تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن
– Я прибыл в Медину через год после кончины Посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, и застал Абу Бакра обращающегося к людям с проповедью, (во время которой) он сказал: «В прошлом году Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, встал среди нас, и его трижды сдушили слёзы, после чего он сказал: “О люди! Просите Аллаха избавления, ибо, поистине, никому не даровано ничего подобного убеждённости (в вере) после избавления, и ничего тяжелее сомнения, после неверия/куфр/. И вам следует быть правдивыми, ибо она ведёт к благочестию, и они окажутся в Раю, и вам следует остерегаться лжи, ибо она ведёт к распутству, и они окажутся в (адском) Огне!”» Этот хадис передал имам Ахмад (1/8).
Также этот хадис передали имам Ахмад в «Муснаде» (1/3) и «аз-Зухд» (561), ан-Насаи в «‘Амаль аль-йаум ва-л-лейля» (883) и Ибн Хиббан (952).[1]
Ахмад Шакир сказал: «Его иснад достоверный». См. «Муснад Ахмад» (1/41).
Шу’айб аль-Арнаут сказал: «Его иснад хороший». См. «Тахридж аль-Муснад» (43). 1/8
[1] Версию этого хадиса, которую приводит Ибн Хиббан, назвал достоверной шейх аль-Албани. См. «Сахих аль-Маварид» (2053).
شرح حديث مشابه
المحدث :الألباني
المصدر :صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3118
خلاصة حكم المحدث : صحيح
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حريصًا على إرشادِ أُمَّتِه إلى الأمورِ المهمَّةِ الَّتي فيها نفْعُهم في الدُّنيا والآخرَةِ؛ ومِن ذلك: وصيَّتُه للمسلِمين بالحِرصِ على الصِّدقِ مع اليَقينِ والبُعدِ عن الكذبِ، ووصيَّتُه بالتَّحابُبِ وعدَمِ التَّنافُرِ والخِلافِ.
وفي هذا الحديثِ تَوضيحٌ لبعضِ وَصايا النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذا الأمْرِ، وفيه يُخبِرُ أوسَطُ بنُ إسماعيلَ البَجَليُّ: «أنَّه سَمِع أبا بَكرٍ»، أي: في خُطبَتِه. وفي رِوايةِ التِّرمذيِّ: «قام أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ على المِنبَرِ ثمَّ بَكى»، قال أَوسَطُ: «حين قُبِض النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في مَقامي هذا»، أي: قام خَطيبًا في النَّاسِ على هذا المِنبَرِ، «عامَ الأوَّلِ»، أي: مِن الهِجرةِ، «ثمَّ بَكى أبو بَكرٍ»، أي: بَكى مِن ذِكرِه النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، «ثمَّ قال»، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «علَيكم بالصِّدقِ»، أي: الْزَموه وداوِموا عليه، والصِّدقُ هو الإخبارُ على وَفقِ ما في الواقِع، وقولُ الحقِّ، وقد يُستعمَلُ في أفعالِ الجوارحِ نحوَ: صَدَقَ فلانٌ في القِتالِ: إذا أوفاه حقَّه؛ «فإنَّه مع البِرِّ»، والبِرُّ: اسمٌ جامِعٌ للخَيرِ كلِّه، ويَحتمِلُ أنَّ المرادَ بالبِرِّ العِبادةُ، «وهما في الجنَّةِ»، أي: الصِّدقُ مع البِرِّ يُدخِلان صاحِبَهما الجنَّةَ، «وإيَّاكم والكذِبَ»، أي: فاجتَنِبوه واحذَروا الوقوعَ فيه، والكذبُ هو قولُ الباطلِ، والإخبارُ على غيرِ ما هو في الواقعِ، وأعظَمُه: الكَذِبُ على اللهِ تعالى ورَسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وثَمَّةَ كذِبٌ بالفِعلِ أيضًا، كفِعلِ الإنسان خلافَ ما يُبطِنُ؛ فالمنافق كاذب لأنَّه يُظهرُ إيمانَه، ولكنَّه ليس مؤمنًا في الباطنِ؛ «فإنَّه مع الفُجورِ»، أي: الخُروجِ عن الطَّاعةِ، والميلِ عن الاستِقامَةِ، «وهما في النَّارِ»؛ فالكذِبُ معَ الفُجورِ يُدخِلان صاحِبَهما النَّارَ.
ثُمَّ قال: «وسَلوا اللهَ المعافاةَ» اطلُبوا منه عزَّ وجلَّ أن يَمُنَّ عليكم بالمعافاةِ، وهي السَّلامةُ في الدِّينِ مِن الفِتنةِ، وفي البدَنِ مِن سيِّئِ الأسقامِ وشدَّةِ المِحنةِ، فهي بذلك أجَلُّ نِعَمِ اللهِ على عبدِه، فيتعيَّنُ مُراعاتُها وحِفظُها؛ «فإنَّه لم يؤتَ أحَدٌ بعدَ اليَقينِ»، أي: عِلمِ اليَقينِ وهو الإيمانُ والبَصيرةُ في الدِّينِ، وبه يَتِمُّ تَحقيقُ الإيمانِ بالغيبِ وإزالةُ كلِّ شَكٍّ أو رَيبٍ في جَنبِ اللهِ، «خيرًا مِن المُعافاةِ».
ثمَّ قال صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «ولا تَحاسَدوا»، والحسَدُ المذمومُ: هو أن يرَى أحدُهم النِّعمةَ في غَيرِه فيتمنّى زوالَها عنه، سواءٌ حصلتْ لنَفْسِه هو أو لا، «ولا تَباغَضوا»، أي: تُقدِّموا أسبابَ البُغضِ والكَراهيةِ بين بعضِكم البعضِ، «ولا تَقاطَعوا»، أي: لا يُقاطِعْ بعضُكم بعضًا، والتَّقاطُعُ ضدُّ الوَصلِ، «ولا تَدابَروا»، وهذا كِنايةٌ عن العَدواةِ، وهو تأكيدٌ للنَّهيِ عن المقاطَعةِ، وهذا نَهيٌ عن وُقوعِ هذه الشُّرورِ بين المسلمين؛ بحيثُ لا يَحسُدُ بعضُهم بعضًا ولا يَكرَهُ بعضُهم بعضًا، ولا يَقطَعون الأرحامَ والصِّلاتِ فيما بينهم، فيكونَ بينَهم التَّدابُرُ والمخالَفةُ بين القلوبِ، «وكُونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا»؛ بأنْ يكونَ المسلِمُ أخًا حقيقيًّا لأخيه المسلِمِ؛ في المحبَّةِ والأُلفَةِ، وعدمِ التَّعرُّضِ له بالسُّوءِ، والدِّفاعِ عن عِرضِه، وغيرِ ذلك مِن مُقتَضَياتِ الأخوَّةِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على التَّزامِ الصِّدقِ في كلِّ الأمورِ؛ فإنَّ عاقِبتَه إلى الجنَّةِ.
وفيه: التَّحذيرُ مِن الكذِبِ الدَّائمِ؛ لأنَّه يؤدِّي إلى النَّارِ ويُفسِدُ الأعمالَ.
وفيه: دعوةٌ إلى الأُلفةِ والتَّآخي بين المسلِمين، مع التَّحذيرِ والنَّهيِ عن وقوعِهم في الحِقدِ والحسَدِ، والتَّنافُرِ؛ وهذا كلُّه أساسٌ للمجتمَعِ السَّليمِ.