—
قال سعد الشثري: صحيح، أخرجه البخاري (144) ومسلم (264).
– Я слышал, как Абу Аййюб (аль-Ансари, да будет доволен им Аллах,) сказал[1]: «Я не знаю, что делать с этими уборными, ведь Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “Когда кто—нибудь из вас отправится справлять большую или малую нужду, пусть не поворачивается лицом к къибле”, или он сказал: “… к Каабе половыми органами”[2]». Этот хадис передал Ибн Аби Шейба (1602).
Также его приводят имам Малик в «аль-Муваттаъ» (1/193), имам Ахмад (5/414), ан-Насаи в «аль-Муджтаба» (1/21-22), ат-Табарани в «аль-Му’джам аль-Кабир» (3931, 3933, 3934), ат-Тахави в «Шарх ма’ани аль-асар» (4/232), аш-Шаши в «Муснаде» (1151, 1154).
Са’д ас-Шасри признал хадис достоверным. См. «Тахридж аль-Мусаннаф» (2/320).
Также достоверность этого хадиса подтвердили хафиз ‘Абдуль-Барр, имам Бадруддин аль-‘Айни, шейх аль-Албани, Шу’айб аль-Арнаут. См. «ат-Тамхид» (1/303), «аль-Истизкар» (2/430), «Нухбуль-афкар» (13/186), «Сахих ан-Насаи» (20), «Тахридж аль-Муснад» (23514).
[1] В версии имама Ахмада и ан-Насаи сказано, что в это время Абу Аййюб находился в Египте.
[2] В другой версии этого хадиса сообщается, что Абу Аййюб сказал: «И когда мы отправились в Шам*, то нашли, что там отхожие места были построены в направлении къиблы, и мы отворачивались от неё и просили Аллаха о прощении**».
* Шам – старое название территории, на которой ныне расположены Сирия, Иордания, Палестина и Ливан.
** Имам Ибн аль-‘Араби сказал: «Здесь возможно три толкования. Первое – просить Аллаха о прощении из-за того, что они поворачивались (в сторону къиблы). Второе – просить Аллаха о прощении грехов, и третье – просить Аллаха простить того, кто построил (отхожие места, повёрнутые в сторону къиблы), ибо просить о прощении для согрешивших является Сунной». См. «Тухфатуль-ахвази» (1/45).
شرح الحديث
كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى
[محمد بن علي بن آدم الأثيوبي]
(عن رافع بن إسحاق أنه سمع) يقال: سمعت الشيء سمعا وسماعا وسماعة، واختلف النحاة في سمعت هل يتعدى إلى مفعولين، على قولين: أحدهما نعم، وهو مذهب الفارسي، قال لكن لا بد أن يكون الثاني مما يسمع كقولك: سمعت زيدًا يقول كذا، ولو قلت: سمعت
زيدا أخاك لم يجز، والصحيح أنه لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد، والفعل الواقع بعد المفعول في موضع الحال، أي سمعته حال قوله كذا قاله العيني جـ ١/ ص ٢٥.
ويقال: سمع سواء كان بقصد أو بدونه، وإذا قيل: استمع لا بد أن يكون بقصد، لأنه لا يكون إلا بالإصغاء، ويقال: سمعت كلامه إذا فهمت معنى لفظه، وإن لم تفهم لبعد أو لغط فهو سماع صوت، لا
سماع كلام؛ لأن الكلام ما دل على معنى تتم به الفائدة، وهو لم يسمع ذلك. أفاده في المصباح.
(أبا أيوب) مفعول سمع (الأنصاري) بفتح الهمزة وسكون النون نسبة إلى الأنصار لكونه مشابها للمفرد حيث صار علمًا للقبيلة. قال ابن مالك في ألفيته.
والوَاحدَ أذكُرْ نَاسبًا للجَمْع …. إنْ لَمْ يُشَابة وَاحدًا بالوَضْع
قال في اللباب: وهم جماعة من أهل المدينة من الصحابة من أولاد الأوس والخزرج قيل لهم: الأنصار، لنصرتهم رسول الله — صلى الله عليه وسلم -، اهـ (وهو بمصر) جملة حالية من أبي أيوب، وفي رواية الصحيحين «فقدمنا الشام فوجدنا مراحض قد بنيت قبل القبلة فكنا ننحرف عنها» قال الشيخ ولي الدين العراقي في شرح أبي داود: لا تنافي بين الروايتين فيمكن أنه وقع له هذا في البلدين معا، قدمَ كلا منهما، فرأى مراحيضهما إلى القبلة. اهـ زهر (يقول) جملة حالية من المفعول أيضا (والله ما أدري ما أصنع) ما استفهامية، وفي نسخة السيوطي كيف أصنع أي أيَّ شيء أصنع (بهده الكراييس) بياءين مثناتين من تحت، قال في النهاية: يعني الكنف واحدها كرياس، وهو الذي يكون مشرفا على سطح بقناة من الأرض فهذا كان أسفل فليس بكرياس، سمي به لما تعلق به من الأقذار
ويتكرس كتكرُّس الدِّمَن. وقال الزمخشري في كتاب العين: الكرْناس بالنون. اهـ الزهر.
