50 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، قَالَ:
لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَطِشَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرُّوا بِرَاعِي غَنَمٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: فَأَخَذْتُ قَدَحًا فَحَلَبْتُ فِيهِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ (1) .
(1) أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسماعُ شعبة منه قديم قبلَ تغيره. وأخرجه البخاري (3908) ، ومسلم (2009) (91) ، والمروزي (64) ، والبزار (52) ، وأبو يعلى (114) و (115) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5607) ، ومسلم (2009) ، والمروزي (63) ، وأبو يعلى (113) من طريقين عن شعبة، به. وقد تقدم برقم (3) .
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
50 – Сообщается, что аль-Бара (ибн ‘Азиб, да будет доволен им Аллах) сказал:
«Когда Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, выехал из Мекки в Медину, он стал испытывать жажду, и они проезжали мимо одного пастуха овец. Абу Бакр ас-Сыддикъ, да будет доволен им Аллах, сказал: “И взяв сосуд, я надоил в него немного молока для Посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, и пришёл с ним к нему, и он выпил столько, пока я не остался довольным”». Этот хадис передал Ахмад (1/9). Хадис был приведён ранее под № 3.
Также этот хадис передали аль-Бухари (3908, 5607), Муслим (2009), аль-Марвази (63, 64), аль-Баззар (52), Абу Я’ля (113, 114, 115).
Ахмад Шакир сказал: «Его иснад достоверный». См. «Муснад Ахмад» (1/43).
Шу’айб аль-Арнаут сказал: «Его иснад достоверный в соответствии с условиями обоих шейхов (аль-Бухари и Муслима)». 1/9
—
شرح الحديث
التخريج : أخرجه البخاري (5607) واللفظ له، ومسلم (2009)
في هذا الحديثِ حادثةٌ مِن حوادثِ رحلة هجرةِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وصاحبِه الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، وفيها أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أصابه العطَشُ والجوعُ في أثناء طريقِ الهجرةِ، وقد مرَّ هو وصاحبُه أبو بكرٍ رضي الله عنه براعي غَنَمٍ، فحلَب أبو بكرٍ رضي الله عنه مِن غنَمِ هذا الرَّاعيِ كُثْبَةً مِن لَبَنٍ، والكُثْبَةُ هي: الكمِّيَّةُ الصَّغيرةُ، فشرِب النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى أخَذ حاجتَه منها، وهو معنى قولِ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه: فشرِب حتى رضِيتُ، أي: حتَّى علِمْتُ أنَّه شرِب كفايتَه، وكان سُرَاقةُ بنُ جُعْشُمٍ يتبعُ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لنَيْلِ الجائزةِ الَّتي نصَبها ساداتُ الكفَّارِ في مكَّةَ لِمَن يُمسِكُ بالنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فلمَّا اقتَرَب سراقةُ مِن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أراد أن يدعوَ عليه، فقال له سُرَاقةُ: لا تَدْعُ علَيَّ وأنا أرجِعُ، فترَك النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الدُّعاءَ عليه، ووعَده في روايةٍ أخرى بقلادةِ كِسْرَى عندما يفتَحُ اللهُ على المُسلِمينَ بلاد الفُرْسِ.
وفي الحديثِ: خوفُ الكفَّار من دعاءِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عليهم؛ لتيقُّنهم صِدقَه، كما قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل: 14].