4599 – حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:
صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا حَدِيثًا: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُتِيَ بِجُمَّارَةٍ، فَقَالَ: « إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَثَلُهَا كَمَثَلِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ » فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ، فَسَكَتُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « هِيَ النَّخْلَةُ » .
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
4599 – Сообщается, что Муджахид сказал:
– Я сопровождал (‘Абдуллаха) ибн ‘Умара (да будет доволен Аллах ими обоими) до Медины, но не слышал, чтобы он рассказывал от Посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, кроме одного хадиса. (Он сказал): «(Однажды, когда) мы находились с Пророком, да благословит его Аллах и приветствует, ему принесли сердцевину верхушки пальмы, и он сказал: “Поистине, есть среди деревьев такое, пример которого подобен примеру мусульманина”. Я хотел сказать: “Это – пальма”, но посмотрев (вокруг) оказалось, что я самый младший из (присутствовавших там) людей, и поэтому я промолчал. И тогда Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “Это − пальма”». Этот хадис передал имам Ахмад (4599). 2/12

Также этот хадис передали аль-Бухари (131), Муслим (2811), ад-Дарими (282), ат-Тирмизи (2867), ан-Насаи в «Сунан аль-Кубра» (11261), Ибн Хиббан (246), аль-Баззар (5714), ат-Табарани (13517), Ибн Джарир ат-Табари в своём «Тафсире» (3/137-138), аль-Багъави в «Шарх ас-Сунна» (1/307) и «ат-Тафсир» (4/348). См. также «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (2218), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (3544).
Шу’айб аль-Арнаут сказал: «Его иснад достоверный в соответствии с условиями обоих шейхов (аль-Бухари и Муслима)». См. «Тахридж аль-Муснад» (4599).
شرح الحديث
كنا عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال : ( أخبِروني بشجرةٍ تُشبِهُ ، أو : كالرجلِ المسلمِ ، لا يَتَحاتُّ ورقُها ، ولا ولا ولا ، تؤتي أُكُلَّها كلَّ حينٍ ) . قال ابنُ عُمَرَ : فوقَع في نفسي أنها النخلةُ ، ورأيتُ أبا بكرٍ وعُمَرَ لا يتكَلَّمانِ ، فكَرِهتُ أن أتكَلَّمَ ، فلما لم يقولوا شيئًا ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( هي النخلةُ ) . فلما قُمْنا قلتُ لعُمَرَ : يا أبَتاه ، واللهِ لقد وقَع في نفسي أنها النخلةُ ، فقال : ما منَعك أن تَكَلَّمَ ؟ قال : لم أرَكم تَكَلَّمونَ ، فكَرِهتُ أن أتكَلَّمَ أو أقولَ شيئًا ، قال عُمَرُ : لَأن تَكونَ قلتَها ، أحَبُّ إليَّ من كذا وكذا .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4698 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
في هذا الحديثِ يَروِي عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما أنَّهم كانوا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فسألَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصحابَه عَن شَجرةٍ تُشبِهُ المسلمَ، وعدَّدَ أوصافَها فقالَ: «لا يَتَحاتُّ ورقُها»، يعني: لا يَتساقطُ، «ولا ولا ولا» يعني أنَّه ذَكرَ أوصافًا، ولكنَّ راويَ الحديثِ لم يَتذكَّرْها، «وتُؤتي أُكُلَها كلَّ حينٍ»، يعني: تُثمِرُ كُلَّما حانَ وقتُها، ففكَّرَ أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولكنَّهم لم يُجيبوا، وكان ابنُ عمرَ رضِي اللهُ عنهما وقَعَ في نَفْسِه أنَّها النَّخلةُ، يعني ظَنَّ أنَّها النَّخلةُ، ولكنَّه لَمَّا لم يَجِد أحدًا مِن كبارِ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجابَ اسْتَحيَا مِنَ الإجابةِ ولم يتكلَّمْ، فلمَّا قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إِنَّها الَّنخلةُ، قال ابنُ عمرَ لأبيِه عُمرَ بنِ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنهما: واللهِ لقدْ وقَعَ في نفْسي أنَّها النَّخلةُ، فقالَ له عمرُ رضِي اللهُ عنه: ما مَنعَكَ أنْ تَكلَّمَ؟ فقالَ له: لم أرَكُم تَكلَّمونَ فَكرِهْتُ أنْ أتكلَّم أو أقولَ شيئًا، فقالَ عُمرُ رضِي اللهُ عنه: لَأنْ تكونَ قُلْتَها أحبُّ إليَّ مِن كذا وكذا، أي: مِن حُمرِ النَّعمِ- كما جاء في روايةٍ أخرى.
ونَفعُ النَّخلةِ موجودٌ في جميعِ أجزائِها مُستمِرٌّ في جميع أحوالِها؛ فِمنْ حينِ تَطلعُ إلى حِينِ تَيبَسُ تُؤكلُ أنواعًا، ثُمَّ يُنتفَعُ بِجميعِ أجزائِها حتَّى النَّوى في عَلْفِ الإبلِ، واللِّيفِ في الْحِبالِ وغيرِ ذلك.
وفي الحديثِ: إلقاءُ العالِمِ المسائلَ الخفيَّةَ على الطَّلبةِ؛ لِيمتحِنَ أذهانَهم ويَختبرَ أفهامَهم.
وفيه: إشارةٌ إلى أنَّ الإيمانَ لا يَتِمُّ إلَّا بثلاثةِ أشياءَ: تَصديقٍ بالقلب، وقولٍ باللِّسان، وعَملٍ بالأبدان، كما أن الشَّجرةَ لا تكونُ شجرةً إلَّا بثلاثةِ أشياءَ: عِرقٍ راسخ، وأصلٍ قائم، وفرعٍ عال.
وفيه: الأَدَبُ مع الأكابرِ والإخوانِ والأصحابِ، حياءُ الإنسانِ بحَضرتِهم، ما لم يؤدِّ إلى تفويتِ مصلحةٍ.