—
1974 ( صحيح )
إنّ النَّاسَ إذا رَأوُا المنْكَرَ ولا يُغَيّرُونَهُ أوْشَكَ أن يَعُمَّهُم الله بِعِقابِهِ
( حم ) عن أبي بكر .
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (1974), «Мишкатуль-масабих» (5142), «Шарх аль-Акъида ат-тахавиййа» (777), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (1564).
См. также хадис № 1973.
_________________________
شرح حديث مشابه
المحدث :ابن تيمية
المصدر :مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم: 14/479
خلاصة حكم المحدث : مشهور
الأمْرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المُنْكَرِ من أركان دِينِ الإسلامِ، وهو مِن أسبابِ خَيريَّةِ هذه الأُمَّةِ على غيرِها من الأُممِ، وترْكُه والتخلِّي عنه مِن أسبابِ العِقابِ العامِّ.
وهذا ما حذَّرَ منه الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ عنه خليفةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، عندما خَطَب في الناسِ على مِنْبَرِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: «أيُّها الناسُ، إنَّكم تَقْرؤون هذه الآيةَ» يعني قولَه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]، «وتضَعونها في غير مَوْضِعِهَا» يعني: تَفْهَمون منها أنَّكم غيرُ مُطالَبين بالأَمْرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المُنْكَرِ، وأنَّ عليكم السَّعيَ في إصلاحِ النَّفْسِ فقط، وليس كذلك؛ فَقَدْ قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ الناسَ إذا رأَوُا المُنْكَرَ فلم يُغيِّروه»، وكانوا قادِرينَ على تغْيِيره، «أَوْشَكَ أنْ يَعُمَّهم اللهُ بعِقَاب منه»، أي: يُعذِّبهم اللهُ جميعًا؛ يَستوي في ذلك الفاعلُ للمُنْكِر والسَّاكتُ عنه؛ لأنَّ سُكُوتَهم وتَرْكَهم له رِضًا به، وسببٌ في انتشارِه أيضًا.
وجَاء في تفْسيرِ هذِه الآيةِ أنَّ المقصودَ منها هو أنْ يُلزَمَ المرءُ إصلاحَ نفْسِهِ في آخِرِ الزَّمانِ عند فَسادِ الناسِ، كما في سُنن الترمذيِّ وغيرِه: عن أبي أُميَّةَ الشَّعْبانيِّ، قال: «سألْتُ أبا ثَعْلبةَ الخُشَنيَّ رضِي اللهُ عنه قال: قُلْتُ: «يا أبا ثَعْلبةَ، كيف تقولُ في هذه الآيةِ: {عَلَيْكُم أَنْفُسَكُم} ؟ [المائدة: 105] قال: أَمَا واللهِ لقَدْ سألْتَ عنها خبيرًا؛ سألْتُ عنها رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: ائتَمِروا بالمعْروفِ، وانْتَهُوا عن المُنْكَرِ، حتى إذا رأَيْتُم شُحًّا مُطَاعًا، وهوًى مُتَّبَعًا، ودُنيا مُؤثَرةً، وإعجابَ كلِّ ذِي رأْيٍ برأْيِه، فعليكَ بنَفْسِكَ، ودَعْ عَنْكَ العَوَامَّ؛ فإن من ورائِكم أيامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فيهنَّ مثلُ القَبْضِ على الجَمرْ، للعاملِ فيهنَّ مثلُ أجْرِ خمسينَ رَجُلًا يعملونَ مِثلَ عَمِلكُم»؛ فعَلَى المؤمنِ الحقِّ أنْ يقومَ بالأمرِ والنهيِ على الوجهِ المشروعِ مِن العِلمِ والرفقِ والصَّبرِ وحُسنِ القَصدِ وسُلوكِ السبيلِ القَصدِ؛ فإنَّ ذلك داخلٌ في قولِه: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} وفي قولِه: {إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}. وعليه أيضًا الإقبالُ على مَصلحةِ نفْسِه عِلمًا وعَملًا والإعراضُ عمَّا لا يَعنيه.
وفي الحديثِ: التحذيرُ والترهيبُ من ترْكِ الأَمْر بالمعْروفِ والنَّهيِ عن المُنْكَرِ.
وفيه: إرشادُ الأئمَّةِ والعُلَماءِ للعامَّةِ وإفهامُهُمْ النُّصوصَ على الوجْهِ الصَّحيحِ لها( ).