وقال السندي: يعني بيوت الخلاء، قيل: ويفهم من كلام بعض أهل اللغة أنه بالنون ثم الياء. وكانت تلك الكراييس بنيت إلى جهة القبلة، فثقل عليه ذلك، ورأى أنه خلاف ما يفيده الحديث بناء على أنه فهم الإطلاق، لكن يمكن أن يكون محمل الحديث الصحراء وإطلاق اللفظ جاء على ما كان عليه العادة يومئذ إذ لم يكن لهم كنف في البيوت في أول الأمر، ويؤيده الجمع بين أحاديث هذا الباب منها ما ذكره المصنف، ومنها ما لم يذكره، ولذلك مال إليه الطحاوي من علمائنا، يعني الحنفية، والمسألة مختلف فيها بين العلماء والاحتراز عن الاستقبال والاستدبار في البيوت أحوط وأولى. اهـ.
(وقد قال رسول الله — صلى الله عليه وسلم -) حال من الكرابيس أي حال كون رسول الله — صلى الله عليه وسلم — قائلا في شأنها موضحا حكمها (إذا ذهب أحدكم إلى الغائط) أي محل قضاء الحاجة أو الحاجة نفسها لأن الغائط يطلق عليها مجازا، قال في اللسان الغوط عمق الأرض الأبعد، ومنه قيل للمُطمَئنِّ من الأرض غائط، ولموضع قضاء الحاجة غائط، لأن العادة أن يقضى في المنخفض من الأرض حيث هو أستر له، ثم اتسع فيه حتى صار يطلق على النجو نفسه. قال أبو حنيفة: من بواطن الأرض المُنْبتَة الغيطان، الواحد منها غائط، وكل ما انحدر في الأرض فقد غاط، قال: وقد زعموا أن الغائط ربما كان فرسخا، وكانت به الرياض، ويقال: أتى فلان الغائط، والغائط المطمئن من الأرض الواسعة، وفي الحديث «تنزل أمتي بغائط يسمونه البصرة» أي بطن مطمئن من الأرض، والتغويط كناية عن الحدث.
والغائط: اسم العذرة نفسها لأنهم كانوا يلقونها بالغيطان، وقيل: لأنهم كانوا إذا أرادوا ذلك أتوا الغائط وقضوا الحاجة، فقيل لكل من قضى حاجته: قد أتى الغائط يُكنى به عن العذرة، وفي التنزيل العزيز {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} [المائدة: آية ٦] وكان الرجل إذا أراد التبرز ارتاد غائطا من الأرض يغيب فيه عن أعين الناس، ثم قيل للبراز نفسه، وهو الحدث غائط كناية عنه إذ كان سببا له، وتَغَوَّطَ الرجل كناية عن الخرَاءة إذا أحدث فهو متغوط.
قال ابن جني: ومن الشاذ قراءة من قرأ «أو جاء أحد منكم من
الغَيْط» يجوز أن يكون أصله غَيِّطا (١) وأصله غَيْوط فخفف، قال أبو الحسن ويجوز أن يكون الياء واوا، للمعاقبة، ويقال: ضرب فلان الغائط إذا تبرز، وفي الحديث لا يذهب الرجلان يضربان الغائط يتحدثان» أي يقضيان الحاجة وهما يتحدثان، وقد تكرر ذكر الغائط في الحديث بمعنى الحدث، والمكان، اهـ لسان جـ ٧/ ص ٣٦٥.
(أو البول) هو في الأصل مصدر بال من باب قال، ثم استعمل في الخارج المعروف من القبل اهـ المنهل جـ ١/ ص ٣٨ (فلا يستقبل) أي لا يواجه، يقال: استقبلت الشيء واجهته، فهو مستقبل بالفتح اسم مفعول. اهـ المصباح، أي بفرجه لما في رواية «لا تستقبلوا القبلة بفروجكم» اهـ منهل جـ ١/ ص ٣٨ (القبلة) أي الكعبة، فأل للعهد كما فسرها حديث أبي أيوب في قول، «فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة فننحرف ونستغفر الله» متفق عليه، وروى أبو داود، والترمذي نحوه (ولا يستدبرها) أي لا يجعلها وراء ظهره، وللبخاري «ولا يولها ظهره» وزاد مسلم «ببول أو غائط».
