—
قَالَ: وَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لاَ يُفَارِقُ عُقْبَةَ .
تحفة 9957
(Передатчик этого хадиса) сказал: «И Абуль-Хайр не расставался с ‘Укъбой». Этот хадис передал аль-Бухари (1866).
Также этот хадис передали имам Ахмад (4/152), Муслим (1644), Абу Дауд (3299), ан-Насаи (7/19).
شرح الحديث
التخريج : أخرجه البخاري (1866) واللفظ له، ومسلم (1644)
النَّذرُ مِن العباداتِ الَّتي يجِبُ الوفاءُ بها، إن لم تَنْطوِ على معصيةٍ؛ قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: مَن نذَر أن يُطيعَ اللهَ فليُطِعْهُ، ومَن نذَر أن يعصيَه فلا يَعْصِه.
فإذا نذَر الإنسانُ شيئًا ولم يقدِرْ على الوفاءِ به، فإنَّه يسقُطُ عنه؛ لأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى رفَع الحرَجَ عنِ المُسلِمينَ، فقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، وأختُ عُقبةَ بنِ عامرٍ رضي الله عنهما في هذا الحديثِ قد نذرَتْ أن تمشيَ إلى بيتِ اللهِ الحرامِ، ولَمَّا شعَرَتْ بالحرَجِ وبعدمِ قدرتِها على الوفاءِ بنَذْرِها طلَبَتْ مِن أخيها عُقبةَ بنِ عامرٍ رضي الله عنه أن يَستفتيَ لها رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: هل يلزَمُها الوفاءُ بنَذرِها مع عدم قدرتِها أو لا؟ فلمَّا استفتى النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال له: لتَمشِ ولتركَبْ، أي: لتَمْشِ ما استطاعَتْ، ولتركَبْ عندما لا تستطيعُ المشيَ، وقد يُستدلُّ بهذا الحديثِ على أنَّ مَن نذَر أن يمشيَ إلى الكعبةِ وجَب عليه الوفاءُ ما استطاع، فإنْ لم يستطِعْ فليركَبْ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أمَرها بالمشيِ والرُّكوبِ، ولم يُسقِطْ عنها المشيَ، فتمشي إلى ألا تستطيعَ المشيَ، ثمَّ تركب، وقال البعضُ الآخَرُ: إنَّ مَن نذَر المشيَ لا يلزَمُه ذلك، سواءٌ قدَر عليه أو لا؛ لأنَّ المشيَ نفسَه غيرُ طاعةٍ، إنَّما الطَّاعةُ الوصولُ إلى ذلك المكانِ، كالبيتِ العتيقِ، مِن غيرِ فرقٍ بين المشيِ والرُّكوب؛ ولهذا سوَّغ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الرُّكوبَ لأختِ عقبةَ بنِ نافعٍ مع أنَّها نذَرَتِ المشيَ، فكان ذلك دالًّا على عدمِ لزوم النَّذرِ بالمشيِ، وإن دخَل تحت الطَّاقةِ، وإنَّما أمَر الشَّيخَ الكبيرَ بالرُّكوبِ؛ لأنَّه كان شيخًا ظاهرَ العجزِ، وأمَر أختَ عُقبةَ بالمشيِ والرُّكوبِ معًا؛ لأنَّها لم توصَفْ بالعجزِ، فكأنَّه أمَرها أن تمشيَ إن قدَرَتْ، وتركَبَ إن عجَزَتْ.