1434 – وعن أَبي موسى الأشعري — رضي الله عنه — ، عن النبيّ — صلى الله عليه وسلم — ، قَالَ :
(( مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ )) . رواه البخاري .
1434 – Передают со слов Абу Мусы аль-Аш’ари, да будет доволен им Аллах, что пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Поминающий своего Господа и не поминающий своего Господа подобны живому и мёртвому». Этот хадис передал аль-Бухари (6407).
ورواه مسلم فَقَالَ :
(( مَثَلُ البَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ ، وَالبَيْتِ الَّذِي لا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ ))
В той версии этого хадиса, которую приводит Муслим (779) (, сообщается, что пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал):
«Дом, в котором поминают Аллаха, и дом, в котором Аллаха не поминают, подобны живому и мёртвому».
شرح الحديث
التخريج : أخرجه البخاري (6407) واللفظ له، ومسلم (779)
شبَّه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الفَرْقَ بينَ المؤمِنِ الَّذِي يَذكُرُ اللهَ تعالى وبينَ مَن لا يَذكُرُه بالفَرْقِ بينَ الحَيِّ والميِّتِ في نَفعِه وحُسنِ ظاهرِه وباطِنِه.
شرح الحديث
التخريج : أخرجه البخاري (6407)، ومسلم (779) واللفظ له
ذِكْرُ اللهِ فيه حياةُ النُّفُوسِ وقُوَّتُها، وَتَرْكُه فيه الخُمولُ والبِطالةُ والكَسَلُ.
وفي هذا الحديثِ يَعْقِدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُوَازَنَةً بَيْنَ صِنفَيْنِ مِنَ النَّاسِ؛ لتقريبِ الأمرِ إلى الأفهامِ؛ أَحَدُهُمَا: يَذكُرُ اللهَ، والآخَرُ: لا يَذْكُرُهُ، فيُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ مَثَلَ البيتِ الَّذي فيه يُذكَرُ اللهُ فيه «مَثَلُ الْحَيِّ»، أي: كالإنسانِ السَّليمِ المُعافَى؛ فباطنُهُ مُشْرِقٌ بالإيمانِ، وظاهرُهُ مُزَيَّنٌ بَنُورِ الطَّاعةِ، يُحبُّه النَّاسُ ويُنْتَصَرُ وَيُنْتَفَعُ به، والَّذي لا يُذْكَرُ اللهُ فيه كَمَثَلِ الميِّتِ، أي: كالجِيفَةِ؛ لا أحدَ يَقْرَبُهَا، ولا خيرَ فيها، ولا نَفْعَ عِندها، باطلٌ باطِنُهُ، وعاطِلٌ ظاهِرُهُ.
وهذا الحديثُ يَصلُحُ أنْ يَقَعَ معناه مَثَلًا للبُيُوتِ، وللسُّكَّانِ فيها؛ فالبُيُوتُ التي يُذْكَرُ اللهُ فيها تكون مَليئةً بالحياةِ الإيمانيَّةِ، وفيها البركةُ والخيرُ لأهلِهَا، أمَّا البيوتُ التي لا يُذْكَرُ اللهُ فيها فإنَّها تكون خَرِبَةً كالقُبُورِ، لا يَقصِدُها سُكَّانُها إلَّا لِلنَّوْمِ، الَّذي هو مَوْتٌ أَصْغَرُ، وتكون مَنْزُوعَةَ الخيرِ والبَرَكةِ، وإنْ ظَهَر عَكْسُ ذلك فيما يَرَى النَّاسُ.
ويَصِحُّ أنْ يَقَعَ المعنى على سُكَّانِ البُيُوتِ، الذين هُمُ الآدميُّونَ، فَمَنْ يَذْكُرِ اللهَ يَحْيَ قلبُهُ، وَيَظْهَرْ أَثَرُ ذلك فيه، فيكون ذلك نافعًا له في الدُّنيا والآخِرَةِ، وأمَّا الشَّخْصُ الَّذي لا يَذْكُرُ اللهَ فهو ميِّتُ القلبِ، خالٍ مِنَ الإيمانِ، ومِنْ آثارِ الحياةِ الإيمانيَّةِ؛ فهو كالميِّتِ الَّذي انْقَطَعَ عَمَلُهُ، ولا يَكتسِبُ خيرًا من دُنياهُ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على ذِكْرِ اللهِ تعالى في البيتِ، وألَّا يخلُوَ البيتُ منه .