1177 – وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله — صلى الله عليه وسلم — ، قَالَ:
(( أحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللهِ صَلاةُ دَاوُدَ ، وَأحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَيَصُومُ يَوماً وَيُفْطِرُ يَوْماً )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1177 – Передают со слов ‘Абдуллаха бин ‘Амра бин аль-‘Аса, да будет доволен Аллах ими обоими, что посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Самой любимой молитвой для Аллаха является молитва Дауда и самым любимым постом для Аллаха является пост Дауда, который всегда спал половину ночи, (потом) молился треть её, а (потом снова) спал шестую часть ночи, постился же он через день». Этот хадис передали аль-Бухари (3420) и Муслим (1195).
يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ بأفضلِ هيئاتِ قيامِ اللَّيل وصومِ النَّافلةِ، وهما قيامُ داودَ وصومُه عليه السَّلام، فأمَّا قيامُه فكان ينامُ نصفَ اللَّيلِ الأوَّل، ثمَّ يقومُ ثُلثَ اللَّيلِ، ثمَّ ينامُ سُدسَه الأخيرَ، وأمَّا صيامُه فكان يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا، وإنَّما صارت هذه الطَّريقةُ أحَبَّ إلى اللهِ مِن أجلِ الأخذِ بالرِّفقِ على النُّفوسِ الَّتي يُخشَى منها السَّآمةُ والملَلُ الَّذي هو سببٌ إلى تركِ العبادةِ، واللهُ يُحبُّ أن يُديمَ فضلَه، ويُواليَ إحسانَه أبدًا، وإنَّما كان ذلك أرفقَ؛ لأنَّ النَّومَ بعد القيام يُريحُ البدَنَ، ويُذهِبُ ضرَرَ السَّهرِ وذُبولَ الجسمِ، بخلافِ السَّهرِ إلى الصَّباح، وفيه مِن المصلحةِ أيضًا: استقبالُ صلاةِ الصُّبحِ وأذكارِ النَّهارِ بنشاطٍ وإقبالٍ، وأنَّه أقربُ إلى عدمِ الرِّياء؛ لأنَّ مَن نام السُّدسَ الأخيرَ أصبَح ظاهرَ اللَّون، سليمَ القُوى؛ فهو أقربُ إلى أن يُخفيَ عمَلَه الماضي على مَن يراه.