1915 ( صحيح )
إنّ الله تعالى يقولُ يَوْمَ القيَامَةِ: أيْنَ المُتَحابُّونَ لِجَلالي اليَوْمَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يَوْمَ لا ظِلَّ إلاّ ظِلِي
( حم م ) عن أبي هريرة .
– Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: «Поистине, в День воскрешения Аллах скажет: “Где любившие друг друга ради величия Моего? Сегодня, в тот День, когда (иной) тени, кроме тени Моей не будет, Я укрою их в Своей тени!» Этот хадис передали Ахмад (2/237, 338, 370, 523, 535), Муслим (2566), Ибн Хиббан (574), аль-Байхакъи в «Сунан аль-Кубра» (10/232) и «Шу’аб аль-Иман» (8989, 8990) и Абу Ну’айм в «Хильятуль-аулияъ» (6/344).
Хадис достоверный. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (1915), «Сахих ат-Таргъиб ва-т-тархиб» (3011), «Мишкатуль-масабих» (5006).
—
شرح الحديث
وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُنادي يومَ القيامةِ على رُؤوسِ الأشهادِ؛ تَعظيمًا لِبعضِ العِبادِ على بعضٍ، فيقولُ: «أينَ المتحابُّونَ بِجلالي؟» أي: بِسَببِ عَظمتي ولِأجْلِ تَعْظيمي، أو لِأجْلِ رِضَايَ، ونَيْلِ ثَوابي، لا لغَرَضٍ سِوى ذلك مِن دُنيا أو نحْوِها، وذلك مُكافأةً لهم على التَّحابِّ لأجْلِ اللهِ بتَعظيمِ أوامرِه واجتنابِ نَواهيهِ، «اليومَ أُظِلُّهم في ظِلِّي» والمرادُ منه ظِلُّ العرْشِ -كَما في حَديثِ أحمَدَ، مِن حديثِ العِرْباضِ بنِ ساريةَ رَضيَ اللهُ عنه، بلَفظِ: «في ظِلِّ عَرْشي»، وهذا فيه ما فيه مِنَ الثَّوابِ الجَزيلِ، والشَّرَفِ العَظيمِ لهم، فاللهُ عزَّ وجلَّ يُريدُ مِن عِبادِه أنْ تكونَ قُلوبُهم مُجتمِعةً غيْرَ مُتفرِّقةٍ، مُتحابَّةً غيْرَ مُتباغِضةٍ، وقولُه: «يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلِّي»، وذلكَ يوْمَ أنْ تَدْنُوَ الشَّمسُ مِن رُؤوسِ العِبادِ، ويَشتَدُّ عليهم حَرُّها، فلا يَجِدُ أحَدٌ ظِلًّا إلَّا مَن أظَلَّه اللهُ في ظِلِّ عَرشِه.
وفي الحديثِ: سُؤالُ اللهِ تعالَى عَنِ المُتحابِّينَ مع عِلمِه بِمكانِه؛، لِيُنادِيَ بِفضْلِهم في ذلك الموقِفِ.
وفيه: حَثُّ اللهِ على التَّحابِّ في جَلالِه.
وفيه: فَضْلُ المحبَّةِ في اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفيه: إثباتُ صِفةِ الكلامِ للهِ عزَّ وجلَّ.