1347 – وعن السائب بن يزيد — رضي الله عنه — ، قَالَ :
لَمَّا قَدِمَ النبيُّ — صلى الله عليه وسلم — مِنْ غَزْوَةِ تَبُوك تَلَقَّاهُ النَّاسُ ، فَتَلَقّيتُهُ مَعَ الصِّبْيَانِ عَلَى ثَنيَّةِ الوَدَاعِ . رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح بهذا اللفظ .
1347 – Сообщается, что ас-Са`иб бин Йазид, да будет доволен им Аллах, сказал:
«Когда пророк, да благословит его Аллах и приветствует, вернулся из похода на Табук, люди встречали его,[1] а я вместе (с другими) детьми встречал его на Санийат аль—Вада’».[2] Этот хадис с достоверным иснадом в таком виде приводит Абу Дауд (2779).
Также этот хадис передали Ахмад (3/449), аль-Бухари (4426), ат-Тирмизи (1718), Ибн Хиббан (4792).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих Аби Дауд» (2779).
ورواه البخاري قَالَ: ذَهَبنا نَتَلَقَّى رسولَ اللهِ — صلى الله عليه وسلم -، مَعَ الصِّبْيَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ.
Этот хадис приводит также и аль-Бухари, 2083 (, в версии которого сообщается, что ас-Са`иб бин Йазид, да будет доволен им Аллах,) сказал:
«Мы вместе (с другими) детьми отправились встречать посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, на Санийат аль-Вада’».
[1] Здесь речь идёт о лицемерах, не принявших участие в походе под надуманными предлогами, а также о людях, оставшихся дома по уважительным причинам, которые встречали пророка, да благословит его Аллах и приветствует, и других участников похода в Медине.
[2] Название места близ Медины.
شرح الحديث
وفي هذا الحديثِ يَقولُ الصَّحابيُّ الجليلُ السَّائبُ بنُ يَزيدَ: «لَمَّا قَدِم»، أي: عاد ورجَع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ «مِن غَزوةِ تَبوكَ»، وتبوكُ موضعٌ بينَ المدينةِ والشَّامِ في أقصى شمالِ الجَزيرةِ العرَبيَّةِ وبالقُربِ مِن وادي القُرى، وكانتْ غزوةُ تَبوكَ في السَّنةِ التَّاسِعةِ، وسَببُها أنَّ الرُّومَ جمعَتْ جيوشًا كثيرةً بالشَّامِ، فعَلِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذلك، فنَدَبَ النَّاسَ وأَخبَرَهم بالمكانِ الذي يُريدُ؛ لبُعدِ المسافةِ وعِظَم المشقَّةِ ليتأهَّبوا لذلك، وانتهَت هذه الغزوةُ دون قتالٍ؛ بسببِ خوفِ الرُّومِ مِن المواجَهةِ وهُروبِهم وإخلاءِ مَواقعِهم للمُسلِمين، فلمَّا رجَع النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم «تَلقَّاه النَّاسُ»، أي: استَقْبَلوه واستَعَدُّوا لقُدومِه، «فلَقِيتُه معَ الصِّبيانِ»، أي: فانتَظَرتُه معَ الصِّبيانِ وتَهيَّأْنا لاستِقْبالِه، «على ثَنيَّةِ الوَداعِ»، والثَّنيَّةُ هي الطَّريقُ الَّذي بينَ جبَلَينِ، وسُمِّيَت بِثَنيَّةِ الوَداعِ؛ لأنَّ الخارِجَ مِن المدينةِ كان أهلُه يُوصِلونَه إلى تلك الثَّنيَّةِ ثُمَّ يُودِّعونه عِندَها ويَرحَلون.
وفي الحديثِ: استقبالُ القائدِ المُسافِرِ، والاستِعْدادُ لقُدومِه، والحَفاوةُ به.
وفيه: تعليمُ الصِّبيانِ الخُروجَ لاستِقْبالِ المُسافِرين.
وفيه: بيانُ تَواضُعِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وحبِّه للأطفالِ.
الثَّنِيَّةُ: الطَّريقُ في الجبلِ، وقيلَ: ما ارتفعَ مِنَ الأرضِ، وثنِيَّةُ الوداعِ هي الَّتي مِن جِهةِ تَبوكَ في طريقِ الذَّاهبِ مِنَ المدينةِ إلى الشَّامِ، وسُمِّيتْ بذلك؛ لأنَّهم كانوا ُيُشيِّعونَ الحاجَّ والغزاةَ إليها ويُودِّعونهم عندَها، وإليها كانوا يَخرُجون صِغارًا وكبارًا عند التَّلقِّي، وكانوا إذا ودَّعوا مُسافرًا خَرجوا معه إليها، وفي هذا الحديثِ يُخْبرُ السَّائبُ بنُ يزيدَ رضِي اللهُ عنه أنَّهم ذهبوا؛ لِيتَلقَّوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع الصِّبيانِ إلى ثَنيَّةِ الوداعِ حيثُ كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قادمًا مِن تَبوكَ.
وفي الحديثِ: استقبالُ القادِمينَ مِن الجهادِ والحجِّ بالحفاوةِ والتَّرحيبِ.
التخريج : أخرجه البخاري (4426)، وأبو داود (2779)، والترمذي (1718) واللفظ له، وأحمد (15721)
كان الصَّحابةُ يُحبُّونَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حبًّا عظيمًا؛ ومن مظاهر ذلك: أنَّهم كانوا يستَقْبلونَه عند عَودَتِه من سفَرِه بالبِشرِ والتَّرحابِ والسُّرورِ.
وفي هذا الحديثِ، يَحكي السَّائبُ بنُ يَزيدَ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه: «لَمَّا قَدِمَ رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن تَبوك»، أي: من غَزوةِ تَبوك، وكان ذلك سَنةَ تِسعٍ من الهجْرةِ، لِقتالِ الرُّومِ في شَمالِ الجَزيرةِ العَربيَّةِ جِهةَ الشَّام، وتَبعُدُ عن المَدينةِ 700 كم، «خَرَجَ النَّاسُ» أي: الصحابةُ «يَتلقَّونَه إلى ثَنِيَّةِ الوَداعِ»، وتقع على بُعدِ سِتَّةِ أَمْيَالٍ أَوْ سَبْعةٍ من المدينة (10كم تقريبًا)، والثَّنِيَّةُ: الطريقُ في الجَبلِ كالنَّقبِ، وقيل: ما ارْتَفعَ من الأرْضِ، وثنِيَّةُ الوداعِ هي الَّتي مِن جِهةِ تَبوكَ في طريقِ الذَّاهبِ مِنَ المدينةِ إلى الشَّامِ، وسُمِّيتْ بذلك؛ وإليها كانوا يَخرُجون صِغارًا وكبارًا عند التَّلقِّي، وكانوا إذا ودَّعوا مُسافرًا خَرجوا معه إليها، قال السَّائبُ: «فخَرجْتُ مع النَّاسِ وأنا غُلامٌ»، وهذا يدُلُّ على أن مُختَلفَ النَّاسِ كانوا يَخرجونَ لِمُلاقاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الأسفار رجالًا ونساءً وأطفالًا.
وفي الحديث: مَشْروعِيَّةُ تَلقِّي الغازي العائدِ والمُسافِرِ.( )