قال الحافظ: والغائط الثاني غير الأول أطلق على الخارج من الدبر مجازا من إطلاق اسم المحل على الحال كراهية لذكره بصريح اسمه، وحصل من ذلك جناس تام والظاهر من قوله ببول اختصاص النهي بخروج الخارج من العورة ويكون مثاره إكرام القبلة عن المواجهة بالنجاسة، ويؤيده قوله في حديث جابر «إذا هَرَقْنا الماء» وقيل مثار النهي كشف العورة وعلى هذا فيطرد في كل حالة تكشف فيها العورة كالوطء مثلا، وقد نقله ابن شاش المالكي قولًا في مذهبهم، وكأن قائله تمسك برواية في الموطأ «لا تستقبلوا القبلة بفروجكم» ولكنها محمولة على المعنى الأول أي حال قضاء الحاجة جمعا بين الروايتين اهـ فتح جـ ٢/ ص ٢٠.
مسائل تتعلق بهذا الحديث
«الأولى»: في درجته: حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه صحيح.
«الثانية»: هذا الحديث بهذا السياق من أفراد المصنف.
«الثالثة»: في هذا الحديث النهي عن استقبال القبلة حال قضاء الحاجة وقد اختلف العلماء في علة النهي عن ذلك:
فمنهم: من قال إنه لإظهار احترام وتعظيم القبلة وهوالظاهر لما روى من حديث سراقة بن مالك أن النبي — صلى الله عليه وسلم — قال: «إذا أتى أحدكم الغائط فليكرم قبلة الله عز وجل ولا يستقبلها» أخرجه الدارمي وغيره بسند ضعيف مرسلا.
ومنهم: من علله بأنه لا يخلو من أن يراه مصلّ، فعن عيسى الحناط عن نافع عن ابن عمر قال «رأيت رسول الله — صلى الله عليه وسلم — في كنيفه مستقبل القبلة» قال عيسى: فقلت للشعبي عجبت لقول ابن عمر هذا، وقول أبي هريرة
رضي الله عنهما «لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها» فقال الشعبي أما قول أبي هريرة ففي الصحراء لأن لله خلقا من عباده يصلون في الصحراء فلا تستقبلوهم ولا تستدبروهم، وأما في بيوتكم هذه التي تتخذونها للنتن فإنه لا قبلة لها، وذكر الدارقطني أن عيسى الحناط ضعيف.
وينبني على الخلاف في التعليل: خلافهم فيما إذا كان في الصحراء فاستتر بشيء هل يجوز الاستقبال والاستدبار فالتعليل باحترام القبلة يقتضي المنع، والتعليل برؤية المصلين يقتضي الجواز.
وقد اختلفوا أيضا في محل العلة فمنهم من قال: المنع للخارج المستقذر، ومنهم من قال المنع لكشف العورة.
وينبني على هذا الخلاف: خلافهم في جواز الوطء مستقبل القبلة مع كشف العورة فمن علل بالخارج أباحه إذ لا خارج ومن علل بالعورة منعه أفاده ابن دقيق العيد اهـ المنهل جـ ١/ ص ٣٩.
«الرابعة»: قال ابن دقيق العيد: الغائط في اللغة المكان المطمئن من الأرض كانوا يقصدونه لقضاء الحاجة ثم استعمل في الخارج وغلب هذا الاستعمال في الحقيقة الوضعية فصار حقيقة عرفية والحديث يقتضى أن اسم الغائط لا ينطلق على البول لتفرقته بينهما، وقد تكلموا في أن قوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} [المائدة: ٦] هل يتناول الريح مثلا أو البول، أم لا؟ بناء على أنه يخصص لفظ الغائط لما كانت العادة أن يقصد لأجله، وهو الخارج من الدبر ولم يكلونوا يقصدون الغائط للريح مثلا، أو يقال: إنه مستعمل فيما كان يقع عند قصدهم الغائط من الخارج من القبل أو الدبر كيف كان. اهـ إحكام الإحكام جـ ١/ ص ٥٤.
وبقية الفوائد تأتي إن شاء الله في الحديث الآتي.
«إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب».