2808 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِىُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ — رضى الله عنه — يَقُولُ:
أَتَى النَّبِىَّ — صلى الله عليه وسلم — رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُ وَأُسْلِمُ ؟ قَالَ: « أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ » . فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَاتَلَ ، فَقُتِلَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم: « عَمِلَ قَلِيلاً وَأُجِرَ كَثِيرًا » .
تحفة 1817
رواه أحمد (4/290) ، والبخاري (2808) ، ومسلم (1900) .
«(Однажды) к Пророку, да благословит его Аллах и приветствует, подошёл какой-то человек, лицо которого было закрыто железной (маской)[1], и спросил: “О Посланник Аллаха, (не следует ли мне сначала) сразиться, а потом принять Ислам?” (Пророк, да благословит его Аллах и приветствует,) сказал: “(Сначала) прими Ислам, а потом сражайся.” И (этот человек) принял Ислам, вступил в бой и был убит, после чего Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “Он сделал мало, а в награду получил много!”» Этот хадис передали Ахмад (4/290), аль-Бухари (2808) и Муслим (1900). См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (973).
[1] Имеется в виду, что этот человек был полностью закован в железные доспехи.
—
شرح الحديث
التخريج : أخرجه البخاري (2808)، ومسلم (1900)
مِن تَوفيقِ اللهِ سُبحانَه وتعالَى لِلعَبدِ وإرادةِ الخَيرِ به؛ إلهامُه أنْ يَعمَلَ صالِحًا قبْلَ مَوتِه، ويَختِمَ له به، فيَفوزَ بالنَّعيمِ المُقيمِ في الآخِرةِ، وإنْ قَلَّ عَمَلُه في الدُّنيا.
وفي هذا الحَديثِ يَروي البَرَاءُ بنُ عازِبٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ — قيلَ: إنَّه أنصاريٌّ مِنَ الأوْسِ مِن بَني النَّبِيتِ، وقيلَ: اسمُه: عَمرُو بنُ ثابِتِ بنِ وَقْشٍ- مُغَطًّى وَجْهُه بالحَديدِ، وهُم يَستَعِدُّونَ لِلغَزوِ، فقال هذا الرَّجُلُ لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أُقاتِلُ معكَ أوَّلًا ثم أُسلِمُ بعْدَ انتِهاءِ القِتالِ، أمْ أُسلِمُ أوَّلًا ثم أُقاتِلُ معكَ؟ فأمَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُعجِّلَ بإسلامِه أوَّلًا، فأسلَمَ الرَّجُلُ، ثمَّ قاتَلَ فقُتِلَ، فقال رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في شَأْنِه: «عَمِلَ قَلِيلًا، وأُجِرَ كَثِيرًا». أيْ: كانَ عَمَلُه قَليلًا بالنِّسبةِ إلى زَمانِ إسلامِه، وأجْرُه كَثيرًا؛ لِمَوْتِه شَهيدًا، ووَجَبتْ له الجَنَّةُ ولم يكُنْ قد رَكَعَ للهِ رَكعةً واحِدةً.
وفي الحَديثِ: أنَّ اللهَ تعالَى يُعطي الثَّوابَ الجَزيلَ على العَمَلِ اليَسيرِ؛ تفَضُّلًا منه على عِبادِه.
وفيه: حِرصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على إسلامِ العِبادِ للهِ تعالَى.