لَقِيَنِى رَسُولُ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم- فِى طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَأَنَا جُنُبٌ فَاخْتَنَسْتُ فَذَهَبْتُ فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ جِئْتُ فَقَالَ: « أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ». قَالَ: قُلْتُ: إِنِّى كُنْتُ جُنُبًا فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ. فَقَالَ: « سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّ الْمُسْلِمَ لاَ يَنْجُسُ ».
قال الشيخ الألباني: صحيح
(Абу Хурайра) сказал: «Я сказал: “Поистине, я был в состоянии большого осквернения и не захотел находиться рядом с тобой, будучи без очищения”. И (Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует,) сказал: “Пречист Аллах/Субхана-Ллах/! Поистине, мусульманин (никогда) не бывает нечистым”». Этот хадис передал Абу Дауд (231). [1]
Шейх аль-Албани сказал: «Достоверный хадис/сахих/».[2]
Его иснад является достоверным в соответствии с условиями аль-Бухари, и он, Муслим, а также Абу ‘Авана передали его в своих «Сахихах». Ат-Тирмизи сказал: «Хороший достоверный хадис». См. «Сахих Аби Дауд» (1/415).
[1] Также этот хадис передали Ахмад (2/235, 471), аль-Бухари (283), Муслим (371), Абу ‘Авана (1/275), ат-Тирмизи (121), ан-Насаи в «аль-Муджтаба» (1/145) и «Сунан аль-Кубра» (263), Ибн Маджах (534), Ибн Хиббан (1259), Ибн Аби Шейба (1835), аль-Байхакъи (1/189), ат-Тахави (1/13).
[2] См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (1933), «Мишкатуль-масабих» (451), «Ирвауль-гъалиль» (174).
شرح حديث مشابه
أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَقِيَهُ في بَعْضِ طَرِيقِ المَدِينَةِ وهو جُنُبٌ، فَانْخَنَسْتُ منه، فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ جَاءَ، فَقالَ: أيْنَ كُنْتَ يا أبَا هُرَيْرَةَ قالَ: كُنْتُ جُنُبًا، فَكَرِهْتُ أنْ أُجَالِسَكَ وأَنَا علَى غيرِ طَهَارَةٍ، فَقالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، إنَّ المُسْلِمَ لا يَنْجُسُ.
الراوي : أبو هريرة
المحدث :البخاري
المصدر :صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 283
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
كان الصَّحابةُ رَضيَ الله عنهم أشدَّ الناسِ تَعظيمًا للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان بعضُهم يُعظِّمُ شأنَ الجَنابةِ ويَعدُّها نَجاسةً عينيَّةً فيَكرَهُ أنْ يُجالِسَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أو يُماسَّه وهو على هذِه الحالِ؛ فبيَّن لهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصوابَ في ذلِك وأنَّ المُؤمِنَ لا يَنجُسُ أبدًا حتَّى وإنْ كان جُنُبًا، كما في هذا الحَديثِ، حيثُ يُخبِر أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قابَله في طريقٍ مِن طُرقِ المدينةِ، وكانتْ به جَنابةٌ، وهي تُطلَقُ على كلِّ مَن أَنزَلَ المَنِيَّ أو جامَعَ زوجتَه، وسُمِّيَتْ بذلك؛ لاجْتِنابِ صاحِبها الصَّلاةَ والعِباداتِ حتَّى يَطَّهَّرَ منها، فانخَنَسْتُ منه، أي: رَجَعَ بعْدَ ظُهورِه للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دُونَ الكلامِ معه أو التَّسليمِ عليه، فذَهَبَ أبو هُرَيرةَ فاغتَسَلَ وتَطهَّر ورفَعَ جَنابتَه، ثُمَّ رجَع إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فسألَه عن غيابِه واختفائِه على غيرِ عادتِه، فأخبَرَ أنَّ امتِناعَه عن مُقابلةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان اعْتقادًا منه أنَّ المُسلِمَ إذا كان على جَنابةٍ يُصبِح نَجِسًا؛ فتعجَّبَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن ظَنِّ أبي هُرَيرةَ واعتقادِه، فالجَنابةُ إنَّما تَمنعُ مِنَ الصَّلاةِ ومَسِّ المصحفِ ودُخولِ المسجِدِ، ولا تمنعُ مِن مُجالَسةِ المسلمينَ ومقابَلتِهم، ولا يَصيرُ بها الجُنُبُ نَجِسًا على الحقيقةِ؛ وأخبَرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ المُسلِمَ لا يَنْجُسُ، وأنَّه ليس بقَذِرٍ، والمُرادُ: أنَّ عدَمَ طَهارةِ المُسلِمِ حُكْمِيَّةٌ وليستْ حقيقيَّةً، فلا تَصيرُ ذاتُه نَجِسةً بسببِ هذا الحَدَثِ الذي حلَّ في بَدَنِه؛ لأنَّه وَصفٌ حُكميٌّ رتَّبَه الشارِعُ على البدَنِ، فالجَنابةُ تَمنَعُ من أشياءَ؛ كالصَّلاةِ، وقِراءةِ القُرآنِ، أمَّا المُجالَسةُ والمُماسَّةُ فلا تَدخُلُ في جُملةِ ما تَمنَعُ منه الجَنابةُ، فالمؤمنَ طاهرُ الذَّاتِ أبدًا، سواءٌ كان جُنُبًا أو غيرَ جُنُبٍ.