1204 – وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قَالَ رسول الله — صلى الله عليه وسلم — :
(( عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ : قَصُّ الشَّارِبِ ، وَإعْفَاءُ اللِّحْيَةِ ، وَالسِّوَاكُ ، وَاسْتِنْشَاقُ المَاءِ ، وَقَصُّ الأظْفَارِ ، وَغَسْلُ البَرَاجِمِ ، وَنَتف الإبْطِ ، وَحَلْقُ العَانَةِ ، وَانْتِقَاصُ المَاءِ )) قَالَ الرَّاوِي : وَنَسِيْتُ العَاشِرَةَ إِلاَّ أنْ تَكُونَ المَضمَضَةُ . قَالَ وَكِيعٌ — وَهُوَ أحَدُ رُواتِهِ — انْتِقَاصُ المَاءِ : يَعْنِي الاسْتِنْجَاءِ . رواه مسلم .
1204 – Передают со слов ‘Аиши, да будет доволен ею Аллах, что посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Десять (вещей) являются естественными: подстригание усов, отращивание бороды,[1] (использование) зубочистки, промывание носа водой, подстригание усов, промывание суставов пальцев, выщипывание волос подмышками, сбривание волос с лобка и (использование) воды для подмывания».
Один из передатчиков этого хадиса сказал:
«И я забыл о десятой (вещи), но возможно, что речь шла о прополаскивании рта». Этот хадис передал Муслим (261).
[1] Здесь подразумевается, что бороду вообще не следует подстригать.
شرح الحديث
التخريج : أخرجه مسلم (261)
في هذا الحَديثِ يُوضِّحُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خِصالَ الفِطْرَةِ فيقول: «عَشْرٌ مِن الفِطْرةِ»، أيْ: عَشْرُ خِصالٍ، والفِطْرةُ هيَ أَصْلُ الخِلْقَةِ الَّتي يكونُ عليها كلُّ مولودٍ، والمُرادُ بها: السُّنَّةُ وأَصْلُ الإسْلامِ، وهذه العشرُ هي: «قَصُّ الشَّارِبِ»، أيْ: تَهْذيبُ شَعْرِ الشَّارِبِ، والأخْذُ مِنْه ما يَزيدُ على شَفَةِ الفَمِ العُلْيَا، «وإعْفاءُ اللِّحْيةِ»، أيْ: تَرْكُ شَعرِ اللِّحيةِ وعدمُ الأخْذِ منه، «والسُّواكُ»، أيْ: تَنظيفُ الفَمِ والأسْنانِ بالسُّواكِ وما شَابَهَه مِن المُنظِّفاتِ، «واسْتِنشاقُ الماءِ»، أيْ: غَسْلُ الأنْفِ بالمَاءِ بالاسْتِنشاقِ؛ ليَخرُجَ ما فيه مِن أَذًى وقَذَرٍ، «وقَصُّ الأَظْفارِ»، أيْ: تَقْليمُها وعدمُ تَرْكِها طَويلةً تَرْكًا يَتَجاوَزُ به أربَعينَ ليلةً كما في حديثٍ آخَرَ؛ لأنَّها مَظِنَّةُ الأَوْساخِ والضَّررِ، «وغَسْلُ البَراجِمِ»، أيْ: غَسْلُ مَفاصِلِ الأصابِعِ، «ونَتْفُ الإِبْطِ»، أيْ: إزالةُ شَعرِ الإبطِ، «وحَلْقُ العَانةِ»، أيْ: إزَالةُ الشَّعرِ الَّذي على الفَرْجِ والعَوْرةِ، «وانْتِقاصُ الماءِ»، أيْ: التَّطهُّرُ بالماءِ بعد قضاءِ الحَاجَةِ، أو التَّخلُّصُ والتَّنَزُّهُ من ماءِ البَولِ بعدَ الانْتِهاءِ من التبوُّلِ.
قال زكريَّا وهو ابنُ أَبِي زائدةَ: قال مُصْعَبٌ وهو ابنُ شيبةَ: ونَسيتُ العاشِرةَ، إلَّا أنْ تَكونَ «المَضْمَضةَ»، أيْ: غَسْلَ الفَمِ بالماءِ كلَّما اسْتَلزَمَ الأمرُ ذلِك، وخاصَّةً بعدَ الطَّعامِ وأَكْلِ ما لهُ رائحةٌ، والمَضْمَضةُ: إدارةُ الماءِ في الفَمِ ثُمَّ مَجُّهُ وإخراجُه منها.
زاد قُتيبةُ وهو ابنُ سَعيدٍ: قال وكيعٌ: انْتِقاصُ الماءِ يعني: الاسْتِنجاءَ.
ولا شكَّ أنَّ هذه الخِصالَ يَتعلَّقُ بها أمورٌ دِينيَّةٌ ودُنيويَّةٌ، مِثْل: تَحْسين الهيئةِ، وتَنظيفِ البَدَنِ جُمْلةً وتَفصيلًا، والاحتياطِ للطَّهارةِ، وحُسْنِ مُخالَطَةِ النَّاسِ بكفِّ ما يتأذَّى برِيحِهِ عَنْهم، ومُخالَفة شأنِ الكُفَّار مِن المَجوسِ واليَهودِ والنَّصارى.( ).