1510 – وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ :
مَا سَمِعْتُ عمر — رضي الله عنه — يقولُ لِشَيءٍ قَطُّ : إنِّي لأَظُنُّهُ كَذَا ، إِلاَّ كَانَ كَمَا يَظُنُّ . رواه البخاري .
1510 – Сообщается, что Ибн ‘Умар, да будет доволен Аллах ими обоими, сказал:
«Когда бы ни слышал я, что ‘Умар, да будет доволен им Аллах, говорит о чём-нибудь: “Поистине, я думаю, что (это будет) так”, – (впоследствии) всё случалось именно так, как он (об этом) думал».
Это сообщение передал аль-Бухари (3866).
شرح الحديث
يَحكي عبدُ الله بنُ عمرَ رضي الله عنهما أنَّه ما سمِع عمرَ رضي الله عنه يقولُ لشيءٍ قطُّ، أي: لأجلِ شيءٍ أو عن شيءٍ قطُّ: إنِّي أظنُّه كذا، إلَّا كان كما يظُنُّ، فبينما عمرُ رضي الله عنه جالسٌ إذ مرَّ به رجلٌ جميلٌ، فقال عمرُ: لقد أخطأَ ظنِّي في كونِه في الجاهليَّةِ بأنْ صار مُسلِمًا، أو قال: إنَّ هذا سوادُ بنُ قاربٍ مستمرٌّ على دِينِه في الجاهليَّةِ على عبادةِ الأوثانِ، أو لقد كان كاهنَهم، أي: كاهنَ قومِه، علَيَّ، أي: أحضِروا الرَّجلَ، أو قرِّبوه منِّي، فدُعِي له، أي: لأجلِ عمرَ رضي الله عنه، فقال له عمرُ رضي الله عنه ذلك الَّذي قاله في غَيبتِه مِن التَّردُّدِ، فقال سوادٌ: ما رأيتُ شيئًا كاليومِ، أي: مِثلَ ما رأيتُ اليومَ، أي: حيث استُقبِل به، أي فيه، رجلٌ مسلمٌ، قال عمرُ رضي الله عنه له: فإنِّي أعزِمُ عليك، أي: أُلزِمُك، إلَّا ما أخبَرْتَني، أي: ما أطلُبُ منك إلَّا الإخبارَ، قال سوادٌ: كنتُ كاهنَهم، أي: أُخبِرُهم بالمُغيَّباتِ في الجاهليَّةِ، فقال له عمرُ: فما أعجَبُ ما جاءتك به جِنِّيَّتُك مِن أخبارِ الغيبِ؟ قال: بينما أنا يومًا في السُّوقِ جاءتني الجِنِّيَّةُ أعرِفُ فيها الفزَعَ، أي: الخوفَ، فقالت لي: ألم ترَ الجِنَّ «وإبلاسَها»، أي: وخوفَها ويأسَها، مِن اليأسِ ضد الرَّجاءِ، مِن بعدِ إنكاسِها، أي: مِن بعدِ انقلابِها على رأسِها، ومعناه: يئِسَتْ مِن استراقِ السَّمعِ بعد أن كانت ألِفَتْه، فانقلبَتْ عن الاستراقِ وقد أيِسَتْ مِن السَّمع، ولحوقَها أي: ولحوقَ الجِنِّ، بالقِلاصِ جمعُ قَلُوص، النَّاقة الشَّابَّة، وأحلاسِها، جمع حِلْسٍ، وهو كساءٌ يُجعَلُ تحت رَحْلِ الإبلِ على ظهورِها تلازمُه، قال عمرُ رضي الله عنه: صدَق سوادٌ، بينما أنا عند آلهتِهم إذ جاء رجلٌ بعِجلٍ فذبَحه، فصرَخ به صارخٌ لم أسمَعْ صارخًا قطُّ أشدَّ صوتًا منه يقولُ: يا «جَلِيح»، أي: يا وَقِح، ومعناه: المكافحُ والمكاشِفُ بالعدَاوةِ، ويحتمَلُ أن يكونَ نادى رجلًا بعينِه، أو مَن كان متَّصِفًا بذلك، أمرٌ نَجِيح، مِن النَّجاحِ، وهو الظَّفَرُ بالبُغيةِ، رجلٌ فَصِيح، مِن الفصاحةِ، يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، فوثَب القومُ، أي: قاموا، قال عمرُ رضي الله عنه: فلمَّا رأيتُ ذلك قلتُ: لا أبرَحُ حتَّى أعلَمَ ما وراء هذا، ثمَّ نادى يا جَلِيح، أمرٌ نَجِيح، رجلٌ فصيح يقول: لا إلهَ إلَّا اللهُ، فقُمْتُ، فما «نشِبْنا»، أي: ما مكَثْنا وتعلَّقْنا بشيءٍ أن قيل: هذا نبيٌّ قد ظهَر.
في الحديثِ: ما يدُلُّ على فِطنةِ عُمرَ وذكائِه، في كونِه لم يقُلْ قطُّ لشيءٍ: أظُنُّه هكذا، إلَّا كان كما يقول.
وفيه: دلالةٌ واضحةٌ على نبوَّةِ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، ففيما جاءت به الجِنِّيَّةُ إلى الرَّجل، وفيما سمِعه عمرُ رضي الله عنه بأُذنيه: ما يشهَدُ بنبوَّةِ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم.
في الحديثِ: ما يدُلُّ على فِطنةِ عُمرَ وذكائِه، في كونِه لم يقُلْ قطُّ لشيءٍ: أظُنُّه هكذا، إلَّا كان كما يقول.
وفيه: دلالةٌ واضحةٌ على نبوَّةِ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، ففيما جاءت به الجِنِّيَّةُ إلى الرَّجل، وفيما سمِعه عمرُ رضي الله عنه بأُذنيه: ما يشهَدُ بنبوَّةِ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم.