمَّ سُكُونٍ وَبِفَتْحَتَيْنِ أَيْضًا وَيُؤْخَذُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْإِضَافَةَ فِي التَّرْجَمَةِ لِلْفَاعِلِ وَقَدْ وَرَدَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا لِلْمَفْعُولِ وَذَلِكَ فِيمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ وَلَهُ شَاهِدٌ عِنْدَهُ بِمَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ الْحَدِيثُ الثَّانِي
( باب رقية النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) التي كان يرقي بها.[ قــ :5434 … غــ : 5742 ]
— حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَثَابِتٌ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ اشْتَكَيْتُ فَقَالَ أَنَسٌ: أَلاَ أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: بَلَى، قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِى لاَ شَافِىَ إِلاَّ أَنْتَ شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا».وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا عبد الوارث) بن سعيد ( عن عبد العزيز) بن صهيب أنه ( قال: دخلت أنا وثابت) البناني ( على أنس بن مالك) -رضي الله عنه- ( فقال ثابت) لأنس ( يا أبا حمزة اشتكيت) بضم التاء أي مرضت ( فقال) له ( أنس: ألا) بتخفيف اللام للعرض والتنبيه ( أرقيك) بفتح الهمزة ( برقية رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) ثابت: ( بلى، قال) أنس: ( اللهم رب الناس مذهب الباس) بضم الميم وكسر الهاء والباس بغير همز للمؤاخاة وفي الفرع بالهمزة على الأصل ( اشف أنت الشافي) فيه جواز تسمية الله تعالى بما ليس في القرآن إذا كان له أصل فيه قال تعالى: { وإذا مرضت فهو يشفين} [الشعراء: 80] وأن لا يوهم نقصًا ( لا شافي إلا أنت) فلا ينجع الدواء إلا بتقديرك ( شفاء) نصب على أنه مصدر اشف ويجوز الرفع خبر مبتدأ محذوف أي الشفاء المطلوب ( لا يغادر) بالغين المعجمة لا يترك ( سقمًا) بفتحتين ويجوز ضم ثم إسكان لغتان والجملة صفة لقوله شفاء.
وهذا الحديث أخرجه أبو داود في الطب والترمذي في الجنائز والنسائي في اليوم والليلة.
( بابُُ رُقْيَةِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان رقية النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّتِي كَانَ يرقي بهَا.
[ قــ :5434 … غــ :5742 ]
— حدّثنا مُسَدَّدٌ حدّثنا عبْدُ الوارِثِ عنْ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنا وثابِتٌ عَلى أنَسِ بنِ مالِكٍ فَقَالَ ثابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ اشْتَكَيْتُ؟ فَقَالَ أنَسٌ: أَلا أرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: اللهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْباسِ إشْفِ أنْتَ الشَّافِي لَا شافِيَ إلاَّ أنْتَ شِفاءً لَا يُغادِرُ سَقَماً.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَعبد الْوَارِث هُوَ ابْن سعدو عبد الْعَزِيز هُوَ ابْن صُهَيْب وثابت بالثاء الْمُثَلَّثَة هُوَ ابْن أسلم الْبنانِيّ بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَخْفِيف النُّون الأولى والْحَدِيث أخرجه أَبُو دَاوُد أَيْضا عَن مُسَدّد فِي الطِّبّ وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي الْجَنَائِز وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة جَمِيعًا عَن قُتَيْبَة قَوْله ( يَا با حَمْزَة) أَصله يَا أَبَا حَمْزَة فحذفت الْألف للتَّخْفِيف وَأَبُو حَمْزَة كنية أنس بن مَالك قَوْله ( اشتكيت) أَي مَرضت قَوْله ( أَلا) بتَخْفِيف اللَّام للعرض والتنبيه قَوْله ( أرقيك) بِفَتْح الْهمزَة قَوْله ( مَذْهَب الباس) على صُورَة اسْم الْفَاعِل ويروى اذْهَبْ الباس بِصُورَة الْأَمر من الأذهاب والباس الْهمزَة فِي الأَصْل فحذفت للمواخاة والباس الشدَّة وَالْعَذَاب قَوْله ( اشف) أَمر من شفي يشفى قَوْله ( أَنْت الشافي) قيل يُؤْخَذ مِنْهُ جَوَاز تَسْمِيَة الله تَعَالَى بِمَا لَيْسَ فِي الْقُرْآن بِشَرْطَيْنِ ( أَحدهمَا) أَن لَا يكون فِي ذَلِك مَا يُوهم نقصا وَالْآخر أَن يكون لَهُ أصل فِي الْقُرْآن وَهَذَا من ذَاك فَإِن فِي الْقُرْآن ( وَإِذا مَرضت فَهُوَ يشفين) قلت هَذَا الْبابُُ فِيهِ خلاف مِنْهُم من قَالَ أَسمَاء الله توقيفية فَلَا يجوز أَن يُسمى بِمَا لم يسمع فِي الشَّرْع وَمِنْهُم من قَالَ غير توقيفية وَلَكِن اشترطوا الشَّرْط الأول فَقَط فَافْهَم قَوْله ( لَا شافي إِلَّا أَنْت) إِشَارَة إِلَى أَن كل مَا يَقع من الدَّوَاء والتداوى إِن لم يُصَادف تَقْدِير الله عز وَجل فَلَا ينجح قَوْله ( شِفَاء) مَنْصُوب بقوله اشف.
وَقَالَ بَعضهم يجوز الرّفْع على أَنه خبر مُبْتَدأ أَي هُوَ قلت هَذَا تصرف غير مُسْتَقِيم على مَا لَا يخفى قَوْله لَا يُغَادر سقماً هَذِه الْجُمْلَة صفة لقَوْله شِفَاء وَمعنى لَا يُغَادر لَا يتْرك وسقما بِفتْحَتَيْنِ مَفْعُوله وَيجوز فِيهِ ضم السِّين وتسكين الْقَاف.