1371 – وعن أَبي مسعود البدريِّ — رضي الله عنه — قَالَ : قَالَ رسول الله — صلى الله عليه وسلم — :
(( حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الخَيْرِ شَيْءٌ ، إِلاَّ أنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَكَانَ مُوسِراً ، وَكَانَ يَأمُرُ غِلْمَانَهُ أنْ يَتَجَاوَزُوا عَن المُعْسِر . قَالَ اللهُ — عز وجل — : نَحْنُ أَحَقُّ بذلِكَ مِنْهُ ؛ تَجَاوَزُوا عَنْهُ )) رواه مسلم.
1371 – Передают со слов Абу Мас’уда аль-Бадри, да будет доволен им Аллах, что посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«(Когда) с одного из живших до вас потребовали отчёта (после его смерти), оказалось, что он не делал ничего благого, если не считать того, что, будучи (человеком) состоятельным, он (вёл разные дела)[1] с людьми и всегда приказывал своим слугам прощать (долги) тем, кто испытывал затруднения, и Всемогущий и Великий Аллах сказал: “Мы ведь обладаем большим правом на это,[2] чем он, оставьте же его!”» Этот хадис передал Муслим (1561).
[1] Здесь подразумевается, что он занимался торговлей и ссужал деньги людям.
[2] Имеется в виду прощение.
شرح الحديث
يَحكي حُذَيْفةُ بنُ اليَمانِ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسلَّم قالَ: إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذا خَرَجَ ماءً ونارًا، فَأمَّا الَّذي يَرى النَّاسُ أنَّها النَّارُ فَماءٌ بارِدٌ، وأمَّا الَّذي يَرى النَّاسُ أنَّه ماءٌ بارِدٌ فَنارٌ تُحْرِق; فَمَن أدْرَكَ ذلك مِنْكم فَلْيَقَعْ في الَّذي يَرى أنَّها نارٌ، فَإِنَّه ماءٌ عَذْبٌ بارِدٌ. ثمَّ يَحكي حُذَيْفةُ رضي الله عنه أنَّه صَلَّى الله عليه وسلَّم قالَ: إِنَّ رَجُلًا كانَ فيمَن كانَ قَبْلكم أتاه المَلَكُ؛ ليَقْبِض رُوحَه، فَقَبَضَها، فَبَعَثَه اللهُ فَقالَ له: هَلْ عَمِلتَ مِن خَيْر؟ قالَ: ما أعْلَم. قيلَ له: انْظُرْ. قالَ: ما أعْلَمُ شَيْئًا غَيْرَ أنِّي كُنْت أُبايِعُ النَّاسَ في الدُّنْيا «فَأُجازيهم»، أي: أتقاضاهم الحَقَّ، آخُذُ منهم وأُعْطيهم. فَأُنظِرُ الموسِرَ، أي: أُمْهِله. وأتَجاوَز، أي: أتَسامَحُ عَن المُعْسِرِ، فَأدْخَلَه الله الجَنَّةَ. ثمَّ يَحكي حُذَيْفةُ رضي الله عنه أنَّه صَلَّى الله عليه وسلَّم قالَ: إِن رَجُلًا حَضَرَه المَوْتُ، فَلَمَّا يَئِسَ مِن الحَياةِ أوْصى أهْلَه: إِذا أنا مِتُّ فاجْمَعوا لي حَطَبًا كَثيرًا وأَوقِدوا لي فيه، في الحَطَبِ، نارًا وألْقوني فيها، حَتَّى إِذا أكَلَت النَّارُ لَحْمي وخَلَصَتْ، أي: وصَلَتْ، إلى عَظْمي «فامْتُحِشَتْ»، أيْ: احْتَرَقَتْ، فَخُذوها، أي: العِظامَ المُتَحَرِّقةَ، فاطْحَنوها، ثمَّ انْظُروا يَوْمًا «راحًا»، أي: كَثيرَ الرِّيحِ، «فاذْروه»، أي: طَيِّروه في اليَمِّ، أي: في البَحْرِ، فَفَعَلوا ما أوْصاهم بِه، فَجَمَعَه اللهُ فَقالَ له: لِمَ فَعَلتَ ذَلِكَ؟ قالَ: مِن خَشْيتِك. فَغَفَرَ اللهُ له. قالَ عَقَبةُ بنُ عَمْرٍو البَدْريُّ لِحُذَيْفةَ: وأنا سَمِعتُه صَلَّى الله عليه وسلَّم يَقولُ ذاكَ، وكانَ الرَّجُل المُوصي «نَبَّاشًا» لِلقُبورِ يَسرِقُ الأكْفانَ.
في الحَديثِ: بَيانُ بَعْضٍ مِن عَلاماتِ السَّاعةِ الكُبْرى، وهو خُروجُ الدَّجَّالِ.
وفيه: إِخْبارُه صَلَّى الله عليه وسلَّم عَن الغَيبِ.
وفيه: عِظَمُ ثَوابِ مَن أخَّرَ مُطالَبةَ المُعْسِرِ، أو وَضَعَ دَيْنَه