لا يُكلِّفُ اللهُ نفسًا إلَّا وُسعَها، وشرطُ التَّكليفِ بأيِّ عمَلٍ هو العِلمُ والاستطاعةُ، وهذا أصلٌ مِن أصولِ التَّشريعِ الإسلاميِّ، لا خلافَ ولا مِراءَ فيه، وهذا الحديثُ يدُلُّ على هذا الأصلِ المُستقرِّ؛ فإنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم رأى رجُلًا يُهادَى بين ابنَيْهِ، أي: يمشي بينَهما متوكِّئًا عليهما، فسأل عن حالِه، فقال: ما بالُ هذا؟ فقالوا: نذَر أن يمشيَ، وكان هذا الشَّيخُ الكبيرُ قد نذَر أن يحُجَّ إلى بيتِ اللهِ الحرامِ ماشيًا، فاستنكَر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فِعلَه هذا، وقال: إنَّ اللهَ عن تعذيبِ هذا نفسَه لَغَنيٌّ، وهذا بيانُ أنَّ الغرَضَ مِن فرضِ العباداتِ ليس التَّعذيبَ والتَّعجيزَ، وإنَّما الامتثالُ للأمرِ والطَّاعةُ هو غايةُ الرَّحمةِ، ولا أحدَ أرحمُ بالخلائقِ مِن بارئِها سبحانه وتعالى.