620 ( صحيح )
إذا سَمِعْتُمْ نباحَ الكِلابِ وَنَهيقَ الحمِيرِ باللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بالله مِنَ الشَّيْطانِ فإِنَّهُنَّ يَرَوْنَ ما لا تَرَوْنَ وأقِلُّوا الخُرُوجَ إذا هَدَأَتِ الرِّجْلُ فإِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ يَبُثُّ في لَيْلِهِ مِنْ خَلْقِهِ ما يَشاءُ وأجِيفُوا الأبْوابَ واذْكُرُوا اسْمَ الله عليها فإِنَّ الشَّيْطانَ لا يَفْتَحُ باباً أُجيفَ وذُكِرَ اسْمُ الله عليه وغَطُّوا الجِرارَ وأَوْكِئُوا القِرَبَ وأَكْفِئُوا الآنِيَةَ
( حم خد د حب ك ) عن جابر .
«Если ночью вы услышите лай собак и рев осла, то прибегайте к защите Аллаха от шайтана, ибо, поистине, они видят то, чего не видите вы. И (старайтесь в это время) выходить поменьше, ибо, поистине, Великий и Всемогущий Аллах ночью рассеивает по земле те из Своих творений, которые пожелает. Так закрывайте двери поминая над ними имя Аллаха, ибо, поистине, шайтан не открывает дверь, закрытую, поминая над ней имя Аллаха. Прикрывайте кувшины, завязывайте бурдюки и переворачивайте сосуды». Этот хадис передали имам Ахмад (3/306 и 355), аль-Бухари в «аль-Адабуль-муфрад» (1234), Абу Дауд (5103), Ибн Хиббан (5517) и аль-Хаким (4/283-284) со слов Джабира, да будет доволен им Аллах.
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (620), «Тахридж Мишкатуль-масабих» (4232), «аль-Калим ат-таййиб» (220).
شرح الحديث
إذا سَمِعتُمْ نِباحَ الكِلابِ ، ونَهِيقَ الحَمِيرِ بِالليلِ فتَعَوَّذُوا بِاللهِ من الشيطانِ ، فإنَّهُنَّ يَرَيْنَ ما لا تَرَوْنَ ، وأَقِلُّوا الخُروجَ إذا هَدَأَتِ الرِّجْلُ ؛ فإِنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ يَبُثُّ في لَيْلِهِ من خَلْقِهِ ما يَشاءُ ، وأَجِيفُوا الأبوابَ ، واذْكُرُوا اسْمَ اللهِ علَيْهَا ؛ فإِنَّ الشَّيطانَ لا يَفتَحُ بابًا أُجِيفَ وذُكِرَ اسْمُ اللهِ عليْهِ ، وغَطُّوا الجِرارَ ، وأوْكِئُوا القِرَبَ ، وأكْفِئُوا الآنِيَةَ
الراوي : جابر بن عبدالله
المحدث :الألباني
المصدر :صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 620
خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه أبو داود (5103)، وأحمد (14322) واللفظ له.
للهِ تَعالى مَخلوقاتٌ لا نَستطيعُ رُؤيتَها، ولكنْ حذَّرَنا اللهُ سُبحانَه مِن شَرِّها فَضْلًا منه عزَّ وجلَّ؛ ولأنَّ هذه المخلوقاتِ ربَّما تُوقِعُ بالإنسانِ الضَّرَرَ؛ فإنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد بيَّن كيف يُحصِّنُ المُسلِمُ نفسَه من ضَرَرِ هذه المخلوقاتِ، كما يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ: «إذا سَمِعتُم نُباحَ الكِلابِ»، أي: صَوتَها العاليَ الذي تُعرَفُ به، «ونَهيقَ الحِمارِ»؛ وهو صَوْتُ الحِمارِ العالي الَّذي يُعرَفُ به، «باللَّيلِ» وخُصَّ اللَّيلُ لانتِشارِ شَياطينِ الإنْسِ والجِنِّ فيه، وكَثرَةِ إفْسادِهم، فإذا سَمِعتُم صَوتَهما «فتَعَوَّذوا باللهِ من الشَّيْطانِ»، أي: استَعيذوا باللهِ من الشَّيْطانِ الرَّجيمِ؛ «فإنَّهن يَرَيْنَ ما لا تَرَوْنَ»، أي: إنَّهم يُبصِرونَ الشَّيْطانَ، كما جاء في الحديثِ الذي خرَّجه البُخاريُّ عن أبي هُرَيرَةَ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «إذا سَمِعتُم نَهيقَ الحِمارِ؛ فتَعَوَّذوا باللهِ من الشَّيْطانِ؛ فإنَّها رَأَتْ شَيْطانًا». ثم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وأَقِلُّوا الخُروجَ إذا هَدَأَتِ الرِّجْلُ»، أي: ولا تُكْثِروا الخُروجَ من مَنازِلِكم إذا قَلَّ تَرَدُّدُ النَّاسِ في الطَّريقِ، وقَلَّ خُروجُ النَّاسِ من مَنازِلِهم؛ «فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَبُثُّ في لَيلِه مِن خَلْقِه ما يَشاءُ»، أي: فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَنشُرُ ويُرسِلُ في اللَّيلِ من مَخْلوقاتِه من الجِنِّ والشَّياطينِ والحَيَواناتِ المُضِرَّةِ، فمَن أكثَرَ الخُروجَ حين ذاك لغَيرِ غَرَضٍ شَرْعيٍّ أوشَكَ أنْ يَحصُلَ له أذًى؛ لمُخالَفَتِه للمَشروعِ.
ثم بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعضَ الآدابِ التي يَنبَغي على المُسلِمِ أنْ يَنتَبِهَ إليها؛ حتى يُحصِّنَ نفسَه من شَرِّ هذه المخلوقاتِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وأَجِيفوا الأبْوابَ، واذكُروا اسمَ اللهِ عليها»، أي: أَغْلِقوا الأبْوابَ، واذْكُروا اسمَ اللهِ عزَّ وجلَّ وأنتم تُغلِقونَها؛ «فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَفتَحُ بابًا أُجيفَ، وذُكِرَ اسمُ اللهِ عليه»، أي: لا يَقدِرُ على النَّفاذِ منه، «وغَطُّوا الجِرارَ» جَمْعُ جَرَّةٍ، أي: الأواني، «وأَوْكِئوا القِرَبَ» القِرَبُ هي الأوعيةُ الذي يُوضَعُ فيه الماءُ، والوِكاءُ هو الخَيْطُ الذي يُربَطُ به الوِعاءُ، والمُرادُ: أَغْلِقوا الأوعيَةَ التي يُوضَعُ فيها الماءُ، وارْبِطوها بِرِباطِها الذي يَحفَظُها مِن الهَوامِّ ونَحوِها، «وأَكْفِئوا الآنِيَةَ»، أي: تُغَطَّى ويُحجَبُ ما فيها من طَعامٍ، ولعلَّ المُرادَ بها الأواني الفارِغَةُ، فيكونُ المُرادُ: قَلْبَها على وَجْهِها؛ لِئَلَّا يَدُبَّ عليها شَيءٌ أو تَتَنجَّسَ.
وفي الحَديثِ: أنَّ بَعضَ الحَيَواناتِ تَرَى ما لا يَرَى البَشَرُ(( .