1300 – وعن أَبي هريرة — رضي الله عنه — : أنَّ رسول الله — صلى الله عليه وسلم — ، قَالَ :
(( إنَّ في الجنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ أعَدَّهَا اللهُ لِلْمُجَاهِدِينَ في سَبِيلِ اللهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ )) رواه البخاري .
1300 – Передают со слов Абу Хурайры, да будет доволен им Аллах, что посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Поистине, в раю есть сто ступеней, которые Аллах приготовил для сражающихся на пути Аллаха, и (расстояние) от одной ступени до другой подобно расстоянию от небес до земли». Этот хадис передал аль-Бухари (2790).
شرح الحديث
في هذا الحديثِ يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ مَن آمَن باللهِ تعالى وآمن برسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأقام الصَّلاةَ، وصام رَمَضانَ، استحَقَّ دُخولَ الجنَّةِ بفَضْلِ اللهِ ورحمتِه، ولم يَذكُرِ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ الزَّكاةَ والحَجَّ؛ قيل: لم يَذكُرهما على التسامح؛ لأنَّ الحديثَ لم يُذكَر لبيانِ الأركانِ؛ فكأنَّ الاقتصارَ على ما ذُكِر لأنَّه هو المُتكرِّرُ غالبًا؛ فالزَّكاةُ لا تجِبُ إلَّا على الغنيِّ بشَرْطِه، والحجُّ لا يجِبُ إلَّا على المستطيعِ في العُمرِ مَرَّةً واحدةً. فلمَّا قال ذلك قال بعضُ الحاضِرين: أفلا نُبَشِّرُ الناسَ؟ يعني: نُخبِرُهم بهذه البِشارة، فأَخبَر صلَّى الله عليه وسلَّم بدَرجاتِ المجاهِدين فى سبيلِه ومَنْزِلَتِهم فى الجنَّة؛ لِيُرغِّبَ أُمَّتَه فى مجاهدةِ المشركين وإعلاءِ كلمة الإسلام، فقال: «إنَّ في الجنَّةِ مئةَ درجةٍ، أعدَّها الله للمجاهِدين في سبيلِ الله، ما بينَ الدَّرجتَيْن كما بين السماءِ والأرضِ»، فهذا تَباعُدُ ما بينَ درجاتِ هذه المائةِ الَّتِي أُعِدَّتْ للمجاهِدين، ودرجاتُ الجنَّةِ كثيرةٌ لم يَرِدْ حَصْرُها في عَدَدٍ, فهذه مائةٌ أُعِدَّتْ للمجاهِدين، «فإذا سألتُم الله فاسأَلوه الفِرْدَوْسَ؛ فإنَّه أَوسَطُ الجنَّةِ، وأعلَى الجنَّةِ، فَوْقَه عَرْشُ الرَّحْمَنِ»، والمرادُ بالأوسَطِ هنا: الأَعْدَلُ، والأفضَلُ, كقولِه تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، فاللَّهُمَّ ارزُقْنا الفِرْدَوْسَ الأعلَى.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على أداءِ فَرائِضِ الله سبحانه وتعالى، والجهادِ في سبيلِه وإعلاءِ كلمتِه.
وفيه: أنَّ الفِرْدَوْسَ فوقَ جميعِ الجِنَانِ.