2528 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
إِنَّ فِي الجَنَّةِ جَنَّتَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ, وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلاً، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ لاَ يَرَوْنَ الآخَرِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤْمِنُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَأَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ اسْمُهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لاَ يُعْرَفُ اسْمُهُ وَأَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ اسْمُهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ، وَأَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ اسْمُهُ: سَعْدُ بْنُ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ.
قال الشيخ الألباني : صحيح
2528 – Сообщается со слов Абу Бакра ибн ‘Абдуллах ибн Къайс, что его отец (‘Абдуллах ибн Къайс – Абу Муса аль-Аш’ари, да будет доволен им Аллах,) передал, что Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Поистине, есть в Раю два сада, сосуды и всё прочее, в которых (сделано) из серебра, и два сада, сосуды и всё прочее в которых (сделано) из золота. И ничто, кроме накидки величия, что будет покрывать собой лик Господа, не помешает людям, которые окажутся в (райском саду) ‘Адн, взирать на Него».
С этим же иснадом (он передал,) что Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Поистине, в Раю есть шатёр, (который сделан) из полой жемчужины, ширина (которого равна) шестидесяти милям. В каждом из его углов находятся (женщины), которые не видят тех, что находятся в других углах, и которых будут посещать верующие[1]».
Абу ‘Иса (ат-Тирмизи) сказал: «Этот хадис хороший достоверный». Этот хадис передал ат-Тирмизи (2527).
Также этот хадис передали Ахмад (4/411), аль-Бухари (3243, 4878, 4879, 4880), Муслим (180, 2838), ат-Тирмизи (2528), ан-Насаи в «Сунан аль-Кубра» (7765), Ибн Маджах (186), Ибн Хузайма в «ат-Таухид» (1/39), Ибн Хиббан (7386), Абу Ну’айм в «Хильятуль-аулияъ» (2/359).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих ат-Тирмизи» (2528), См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (3101), «Сахих Ибн Маджах» (154), «Тахридж Китабу-с-Сунна» (613).
[1] Имеется в виду, что каждый верующий будет приходить к своим жёнам.
شرح الحديث
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَحرِصُ على تَرغيبِ النُّفوسِ فيما عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ مِن النَّعيمِ، فكان صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَصِفُ لأصحابِه رَضِي اللهُ عَنهم الجنَّةَ، ويُبيِّنُ لهم نَعيمَها وأنهارَها وقُصورَها وأثاثَها وما فيها؛ وذلك حتَّى يُشجِّعَهم على الاجتِهادِ والتَّشْميرِ مِن أجلِ الفوزِ بها.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «إنَّ في الجنَّةِ»، أي: داخِلَ الجنَّةِ، «جنَّتَين»، أي: قَصْرَين أو بيتَينِ أو حَديقتَين «آنِيَتُهما»، والآنيةُ جَمعُ إناءٍ، وهو الوِعاءُ أو القِدْرُ، «وما فيهما»، أي: وما في الجنَّتَين مِن أثاثٍ ومتاعٍ، «مِن فضَّةٍ»، أي: مَصنوعٌ مِن فِضَّةٍ، «وجنَّتَين»، أي: إنَّ في الجنَّةِ أيضًا قَصرَين أو بيتَين أو حَديقتين، «آنيَتُهما وما فيهما مِن ذهَبٍ»، أي: كلُّ أوعِيَتِهما وأثاثِهما ومَتاعِهما مَصنوعٌ مِن الذَّهَبِ، «وما بينَ القومِ وبينَ أن يَنظُروا إلى ربِّهم إلَّا رِداءُ الكِبْرياءِ على وجهِه»، أي: وليس بينَ أهلِ الجنَّةِ وبين أنْ يَنظُروا إلى ربِّهم عزَّ وجلَّ إلَّا أن يَكشِفَ اللهُ عزَّ وجلَّ لهم عن وَجْهِه، فيتَمتَّعوا بنَعيمٍ لم يرَوا مِثلَه قطُّ «في جنَّةِ عَدْنٍ»، أي: وذلك النَّعيمُ في جَنَّةِ عَدْنٍ، وقيل: عَدْنٌ هي قصَبةُ الجنَّةِ، وفَوقَها عرشُ الرَّحمنِ، وقيل: هي مَسكَنُ النَّبيِّين والصِّدِّيقين والشُّهداءِ؛ واللهُ سبحانه وتعالى يُرى في الدَّارِ الآخِرَةِ حَقيقةً، كما ذَكَر ذلك في غيرِ ما آيةٍ، كقولِه عَزَّ وَجَلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22- 23]، وكما ذَكَر ذلك نبيُّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأعرَفُ الخلقِ به في غَيرِ ما حديثٍ، ورُؤيتُه سبحانه حقٌّ، وهو عَزَّ وَجَلَّ في عُلُوِّه، وليس كمِثلِه شَيءٌ وهو السَّميعُ البصيرُ.
وفي حَديثِ صُهَيبٍ في تَفسيرِ قولِه تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] بأنَّ الزِّيادةَ هي النَّظرُ إلى وجْهِه الكريمِ، وفيه ما يَدُلُّ على أنَّ المُرادَ برِداءِ الكبرياءِ هو الحِجابُ، والمؤمِنُ يُثبِتُ ما أثبتَه اللهُ تعالى لنَفسِه، مِن حِجابٍ، أو غيرِه، على المعنى اللَّائقِ به سبحانه وتعالى، فلا يُعطِّلَ، ولا يُشبِّهَ، ولا يَعلَمُ كيفيَّةَ ذلك إلَّا اللهُ سُبحانَه وتعالَى.
وفي الحَديثِ: بيانُ صِفةِ الجنَّةِ ونَعيمِها، والتَّرغيبُ فيها.
وفيه: بيانُ أنَّ رُؤيةَ اللهِ عزَّ وجلَّ هي أعظَمُ نَعيمِ الجنَّةِ.
شرح الحديث
يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ صِفةَ الخَيْمَةِ في الجنَّةِ، فيقول: الخَيمةُ، أي: الخيمةُ في الجنَّة، والخيمةُ هي بيتٌ مُربَّع معروفٌ من بيوت الأعراب، دُرَّةٌ، أي: لؤلؤة، مجوَّفةٌ، أي: واسعةُ الجوفِ، وهي: المثقوبةُ التي قُطِعَ داخلُها، أو المفرَّغةُ من الدَّاخل، طولُها في السَّماء، أي: في الارتفاع، ثَلاثُونَ مِيلًا، في كلِّ ناحيةٍ من هذه الخَيمةِ زَوجاتٌ من الحُورِ العِينِ للمؤمن يَطوفُ عليهنَّ، لا يَرَى بعضُهنَّ بعضًا من شِدَّةِ سَعَةِ تلك الخيمةِ وكثرةِ مَرَافِقِها وأرجائها.
وفي الحديث: أنَّ الجَنَّةَ مَخلوقةٌ، وعِظَمُ خَلْقِها ونَعيمِها، وما أعَدَّه اللهُ تعالى للمُؤمنين فيها
قَوْلُهُ (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ جَنَّتَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا) أَيْ مِنَ الْقُصُورِ وَالْأَثَاثِ كَالسُّرُرِ وَكَقُضْبَانِ الْأَشْجَارِ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ قِيلَ قَوْلُهُ مِنْ فِضَّةٍ خَبَرُ آنِيَتُهُمَا وَالْجُمْلَةُ صِفَةُ جَنَّتَيْنِ أَوْ مِنْ فِضَّةٍ صِفَةُ قَوْلِهِ جنتين وخبر انيهما مَحْذُوفٌ أَيْ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا كَذَلِكَ وَكَذَا مِنْ جِهَةِ الْمَبْنَى وَالْمَعْنَى قَوْلُهُ (وَجَنَّتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا) ثُمَّ ظَاهِرُهُ أَنَّ جَنَّتَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ لَا مِنْ ذَهَبٍ وَجَنَّتَيْنِ بِالْعَكْسِ فَالْجَمْعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَدِيثِ صِفَةِ بِنَاءِ الْجَنَّةِ مِنْ أَنَّ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ أَنَّ الْأَوَّلَ صِفَةُ مَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ آنِيَةٍ وَغَيْرِهَا وَالثَّانِي صِفَةُ حَوَائِطِ الْجَنَّةِ
وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّهُ وَقَعَ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ فِي الْبَعْثِ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ اللَّهَ أَحَاطَ حَائِطَ الْجَنَّةِ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ (وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ
قَالَ عِيَاضٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَسْتَعْمِلُ الِاسْتِعَارَةَ كَثِيرًا وَهُوَ أَرْفَعُ أَدَوَاتِ بَدِيعِ فَصَاحَتِهَا وَإِيجَازِهَا ومنه قوله تعالى (جناح الذل) فَمُخَاطَبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمْ بِرِدَاءِ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى
وَمَنْ لَمْ يَفْهَمْ ذَلِكَ تَاهَ فَمَنْ أَجْرَى الْكَلَامَ عَلَى ظَاهِرِهِ أَفْضَى بِهِ الْأَمْرُ إِلَى التَّجْسِيمِ وَمَنْ لَمْ يَتَّضِحْ لَهُ وَعَلِمَ أَنَّ اللَّهَ مُنَزَّهٌ عَنِ الَّذِي يَقْتَضِيهِ ظَاهِرُهَا إِمَّا أَنْ يُكَذِّبَ نَقَلَتَهَا وَإِمَّا أَنْ يأولها أَنْ يُقَالَ اسْتَعَارَ لِعَظِيمِ سُلْطَانِ اللَّهِ وَكِبْرِيَائِهِ وَعَظَمَتِهِ وَهَيْبَتِهِ وَجَلَالِهِ الْمَانِعِ إِدْرَاكَ أَبْصَارِ الْبَشَرِ مَعَ ضَعْفِهَا لِذَلِكَ رِدَاءَ الْكِبْرِيَاءِ فَإِذَا شَاءَ تَقْوِيَةَ أَبْصَارِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ كَشَفَ عَنْهُمْ حِجَابَ هَيْبَتِهِ وَمَوَانِعَ عَظَمَتِهِ انْتَهَى مُلَخَّصًا
وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ مَا حَاصِلُهُ إِنَّ رِدَاءَ الْكِبْرِيَاءِ مَانِعٌ عَنِ الرُّؤْيَةِ فَكَانَ فِي الْكَلَامِ حَذْفًا تَقْدِيرُهُ بَعْدَ قَوْلِهِ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ فَإِنَّهُ يَمُنُّ عَلَيْهِمْ بِرَفْعِهِ فَيَحْصُلُ لَهُمُ الْفَوْزُ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ فَكَأَنَّ الْمُرَادَ أن المؤمنين إذا تبوأوا مقاعدهم من الجنة لولاما عِنْدَهُمْ مِنْ هَيْبَةِ ذِي الْجَلَالِ لِمَا حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الرُّؤْيَةِ حَائِلٌ فَإِذَا أَرَادَ إِكْرَامَهُمْ حَفَّهُمْ بِرَأْفَتِهِ وَتَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ بِتَقْوِيَتِهِمْ عَلَى النَّظَرِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ
قَالَ الْحَافِظُ ثُمَّ وَجَدْتُ فِي حَدِيثِ صُهَيْبٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى لِلَّذِينَ أحسنوا الحسنى وزيادة مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِرِدَاءِ الْكِبْرِيَاءِ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْحِجَابُ الْمَذْكُورُ فِي حَدِيثِ صُهَيْبٍ وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَكْشِفُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ إِكْرَامًا لَهُمْ
وَالْحَدِيثُ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَالتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ وبن خزيمة وبن حِبَّانَ وَلَفْظُ مُسْلِمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَتُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ قَالَ فَيَكْشِفُ لَهُمُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إليهم منه ثم تلاهذه الاية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَقِبَ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى وَلَعَلَّهُ أَشَارَ إِلَى تَأْوِيلِهِ بِهِ
وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي الْمُفْهِمِ الرِّدَاءُ اسْتِعَارَةٌ كَنَّى بِهَا عَنِ الْعَظَمَةِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي وَلَيْسَ الْمُرَادُ الثِّيَابَ الْمَحْسُوسَةَ لَكِنَّ الْمُنَاسَبَةَ أَنَّ الرِّدَاءَ وَالْإِزَارَ لَمَّا كَانَا مُتَلَازِمَيْنِ لِلْمُخَاطَبِ مِنَ الْعَرَبِ عَبَّرَ عَنِ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ بِهِمَا وَمَعْنَى حَدِيثِ الْبَابِ أَنَّ مُقْتَضَى عِزَّةِ اللَّهِ وَاسْتِغْنَائِهِ أَنْ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ لَكِنَّ رَحْمَتَهُ المؤمنين اقْتَضَتْ أَنْ يُرِيَهُمْ وَجْهَهُ كَمَالًا لِلنِّعْمَةِ فَإِذَا زَالَ الْمَانِعُ فَعَلَ مِنْهُمْ خِلَافَ مُقْتَضَى الْكِبْرِيَاءِ فَكَأَنَّهُ رَفَعَ عَنْهُمْ حِجَابًا كَانَ يَمْنَعُهُمْ انْتَهَى (عَلَى وَجْهِهِ) حَالٌ مِنْ رِدَاءِ الْكِبْرِيَاءِ (فِي جَنَّةِ عَدْنٍ) رَاجِعٌ إِلَى الْقَوْمِ
وَقَالَ عِيَاضٌ مَعْنَاهُ رَاجِعٌ إِلَى النَّاظِرِينَ أَيْ وَهُمْ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لَا إِلَى اللَّهِ فَإِنَّهُ لَا تَحْوِيهِ الْأَمْكِنَةُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الْقَوْمِ مِثْلُ كَائِنِينَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ
قَوْلُهُ (هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ) وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا